الأبيض الذي أدخل الفرح على قلوب سادها السواد
بقلم : منى نصر بن هيبة
يتوسد المرض كلما سيق الحديث لحصر و تعداد لحصر و تعداد الابداعات الليبية و الطاقات التي قدمت و أعطت و منحت و أضافت للمكتبة الليبية الفنية الكثير، خاصة و نحن على مقربة من شهر رمضان الفضيل حيث الأعمال المنتظرة على مائدة الإفطار، فإنه لا يتأتي بأي حال من الأحوال أن نستذكر الفنانين و أعمالهم دون أن نستحضر الكوميدي صلاح الأبيض، بل دون أن نوجه أصبع اللوم نحو الجهات الثقافية و المؤسسات الفنية لنتساءل ماذا قدمت هذه و تلك لهؤلاء و اولئك؟ و ما الذي من الممكن أن تقدمه اليوم للأبيض الكوميدي الذي أفنى عمره و هو جالس بين الأوراق يؤلف و يروي، يقف خلف العدسات، يطل عبر الشاشات، يعتلي خشبة المسرح في أطيب المناسبات ليسعد و يضحك و يدخل الفرح على قلوب سادها السواد؟.
قدم هذا الفنان الكثير من الأعمال و ألف العديد من المسلسلات الكوميدية و المسرحيات و مثل أدوارها، و لعل من أشهر أعماله مسرحية “(كوشي يا كوشة) التي كتب قصة أحداثها و لعب البطولة فيها، و ظهر بعدها عبر الشاشة الفضائية بمجموعة من الأعمال منها (قلية الديمقراطية) و (أبيض شو). لا يزال الأبيض يرسم البسمة على محياه و يطبع الفرح في نفوس من حوله حين يرسل النكتة الطيارة لتملأ القهقهات كل من حوله حتى و هو يعاني آلام الأزمة الصحية الصعبة التي ألمت به و ألزمته الفراش، حيث يتوسد و فترة ليست بالقصيرة الآلام يلتحف برداء حب الجمهور، حيث آزره الأصدقاء و ساندوه بدعم معنوي كبير مناشدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزارة الثقافة و المؤسسات الإعلامية بالمساهمة في علاجه باعتباره أحد رموز الفن الكوميدي في ليبيا، كما قدم له مشجعيه دعما ماديا إذ تبرع سراج الفيتوري بتقديم تذاكر سفر مجانية له و لمرافقيه، و بها غادر الأبيض ليبيا متجها نحو الخارج باحثا عن الاستطباب و استكمال علاجه على حسابه الخاص، بعد أن ظل لفترة من الزمن قابعا في مستشفيات بنغازي.
غادر الأبيض متجها نحو الشقيقة مصر و لا يزال نائما على السرير الأبيض حيث باشر الأطباء هناك بغسيل كليته.
ونحن إذ نذكره ونستحضر أعماله و قفشاته و عباراته المضحكة و المسلية فإننا نرفع أكف الضراعة للرحمن الرحيم متمنين أن يمن عليه بالشفاء العاجل لنراه قريبا يطل علينا بعمل فريد و إضحاك جديد.