تقارير

سجل تركيا الإرهابي في ليبيا.. القصة الكاملة

تحاول أنقرة التفلت من المساءلة الدولية عن جرائمها في ليبيا بإلصاق التهم جزافا بالدول التي تدعم السلام والاستقرار في ليبيا، مغفلة دور النظام التركي منذ ما قبل عام 2011 وعبر عملائها في صناعة الإرهاب في ليبيا.

بداية الدور التركي المشبوه في ليبيا ما قبل عام 2011 من خلال القيادي الإخواني المعروف علي الصلابي الذي تقرب من نظام القذافي واستطاع أن يتوسط في 2006 و2010 لإخراج آلاف الإرهابيين المنتمين لتنظيمي الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة فرع تنظيم القاعدة من السجون تحت غطاء المراجعات الفكرية الوهمية.

مع انطلاق أحداث 2011 تزعمت تركيا المليشيات الليبية وأمدتهم بالسلاح وشاركت مع قطر في صناعة أول مليشيا في ليبيا من خلال القيادي الإرهابي المهدي الحاراتي الذي يشارك الآن عبر تركيا في إيصال الإرهابيين إلى طرابلس من سوريا.

عملت تركيا على زعزعة الاستقرار الاجتماعي الليبي، وبث الفتنة بين مكوناته المختلفة لإحياء دولة الخلافة المزعومة، حيث التقى الرئيس التركي رجب أردوغان عام 2012 في افتتاح القنصلية التركية في مصراتة بعدد من الليبين من أصل تركي وقال كلمته المشهورة “أهلا بكم في مصراتة التركية” التي كانت شرارة الانقسامات الاجتماعية، وكشفت عن حقيقة الأطماع التركية في ليبيا.

دعمت تركيا كذلك التنظيمات الإرهابية عبر السماح لمصابي تلك الجماعات بالسفر والعلاج والعودة مرة أخرى للقتال على الأراضي الليبية.

وعثر الجيش الليبي على عدد كبير من الأسلحة والذخائر والملابس العسكرية تركية الصنع في مدن بنغازي ودرنة وإجدابيا وغيرها بحوذة التنظيمات التكفيرية.

وتجسد هذا الدعم في علاقة تركيا بآل الصلابي (علي الصلابي وأخوته إسماعيل وأسامة وخالد) الذين شكلوا ما يشبه الخلية الإرهابية التي ارتكبت عدد كبير من الجرائم الإرهابية سواء من خلال الفتاوى التكفيرية او قيادة المليشيات، خاصة في بنغازي ودرنة.

ومع انتخاب الليبيين لمجلس النواب 2014 دعمت تركيا المليشيات التي رفضت تسليم السلطة ودعمت ما يعرف بعملية “فجر ليبيا” الإرهابية التي تم خلالها تدمير مطار طرابلس الدولي، وسقط مئات القتلى من العسكريين والمدنيين.

استمرت تركيا في جرائمها من خلال دعم “مليشيا القوى الثالثة” التي ارتكبت عدد من جرائم الحرب في الجنوب الليبي مثل مذبحة براك الشاطئ عبر آمر هذه المليشيا مصطفى التريكي الذي يرتبط مباشرة مع انقرة بعلاقات وثيقة، إلى جانب دعم تحركات مشبوهة وعمليات مسلحة لمرتزقة من التبو والمعارضة التشادية في الجنوب.

وكان لتركيا دور كبير في محاولة تثبيت تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا بعد فشل مخططاتها في دول الجوار، فعملت على إفشال المساعي العربية والإقليمية لحل الأزمة، من خلال عملائها في حكومة فايز السراج.

واستمرت تركيا في إرسال شحنات السلاح بحرا وتكشف ذلك في عدد كبي رمن الشحنات التي تم إلقاء القبض عليها في كل من اليونان ومالطا وموانئ الخمس وزوارة وغيرها.

ومع انطلاق عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة من الإرهاب أرسلت بشكل متوالي شحنات من السلاح التركي، أبرزها شحنة السفينة amazon التي وصلت بمدرعات نوع kerby “كيربي”  وطائرات مسيرة نوع “بيرقدار”.

وفشل السلاح التركي في تحقيق أي تقدم للمليشيات على الأرض مع تقدم الجيش الليبي باتجاه قلب العاصمة، فوقعت تركيا مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق غير الدستورية مذكرتين بحرية وعسكرية، لتضمن لنفسها نصيبا من الكعكة وتدخل بشكل مباشر إلى الأزمة الليبية.

ورغم القرارت الدولية وتعهدات الدول الكبرى في مؤتمر برلين القاضية بحظر توريد السلاح والمرتزقة إلى ليبيا، إلا أن تركيا أرسلت نحو 20 ألف مرتزق سوري وأكثر من 10 آلاف إرهابي من تنظيمات غير سورية، إلى جانب آلاف من المرتزقة التشاديين، للقتال إلى جانب حكومة فايز السراج.

وارتكبت المليشيات التركية جملة كبيرة من الجرائم ضد الإنسانية من قتل وسرقة وتفجير وتدمير وقصف عشوائي واستهداف المدنيين وخطف على الهوية، ولم يسلم منهم حتى الموتى في القبور ولا الحيوانات الأليفة أو المفترسة في حديقة الحيوانات.

كما هجرت المليشيات التركية أكثر من 20 ألف ليبيا من منازلهم قسرا من مدن ترهونة وقصر بنغشير ومحيطها، ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية والانسحاب من طرابلس لإنجاح المفاوضات للوصول إلى حل سياسي سلمي، لا تزال تركيا تهدد باستهداف المدنييين في كل من سرت والجفرة، والعزم على اقتحامهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق