
توقعات باليرمو، ومصالح أقتصادية مشتركة
بقلم : د. مصطفى الفيتوري
أن إيطاليا تعتبر نقطة الهبوط الرئيسية لآلاف المهاجرين غير الشرعيين ، وخاصة من أفريقيا جنوب الصحراء والقادمين بحثاً عن الحماية وحياة أفضل في أوروبا.
ولطالما كانت ليبيا الطريق المفضل إلى الشواطئ الإيطالية ، مما جعل الحكومة الإيطالية الحالية – وهي ائتلاف من الأحزاب المعادية للمؤسسة والشعبية – تعطي الهجرة غير الشرعية أولوية قصوى.
أن روما تدخل في منافسة مع فرنسا حول النفوذ والقيادة في ليبيا ، والتي كانت في حالة فوضى منذ عام 2011 ، وأن التنافس بين إيطاليا وفرنسا على ليبيا ليس سراً ، حيث أستضافت باريس مؤتمرين حول ليبيا الأول في عام 2017 والأخر في وقت سابق من هذا العام ، ولم تكن إيطاليا قد دعيت إليه حتى وكانت هذه هى طريقة الرئيس الفرنسي في القول إن باريس تستطيع الاستغناء عن الإيطاليين.
وتمت الاشارة إلى ذلك في مقالة سابقة وردت في نفس الصحيفة “MEMO ” في أغسطس الماضي ، حيث تشارك إيطاليا وفرنسا في دبلوماسية تنافسية حول من الذي يجب أن يقود الحل في القضية الليبية.
ونستطيع القول أن أيطاليا تدعم حكومة الوفاق الوطني لسببين رئيسيين :
أولاً : لأن الأمم المتحدة تعترف بها باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة
وثانياً : لأن شركة الطاقة العملاقة الإيطالية ENI Gas تدير منشأة ضخمة في مليته غرب طرابلس والتى تضخ الغاز إلى إيطاليا.
وتمتلك الشركة أيضًا امتيازات النفط المربحة في الأراضي الليبية ، واحد في الصحراء والآخر في المياه الإقليمية الليبية في البحر الأبيض المتوسط. من الناحية الاقتصادية وتعد غرب ليبيا أكثر أهمية لإيطاليا من الشرق.
أما جنوب ليبيا هي أيضا حاسمة لإيطاليا المنطقة الشاسعة ، ومعظمها من الصحراء وهي المكان الذي يبدأ فيه تهريب المهاجرين وطالبي اللجوء وخلال السنتين الماضيتين ، حاولت إيطاليا تجنيد دعم القبائل في المنطقة للمساعدة في الحد من تدفق المهاجرين مع قدر من النجاح.
وعلى هذا النحو يعتبر مؤتمر باليرمو مهم أقتصادياً ، حتى وأن أعتبر عرضاً سياسياً.
وقد حصل رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي ” على بعض الدعم الأساسي من دونالد ترامب في يوليو عندما اقترح أول اجتماع مع الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض. وهذا يعني أن الولايات المتحدة سوف تكون ممثلة على مستوى ما في المؤتمر مما سيعزز مصداقيتها السياسية.
أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة يقول أنه لم يعجب ببرنامج باليرمو منذ البداية وقال :ربما لن يقدم المؤتمر أي أفكار جديدة لكسر الجمود ، لكنه شخصياً لا يمانع في سماع أفكار الآخرين وهو ما فعله دائماً ، حيث أنه من المرجح أن يتكرر ما تم الاتفاق عليه من قبل خاصة في باريس في مايو وسيعطي هذا إرضاء للإيطاليين بأنه تم التوصل إلى اتفاق ويمكن لروما وكذلك باريس ، أن يقنعوا المشاركين الليبيين بأن يوافقوا على شيء ما حتى لو كان الشيء نفسه.
* نشر المقال بصحيفة ميدل أيست مونيتور وتمت ترجمته ونشره باللغة العربية صحيفة صدى الأقتصادية .