ثقافة وفنون

جمعه الفاخري يكتب .. إلى الشُّعُرَاءِ، مهندسي الأعماقِ البشريَّة

كلُّ نبضٍ وأنتم بشعرٍ _ كلُّ قصيدةٍ وأنتم بلهفٍ ..

إلى الشُّعُرَاءِ، مهندسي الأعماقِ البشريَّة …

جمعة الفاخري.

* أَيُّهَا النَّهَارِيُّونَ، قُلُوبًا، وَوُجُوهًا، وَأَفْكَارًا، وَوِجْدَانًا، أَيُّهَا الْمُؤَبَّدُونَ في الْعِشْقِ .. الرَّاسِخُونَ فِي الْجَمَالِ .. الرَّافِلُونَ فِي نَعْمَاءِ الْوَلَهِ وَاللَّهَفِ وَالدَّهْشَةِ .. أَيُّهَا الْمُبْهِرُونَ إِحْسَاسًا وَأَنْفَاسًا وَأَعْرَاسًا .. أَيُّهَا الْمَبْهُورُونَ بِالْحَيَاةِ .. أَيُّهَا الْغَرْقَى فِي أَنْهَارِ الْجَمَالِ .. السَّابِحُونَ فِي يَمِّ الإِثَارَةِ .. الْمُثِيرُونَ أَبَدًا .. الْمُسْتَثَارُونَ دَوْمًا .. أَيُّهَا المُدْهِشُونَ الْمُنْدَهِشُونَ .. أَيُّهَا الْمُزْمِنُونَ شِعْرًا وَمَشَاعِرَ .. أَيُّهَا الْمُحْتَشِدُونَ بِالْبُرُوقِ وَالْغُيُومِ .. أَيُّهَا الْمُتَدَثِّرُونَ بِالأَحْلامِ .. أَيُّهَا الدَّافِئُونَ الْمُدْفِئُونَ .. أَيُّهَا الرَّاعِشُونَ الْمُرْعِشُونَ .. أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ، مُرَوِّجُو الْحُبِّ، وَالْفَرَحِ وَالنُّورِ، مَزِيدًا مِنَ الدَّهْشَةِ .. مَزِيدًا مِنَ الْجَمَالِ، مَزِيدًا مِنَ الْبَهَاءِ وَالنَّقَاءِ وَالرُّوَاءِ .. مَزِيدًا مِنَ الْقَصَائِدِ الْعَذَارَى، الْقَصَائِدِ الشُّمُوسِ .. الْقَصَائِدِ الْعَرَائِسِ، فَقَلْبُ الْحَيَاةِ الصَّبِيِّ ظَامِئٌ لَهَا .. وَلَكُمْ ..

أَيُّهَا الْمُنْتَمُونَ لِلصَّبَاحِ .. الْحَامِلِينَ مِيرَاثَ الدَّهْشَةِ النَّفِيسَ.
الْحَالِمِينَ بَوَطنٍ لِلْحُبِّ وَالْجَمَالِ وَالْفَرَحِ وَالْحَيَاةِ .. وَطَنٍ لِلشِّعْرِ وَالنَّوَارِسِ وَالحَمَائمِ وَالْفَرَاشَاتِ.
كُلُّ نَبْضٍ وَأَنْتُمْ بِشِعْرٍ.. كُلُّ قَصِيدَةٍ وَأَنْتُمْ بِلَهَفٍ.. كُلُّ حَرْفٍ وَأَنْتُمْ بِحُلُمٍ ..

* لَوْلا الشِّعْرُ لَطُوِيَتْ صَفْحَةُ الْحَيَاةِ الْجَمِيلَةُ .. لَصَدِئَ قَلْبُ الدَّهْشَةِ .. وَقَبُحَ مُحَيَّا الْجَمَالِ، وَتَغَضَّنَ وَجْهُ الْحُبِّ .. وَاهْتَرَأَ قَلْبُ الْخَيَالِ .. وَتَصَلَّبَتْ أَرْوَاحُ الْعَاشِقِينَ .. وَعَمِيَتْ عُيُونُ الْكَوْنِ .. وَابْتَأَسَتِ الْكَائِنَاتُ وَأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا ..

* الْشِّعْرُ هُوَ الصَّهِيلُ الرَّاكِضُ فِينَا .. الدَّافِقُ فِي رَكْضِنَا نَحْوَ مَخَاضِ الْقَصِيدَةِ .. هوَ اشْتِعَالُ الأَعْمَاقِ بِالأَلَمِ الْفَارِهِ .. وَاحْتِبَالُ الرُّوحِ بِقِيمَةِ الْمَعْنَى .. وَاكْتِظَاظُ دَوَاخِلِنَا بِأَجْنِحَةِ الْبَوْحِ الْوَسِيمَةِ .. ذَلِكُمْ هُوَ الشِّعْرُ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق