مقالات

فوائد الهجوم الأخير…!!!

بقلم: احمد الحسين التهامي

  1. قد تبدو بعض النتائج التي توصلت اليها في مقالتي هذه شديدة الغرابة !!؛ لا انكر ذلك ولا اتهرب منه ؛ لكني اؤكد ايضا للقارئ الكريم انها بالمثل شديدة الواقعية شديدة الارتباط  بالحدث نفسه !!؛ و لكن التوصل اليها يحتاج جهدا وتفكيرا ؛التوصل اليها يحتاج من القارئ الكريم الكف تماما عن تشغيل عواطفه او تمنياته او لعناته ضد الوضع الزفت شديد الزفاتة؛ يحتاج التوصل الى هذه النتائج فقط الى تشغيل العقل البارد ؛وقد يبدو للقارئ الكريم ايضا انه لا فائدة في الحرب و انها كلها خسائر… لكنني اعتقد ان الليبي يعرف اليوم ان الحرب هي خسائر للناس العاديين اما للتجار فهي مناسبة للكسب السريع المنفلت من أي قيد وللسياسيين مناسبة للتهييج وإلقاء الخطب ؛ ؛ فهي في النهاية أي الحرب تجربة من تجارب الحياة وكل تجارب الحياة مهما كانت قاسية يخرج منها المرء بنتائج وبفوائد و خلاصات..
  2. وأول خلاصات الهجوم الأخير ؛ هجوم اللواء السابع على جنوبي طرابلس وفوائده هي في نقله للتركيز الاعلامي من بنغازي وما يجري وجرى فيها وتسليطه اضواء الكاميرات على طرابلس لتنكشف مع اول اشعاعات الضوء الحقيقة التي كانت مغيبة عمدا  وبتخطيط مسبق ؛ لتظهر بنغازي  اليوم كمدينة للفرح والأعراس بعد انتصار تيار الكرامة على الارهاب فيها ؛ حتى ان صديقي المأذون الشرعي شكا لي ضغط طلبات كتابة العقد الشرعي عليه ؛ الى درجة  انه لا يكاد يلتقط انفاسه  ؛ اليوم ظهرت  بنغازي ممتلئة ملاهيها بالأطفال والعائلات وتسهر شوارعها مزدحمة حتى ساعات الفجر الأولى ؛ وبالمقابل ظهرت طرابلس كمدينة تجري فيها دون توقف دورات الحروب الصغرى متتالية دون توقف !! ؛ في لحظات قصيرة اظهر هجوم اللواء السابع حجم الكذبة التي غطت سماء طرابلس وكشف انعدام وجود سلطة حقيقية فيها ؛ وفي بنغازي اليوم لا يمكن ان يتحرك مسلح واحد ما لم يكن يحمل في جيبه ورقة تبتدئ بالعبارة الشهيرة في اوساط الجيش الليبي و اساط المجندين والتجييش الشعبي زمان ؛ عبارة : (( عن طريق سيدي…)) وهي النموذج المعتاد لكل حركة او اجازة لأي عسكري ليبي ومعلوم ان نهاية الطلب ستكون توقيعا ينتهي سلساله عند المشير خليفة بلقاسم حفتر فيما في طرابلس تتجول الدوشكات فوق سيارات النقل دون اذن ودون أي سيد.!! ولا تكتفي بالتجول بل تتبادل اطلاق النار في عرض الشارع فوق رؤوس المارة المدنيين !!..
  3. الفائدة الثانية التي كشفها هجوم اللواء السابع تصب بمنافعها عند فائز السراج الذي تحول بفضل هذا الهجوم من مجرد (قاراقوز) شاهد على الجريمة ؛الى صاحب نفوذ صغير وسلطة صغيرة؛ فبمجرد وجود اطراف متقاتلة داخل طرابلس وجدت الحاجة الى وسيط ينقل الطلبات بينها ويحاول ايقاف الحرب؛ وهذا مااعطى السراج نفوذا لم يكن يملكه قبل هجوم السابع؛ولذلك لا استغرب بروده واستمراره في زيارته الاسيوية دون ان يقطعها ويعود كما يفعل الرؤساء المحترمون ولا استغرب حتى انشغاله بعد عودته بالاجتماعات الماراثونية للاصلاحات الاقتصادية فالرجل لم يخسر شيئا بل لقد كسب .!!
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق