ماذا بعد خليفة؟! الاجابة نموذجية…!!

بقلم: أحمد الحسين التهامي

(1)

يتسلى منظرو  تيار العداء للجيش وللدولة وللمشير  بالقول ان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير اركان حرب خليفة بلقاسم حفتر  يقوم على الولاء المباشر والشخصي للمشير خليفة حفتر؛ وانه إذا غاب خليفة سوف تنفك عقدة الجيش الوطني ويتبدد هباء…؛  ومن المضحكات ان احد هؤلاء المنظرين قال ؛ وهو بالمناسبة رجل يحرص على دهن شعره بالكريمات حتى يلمع كرجل حداثي جدا تحت الكاميرات !! قال إن خليفة حفتر نجح في ان يخلق جيش تقليدي!! يلتزم بالأوامر والتعليمات!! ولا اكتمك  سرا  انني حين قرأت هذا الكلام كدت اقع  ارضا من الضحك !! فالرجل نسي ببساطة ان ملايين الليبيين لم يداعب فكرهم طوال سنوات ما بعد 2011 إلا هدف وأمنية ومهمة تاريخية وحيدة ومحددة هي صناعة جيش وطني ليبي تقليدي !! ………..

(2)

ولكن الولاء لخليفة حفتر موجود في الجيش نعم فهل يعني هذا ان عقدة الجيش الوطني سوف تنحل بعده او بمجرد غيابه؟ وهو الامر الذي اشعل حماسهم ساعة قيل ان خليفة حفتر مريض في مستشفى في باريس هل هذا الامر –انحلال الجيش- ممكن ومعقول؟!  … ثمت الكثير ممن يدعون خطا مثقفين انطلت عليهم حيلة المعادين للجيش وللدولة وللمشير وشايعوهم في ترديد هذا الوهم الخالص !!.. فنعم ثمت ولاء من الجيش الوطني وعاطفة قوية لشخص قائده العام خليفة حفتر ولكن هذه العاطفة وهذا الولاء يجمع مع العسكريين  قطاعات واسعة اخرى ليست عسكرية بل هي مدنية خاصة في الاحياء الفقيرة والمعدمة في مدينة بنغازي ؛  أي ببساطة ثمت رأي عام ليبي داعم للجيش ولخليفة وللدولة وهذا بالضبط ما يفشل في التقاطه دعاة التحرر من الجيش ومن الدولة وترك الامور سبههلة كحال طرابلس اليوم !! حيث تزدهر معا الحريات و الاعتقالات والقتل وإلقاء الجثث جثث الابرياء على قارعة الطريق!!ما يفشلون في فهمه ان هذا الرأي العام الذين يدين اليوم بالولاء لشخص خليفة حفتر قاد مظاهرات عارمة الى بيته في شعبية الزيتون ليطالبه بتولي القيادة قبل ان يخضع البرلمان لإرادة الشعب ويعينه قائدا عاما !!….

(3)

ولكن حين يغيب خليفة ما لذي سوف يحدث ؟! ثمت مقولة تحكم تحركات الشعوب انها لا تغادر مهمة تاريخية طرحت عليها قبل ان تنجزها ؛فالشعوب تحس وتستشعر الخطر دون كتب ونظريات ودون حتى رجال يدهنون رؤوسهم بالكريمات الغالية ؛ الشعوب  تعرف جيدا بإحساسها الفطري مكامن الخطر لذلك فان الرأي العام في بنغازي بالذات في احياءها الفقيرة  هو من سوف يحدد من يقود الجيش بعد خليفة على فرض ان التراتبية العسكرية القائمة في المؤسسة العسكرية اليوم  لم تنجح في هذا قبلا !! و الامر المؤكد هنا ان خليفة خليفة سيكون شخصا يشبه تماما خليفة !! ؛ بل وسيفرض عليه ان يستكمل كل خطوات خليفة لذلك انصح كل دعاة التحرر من الدولة  ومن الجيش وترك الامور سبهللة كحال طرابلس  اليوم ؛انصحهم بالدعاء لله حتى يطيل عمر السيد المشير فمن المؤكد ان خلفه سيجتهد اكثر لإثبات نفسه بالقسوة ضدهم !! اذ سيطالبه الرأي العام باجتثاثكم تماما !!….