النازحون حائرون … كيف يتصرفون !!!؟
لأننا وسط الناس ونعيش بينهم ونعايش ظروفهم اليومية ، ومن بين هؤلاء الناس شريحة النازحين الذين كُتب عليهم مغادرة مساكنهم ، فمنهم من اضطر للعيش مع والديه وآخر مع ابنه أو صهره أو أحد أقربائه المقربين ، وآخرون وسط مزارع نائية أو فوق سطوح العمارات حيث أمكن البناء بمواد خفيفة لا تؤثر على سطح وأساسات العمارة بعد موافقة جميع الساكنين .
لكن الأصعب معاناة هو من يدفع إيجارا مقابل السكن ، سواء المتوسط بـ 500 دينار شهريا أو بـ 1000 دينار للسكن سكنا أفضل حالا وبع بعض الأثاث أحيانا .
وحديثنا هنا نعني به ذوي الدخل المحدود أو الحافظة وقيمتها 500 دينار ، علما أنه قد تمّ وقف صرفها كما يؤكد قابضوها ، هؤلاء حاليا ومنذ النزوح يدفعون قيمة الإيجار وهي من 500 دينار فما فوق في حين أن بعض المصارف إن لم يكن أغلبها لا تمنح سوى 400 دينار فقط . وهنا سؤال لا بد من طرحه . كيف يتصرف هؤلاء ؟ وهل يكفي هذا المبلغ معيشة أسرةٍ عدد أفرادها خمسة أو سبعة أو أكثر فيهم تلاميذ مدارس وعجزة يحتاجون متطلبات خاصة وغذاء خاصا ، هذا عدا عن اللباس ومصاريف أخرى .
بربكم فكروا جيدا كيف يعيش هؤلاء بمبلغ لا يكفي لفرد واحد خلال ثلاثين يوما ، زد على ذلك أن غالبية المؤجرين مالكي العقارات لا يقبلون صكوكا حتى ولو كانت مصدقة . فمن أين النازح بمبلغ 500 دينار ؟ ، معظمهم عرض سيارته للبيع ومصاغ زوجته لسد قيمة الإيجار ، وهؤلاء النازحين يطالبون المسؤولين بحلول لأزمة السكن ، أما معيشتهم فيؤكد معظمهم انها أصبحت في معدلات مؤسفة مما دفعهم إلى الحرمان من سلع ضرورية زادت أسعارها والعيش بتقشف وعوز .
ونتوجه بالحديث للحكومات في طرابلس وطبرق والجنوب ان يوحدوا جهودهم لحل أزمات النازحين والمهجرين وتقدير حجم معاناتهم وظروف حياتهم الصعبة . ونتساءل هنا ماذا تم بشأنهم وماذا فعلت لجان المصالحات وآخرها بمنطقة اجخرة ، أم أن الموضوع لا يتعدى كونه اجتماعات ولقاءات وأحاديث وإقامات وجولات هنا وهناك لا تسفر سوى عن تعابير ووصف للاستقبالات والاستعدادات والعناق والقبلات وتقديم الوجبات والوعود بالمزيد من هكذا لقاءات تبرز فيها وجوه شخصيات تعودنا عليها في كل مرحلة من المراحل .
نقول ختاما . ياهووووووه يانااااااااااااااااااااااااااااس ياعاااااااااااااااااااااااااااالم . النازحون كيف يتصرفون مع أصحاب الشقق وشحّ المصارف وتغاضي الحكومات . فمتى نشهد حلولا لمن طال انتظارهم . كان الله في عونهم .