مقالات

تأملات في عالم ما بعد الكورونا !!

تأملات في عالم ما بعد الكورونا !!

بقلم: د. مصطفى الزائدي

كشفت جائحة كورونا عورة المجتمعات الرأسمالية، بعد ان سقطت هالة الدعاية الإعلامية الخادعة أمام هجوم الفيروس الشرس ! لقد كان النظام الرأسمالى الذي توحش بعد الحرب الثانية ، يعتمد على دعاية الإعلان والأنشطة المذرة للمال ويستخدم البهرجة والألوان والاضواء في خطف عقول الشباب ليتمكن من مزيد السيطرة ، سخّر موارد ضخمة للإنفاق العسكري ليستعرض عضلاته ، فيتمكن من الهيمنة المطلقة على العالم ، لكن إصابة بضع آلاف من مواطني أكبر الدول الرأسمالية أدت الى إنهيار مريع للنظام الصحي والأمني والإقتصادي فتمت مواجهته بإجراءات قاسية وأجبر الناس للبقاء في بيوتهم وتوقفت عجلة الإقتصاد الرأسمالي ، لكن دون جدوى و أستمر سقوط الضحايا بصورة مماثلة تماما لما أصاب البشرية في القرون الوسطى ، وعادت الى الأذهان صور ملايين الموتى في أوروبا من الطاعون الأسود ، والإنفلونزا الأسبانية والجدري وغيرها .
ربما من مزايا كوورونا الجانبية ، انه أوضح للشعوب حقيقة أهداف دعوات الإصلاح الإقتصادي التي روّجت لها الماكنة الدعائية الرأسمالية العقود الماضية ، ودوافع تشجيع نشر الفوضى في البلدان المستقرة .
نعم من الكوارث تنهض الأمم ، وربما سيساهم وباء كورونا في إعادة صياغة نظام إجتماعي عالمي واقعي وليس إفتراضي .
ومن حسن حظ البشرية ، ان معركة مقاومة كورونا يخوضها الأطباء والعلماء وليس السماسرة والرأسماليون الذين أجبرهم الفيروس على الإختباء في جحورهم ، فهولاء ينظرون للمجتمعات نظرة إنسانية تقدس الحياة وتعمل على إزدهار الأوطان ، وترفض العبث بالأرواح والموارد ، واذا نجح الأطباء والعلماء في معركة مقاومة الجائحة ، فعليهم البقاء والمساهمة في وضع ضوابط النظم الإجتماعية لعالم ما بعد كورونا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق