مقالات

باليرمو .. فندق الخضرة…!!

بقلم: أحمد الحسين التهامي

(1): لست اهاجم قعدة باليرمو فالقعدات كثير؛  و لا يوجد في تاريخ عائلتي عداوة ضد باليرمو ولا حتى صقلية بالذات ؛ لكن نعم ثمت غضب متبقي وثأر نائم منذ عقود مع ايطاليا كلها … تلك حقيقة تسال عنها ايطاليا نفسها لا نحن…؛ ايطاليا التي تحولت اليوم لممارسة اقدم مهنة في التاريخ مهنة القوادة لصالح قطر …!؛  وهذه تقريبا الخدمة اليومية لكل ساسة اوربا القوادة لقطر بمقابل نفحات مالية تهبها قطر لهم!!ومع ذلك فلنفترض ان احدا ما اقنعني ان قعدة باليرمو ستكون انجح من غيرها من القعدات ؛ و انها سوف ترسي اجواء جديدة من السلام والمصالحة في ليبيا؛ولنفترض ايضا انه تمكن من الحصول على البيان الختامي للقعدة فما الذي سوف نراه في هذا البيان ؟! بالتأكيد سنرى الكثير من التمنيات الطيبة لليبيا وربما حتى لشعبها وتمنيات اخر لحقولها النفطية وربما ستؤكد القعدة ان صنع الله هو بتعبير الصديق المذيع خالد عثمان من صنع الله فعلا فلا راد لقضائه ولا معقب لقراراته !! ربما لكن هل ثمت اشياء اخرى سوف تحدث في باليرمو ؟!.

(2): بحسب الصحفي عيسى عبدالقيوم فان عدد المدعوين للقعدة تجاوز التسعين شخصا حتى الان!! اذا فالجنازة كبيرة يابوصاحب والميت ليس فأرا!!؛ وهذا بالضبط يذكرني بالفندق البلدي في بنغازي والذي كان مقرا لسوق الخضار والفواكه فيها لعقود متتالية؛ في هذا السوق تجد افضل انواع الفواكه والخضر طازجة مستوردة ومحلية ويمكنك ان تحصل عليها بأسعار لا تقارن بأسعار المحلات الصغيرة البعيدة عن مركز المدينة خاصة اسعار الفويهات و ثمت ملمح اساسي لهذه السوق لا يمكنك ان تراه وتنساه !!فمع زحمة الليبيين فيه  وكلما القيت رجلا دهست ثمرة فمرة تدهس طماطمة هاربة ومرة ليمونة ومرة توتا او فراولة !! فكلها تغطي ارض الفندق هاربة من اقفاصها وثمت ملمح اخر هام ان الفقراء والمعدمين لا تتضح حصتهم من بهاء الفندق إلا مع غياب الشمس وقرب موعد اغلاقه حيث يكون عليهم استهلاك الزائد من الخضروات التي تكون قد تحولت الى ما يشبه العجين الاسود !!…

(3): ولكن لماذا اذكر لكم الفندق البلدي ونحن بمواجهة قعدة باليرمو؟! لا هذا العدد الكبير من المدعوين سوف يحول القعدة الى سوق للخضروات والفاكهة والزبلة!! فكل قضية تناقشها القعدة سوف تتحول الى موضوع تنازلات متعددة طوال الوقت منذ السيادة الوطنية وحتى حقوق الأقليات فتخيل انك تضع لكل قضية تريدها في هذا السوق تسعينا شرطا قبل تنفيذها!!! وبما ان الامور تمضي عادة نحو خواتيمها وبما ان الخواتيم هي دائما اعادة تأكيد ماهو موجود على الأرض أي انها انعكاس مباشر للوضع الحالي لميزان القوى فان هذا يعني ان غزوة باليرمو سيطير دخانها فبل حتى ان يجف حبر بيانها.

(4): في ليبيا اليوم كل مساومة على مد سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لسلطته على كل سنتمتر في ارض ليبيا هي محاولة لإعاقة استعادة الدولة  ولمنع كل الليبيين من العيش في حرية وكرامة وأمان ايا كان مسمى القعدة وشعارها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق