مقالات

اين تنام الاسود في باليرمو ؟ !!

بقلم: أحمد الحسين التهامي

(1):

قلت مع الرائع عادل عبدالمجيد : يابحر الحب … انا والله عوام قديم …  امشي  مقتربا من حافة الافلاس التام بفضل نعمة الاصلاحات الاقتصادية ؛ و استعرض في ذاكرتي لقطات حفل استقبال رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي للوفود المشاركة في المؤتمر لا جل ليبيا  ليلة 12 نوفمبر الفائت.

(2):

فلنبدأ  من المكان الذي يذكر  بخطوط العمارة الفاشستية في ليبيا بالذات حيث المباني العملاقة المربعة تزخرفها بضعة نوافذ صغيرة تنتهي باقواس !! كان تذكيرا فاضحا بمجد الفاشيست وقدرتهم على تخديم المسلمين كعناصر زينة صغيرة في إطار  بهاء وعظمة مبانيهم!! و مرت اما رئيس الوزراء الايطالي الوفود   ؛ مرت  كل الملامح  الاسيوية الافريقية الهندية حتى غدا الليبيون قلة لا تكاد ترى بمجهر فتساءلت : هل هذا المؤتمر لأجل ليبيا فعلا؟! ام ان ليبيا ضيف شبح هنا؟!؛ ولكن اين الليبيين اذا؟!! لحظات قبل ان ينتقل المصور الفنان ليلتقط مرارا لقطات تدخل نسيج الحفل وتشكل خلفيته لقوارب سياح صغيرة تنام في هدوء المرفأ خلف الحفل!! ثم ليلتقط كادرا لنخلة غربت عن ارضها فماتت خجلا وحزنا وظهر دمها الاحمر لامعا يلون اغصانها !! ومرا…

(3):

 

مرا ضمن بقية الوان البشر من امام رئيس الوزراء الايطالي؛ ومرت بعدهم حشود من البشر فلم يبتسم كونتي إلا عندما لمح مواطنته الشابة موغريني فتلقاها بيدين مفتوحتين وابتسامة تغطي المتوسط شرقا وغربا؛ نسيت ان اخبرك ايها القارئ الكريم ان من مرا امام كونتي كانا خالد المشري وفائز السراج وانضما الى حيث البقية؛ فجاءة ركزت نظري على لوحة شعار المؤتمر  فيالهي ماذا وجدت ؟ !! لوحة شعار المؤتمر تخلو تماما من الوان العلم الليبي ؛ لماذا ؟ الا يعرف الطليان الوان العلم الليبي؟!؛ دققت اكثر فوجدت انهم لم ينسوا النجمة ولم ينسوا الهلال ؛ثم وجدت ان حرف ال الانجليزي(L) رمز ليبيا يحتضن حرف(E) رمز الاتحاد الاوربي فتسالت ولكن لماذا اليس الواقع معكوسا تماما فلماذا هذا الانقلاب المفتعل؟! ثم اكتشفت الانقلاب الاكبر حين تسالت ماهذه الانياب التي تخرج بشعة من حرف L لاجد انها

 

الحرفان العربيان ياء ثم باء في كلمة ليبيا بالعربية وليسا انيابا فالفنان العبقرينو اختار ان يكتب كل الكلمات افقية على اللوح الا كلمة ليبيا بالعربية  كتبها عموديا فبدت ليبيا الحاضرة في باليرمو ليبيا المقلوبة لا تلك المعتدلة !! ……..

(4)

واتت اللقطة الاخيرة ؛ ففي اللحظات الاخيرة وصل السيد المشير خليفة حفتر ومشى الى حيث كونتي فتبادلا حديثا طويلا امتد لأكثر مما امتد الحديث مع الشخصية التاريخية في تونس الباجي قائد السبسي ثم مضى القائد العام وتوقع الكثيرون انه سوف ينضم الى البقية حيث هم ينتظرون فإذا به يصل الى حدود مكانهم ثم في اللحظة الاخيرة يستدير المشير مغادرا كل المسرح الايطالي  في اتجاه اخر معاكس!!…لقد ذهب الى حيث تنام الاسود في باليرمو!!..

لو قيل لي انك اردت ان تمتدح المشير وتتزلف اليه لذهلت تماما … فيأيها السادة العاطلون عن العمل إن الرجل هو الأسلوب !!..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق