عبق الياسمين

المرأة بالتشكيل العراقي

كتب : صباح محسن كاظم

الإشتغالات الجماليّة لدى الفنانة التشكيليّة التربويّة المبدعة “شفاء هادي” تشي بقدرة رائعة بتناول قضايا المرأة ..الحب – الزواج – الأمومة – الحنان .

تشكيليّة بارّعة تستمدُ جمال، وسحر، ودهشة لوحاتها من كنوز سومر الحضارة، خزان التأريخ والتراث البشريّ، ومنطلق الكتابة والتدوين والرسم والنحت والشعر وملحمة گلگامش..من الميثولوجيا والأساطير، ومن قيثارة الملكة شبعاد وأوتار الموسيقى، ومن جمال معمار الزقورة، تنطلق التربوية التشكيلية “شفاء هادي ” لنشر مساحات الجمال بمعارضها الشخصية التي حضرت معظمها بالناصرية، وأربيل، وملتقيات هواجس بمدن مختلفة ..يشعُ اللون بنسق الجمال وتدرجاته، ومساحات الضوء الجاذبة التي تفيض عليها بلوحاتها الفلكلورية، و التراثية، حيث تتناغم الألوان بهارمونية ساحرة كعازفة بالفرشاة على سطح اللوحات عندما تٌجسد المرأة بكل حالاتها الحب، الأمل، العمل، الريف، ومفاتن المرأة المدهشة بتجريد مدهش.. أو بإنطباعية سحرية من البيئة الجنوبية بإعتبار الناصرية: رئة وقلب الجنوب.. بالمدينة، أو تخوم الريف، والأهوار.. تتفاعل مع موضوعاتها بحب، وإحتراف، وصدق مشاعرها، وأحاسيسها عند التركيز على الحلم الأنثوي ..دراستها الأكاديمية صقلت موهبتها، وشغفها بالرسم أنتج هذا التفرد الجميل لذلك أرى لها سطوع، وحضور بإهتمام من النقاد والإعلام بكل الملتقيات التشكيلية .. لاريب أن المبدعة والمبدع تكتمل وتتطور وتنمو وتنضج التجربة بالإطلاع على التراث، والمنجز العالمي، والإصغاء لآراء المختصين والمتذوقين والنقاد وعامة المجتمع ..لوحات “شفاء” رسالة المرأة تُجسد من خلالها الحقائق اللانهائية بالعلاقات الإنسانية كوجود عماد ومحور وليس الهامش، تستوحي خيالها من دور المرأة السومرية التي تواجه الظروف بكل قساوتها والمحن بأشكالها، لكنها تكتمل بالسعادة والإشراق والجمال لأنها تعشق الحياة والحب والخصب ..لوحاتها تكثيف للجمال، تفاصيل الظفائر، والوشم، والحناء، وكل المنمنمات، والإهتمام بألوان اللباس والأزياء.. ترسمها المبدعة “شفاء” بإحساس هندسي وهيكيلية معمارية متفوقة جاذبة بتباين لوني بين الأحمر والأصفر والبنفسجي ..تمنح الشكل جاذبية بصرية ليتأمل الجمال عبر المرئي والذوقي الجمالي .

لوحات شفاء ضاجة بالبوّح بلغة إنسانية مُعبرة عن آلام وآمال المرأة.في آخر المعارض التي شاركت فيها لهواجس يوم 15-4-2020 الملتقى الدولي الالكتروني بمشاركات عالمية ..وعربية ..وعراقية لأكثر من 300 لوحة فنية تناولت موضوعات إنسانيّة مهمة ..وقد شاركت بلوحة لإمرأة تمثل الدعاء للخلاص من الوباء -الكورونا- الجائحة العالمية التي عبرت الحدود والجغرافية وأصابت الملايين بمختلف الشعوب ..لوحة مُعبرة عن معاناة الأم -الحبيبة -الزوجة -الأخت في زمن الكورونا وهي تبتهل لله للخلاص ..

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق