مقالات

ولكن أيُ جيش وأيُ شرطة !!!

بقلم / خالد المجبري

لا تخلو هتافات الليبيين وكتاباتهم  من التأكيد على أنهم يريدون جيش وشرطة ، ولكن السؤال هو أيُ جيشٍ وأيُ شرطة تلك التي يريدها الليبيون ؟!!

فمن ناحية المواطنين فهو يعانون ـ إلا من رحم ربي ـ من انفصام في الشخصية ، فلا يكاد أكثرهم ينتهون من هتافاتهم في الساحات وفي القاعات مطالبين بجيش وشرطة    ويصلون إلى  بيوتهم إلا وقد تخطوا أكثر من إشارة حمراء وقفزوا فوق أكثر من رصيف وشتموا أكثر من شرطي ، وذلك لأنهم في دخيلة نفوسهم يريدون قانونا يعطي الحق لهم ولا يأخذه منهم ، ويوقف الآخرين جميعا ليمنحهم حق السير والمرور دون غيرهم .

ومن جانب رجال الشرطة فهم من ناحية يدينون بالولاء للقبيلة وشيخها على اعتبار أنه هو من يتولى حل مشاكلهم والدفاع عنهم حين يقعون في أي خطأ مهني ، فما عادت مؤسسة الشرطة تحمي رجالها وتدافع عنهم ، بل تتركهم للمسارات وموائد اللحم والرّز.

ومن ناحية أخرى فإن سلك الشرطة تحيط به الكثير من الشوائب وذلك لأن كثيرين ممن طُردوا منه خلال السنوات الماضية وخاصة على يد الشهيد عبدالفتاح يونس حين كان ( أمينا للأمن العام )، وذلك أنهم أدينوا بجرم الاتجار في المخدرات والتحرش الجنسي والسرقة والرشوة  .

والمفارقة أن هؤلاء حين عادوا ليس فقط نالوا من الحقوق والمزايا المادية ما لم ينله غيرهم ممن استمر في الخدمة ، بل كذلك جرى تمكينهم من تولّي قيادة مهام أمنية.

ومن ناحية الجيش فإن الأمر هو ذاته في سلك الشرطة إلى ناحية إعادة عناصر ـ ضباطا وأفرادا ـ كانوا قد طُردوا لأسباب تتعلق بسوء الأخلاق وبالتقصير في الأداء المهني ، ناهيك عن أنه صار يضم عناصرا لا يليق بالجيش أن يكونوا من بين عناصره ، ولكن ما مرّ بالبلاد من ظروف نعرفها جميعا فرضت وجودهم بهذه الصفة .

الآن . المطلوب من السيد وزير الداخلية المستشار ابراهيم بوشناف والذي لا شك انه يعرف الكثير عمّن أشير إليهم على اعتبار أنه كان محاميا عاما في تلك الفترة ، مطلوب منه أن يعمل بجد على تنظيف جهاز الشرطة وأن يتصدى لحماية رجل الأمن وعدم تركه لشيخ القبيلة ، وإلا فإنه لن يكون ذا ولاءٍ للدولة وللقانون بل للعرف الاجتماعي ولموائد الرّز واللحم  .

وكذلك فإن على المشير خليفة حفتر وقد صار الأمر إليه بما حققه من إنجاز يشيد به ويقدره الجميع ، عليه أن يعيد ترتيب المؤسسة العسكرية وتخليصها من شوائبها ، ومن مظاهر العربدة والاستهتار بالسلاح والسيارات التي يبديها بعض المنتمين للمؤسسة العسكرية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق