ثقافة وفنون

د. الصديق بودوارة يكتب صباحك طيب..

صباحك طيب ..
يهمس لك الصداع ، ثم يغمز بطرف عينه اليسرى لأول قرص بنادول يمر به .
صباحك طيب ..
يخبرك الوجع بأمره، ويعترف لك بأنه مبعوث العناية الأزلية إلي حضرتك :
ـــ أرسلتني قبيلةٌ من الجن إليك .
أمروني بأن لا أغادر رأسك إلا لقضاء الحاجة ..
وأن لا أغفل عن رأسك إلا إذا أدركتني مصيبة الموت ، لكن الموت لا يزورنا معشر الجن إلا بعد ألف عامٍ أو يزيد.
صباحك طيب ..
يمسح الحزن بأطراف أصابعه على بياض شعرك ..
ويدس في أذنك اليمنى هذا الخبر :
ــ سمعت ُ أن جنيةً حسناء تريد أن تخطب ودك اليوم ..
لكن جنيات الأرض السابعة لا يثقن بغير الصداع رسولاً إلى ذوي العيون المنهكة ..
فهل أنت على استعداد لاستقبال رسول غرامٍ لم يغمض عينيه منذ عصر الديناصورات القديم ؟
صباحك طيب ..
تصيح بك الحكومة ..
ويتربص بك مجلس النواب ..
ويترقبك أنذال العصابات المسلحة ..
وتزدريك نزوات أنذال المناصب الرفيعة ..
وتحتقر كفاءتك بلادة الجهلة الأسياد ..
وتمضغك على مهل ثوابت الزمن الرديء ..
وتنجدك على عجلٍ دعوات دراويش الزوايا الطيبيين.
صباحك طيب ..
تبتسم لك عيون لا تراك ..
وتتقرب منك قلوب ٌ قلوبها معك ، وسيوفها عليك .
صباحك طيب ..
تسأل عنك حبيبتك التي تهتم بكل البشر ما عداك ..
وتجيب على علامات استفهامك جثة حوت قديم ..
استضافت ذات زمن نبياً من أنبياء الله دون أن تعرف السبب .
صباحك طيب ..
أيها الطيب حسب آخر المستجدات ..
فهل سيشهد هذا الصباح ميلاد ظرفٍ جديد يقدّر ظروفك أيها الحزين..
أم أنه سيكون صباحاً للصداع كغيره من مئة ألف صباحٍ مرت عليك من قبل ؟
ألا تعرف كعادتك جواباً لهذا السؤال ؟
صباحك طيب إذن !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق