مقالات

لقد طفح الكيل !!

بقلم / سعيد الصيد

في هذه الحياة التي نعيشها ما بين فرح وحزن، لا يخلو أحدٌ منا من المشاكل وكثرة الصعاب التي نواجهها يوميا ونعايشها ـ نحن الليبيين ـ واقعا مريرا في ليبيا، وببنغازي تحديدا.
ولا توجد أمور لا تخلو من الإيجابيات والسلبيات في السياسات الداخلية والخارجية لأي دولة في العالم، فليس من المنطق ـ يا سادة ـ أن تكون مسيرة الحياة في بلادنا حتى هذه اللحظة دون حاكم عاقل يسيّر أعمالها، ويحل جميع مشاكلها العالقةـ وينهي مظاهر الفوضى كافة التي نعيشها.

فالغريب في الأمر أن هناك بعضا من الساسة والمثقفين من أصحاب المهارات العالية قادرون على قيادة هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا أنهم تراجعوا وأصبحوا يتفرجون عليها .. فهل العيب فينا أم أنه لا يوجد شخص قادر على قيادة هذه المرحلة في ليبيا، أم أن الدولة قد أضحت خالية الوفاض من الوطنيين والشرفاء؟

في الحقيقة .. لقد طفح الكيل منكم يا مسؤولينا .. ومن جميع تصرفاتكم ومن كل الفاسدين في هذه الدولة، ألا يستطيع أحد أن يضع حلا لهذا الخراب والفساد المنتشر فيها منذ خمس سنوات.

إن من شبه المستحيل أن تحصل معجزة تحل مشاكلنا كافة بين عشية وضحاها، فلا يوجد أمامنا إلا أن نصنع السعادة والنجاح من معطيات القدر الموجودة حاليا، ونبادر بتصحيح أنفسنا من الداخل، ونتعلم من الدول الصديقة كيفية تسيّر الأمور عندما تصاب دولة بداء الفساد، ونتعلم من أصحاب الضمائر الحية والغيورين على أوطانهم كيفية إيجاد حلول سريعة نعالج بها هذه الفوضى، ولا نبادر بالاستسلام.

الدول المتقدمة تدرك تماما للذي تنوي فعله، وتدرس وتحدد أهدافها كافة نحو إصلاح حقيقي وشامل للوطن؛ كي ترقي بالمواطن نحو الأفضل، فلماذا نلتف حول أنفسنا بعشوائية دون تفكير حقيقي منا لنجاح دولتنا والمضي بها إلى الأمام؟ فهل السبب الجوهري هو سوء التخطيط أم عدم رغبة في البناء ووضع أسس وأهداف تساعد على النجاح والسعادة؟ للبلاد، لذا ينبغي أن نضع خططا واقعية وواضحة لبناء الدولة والمؤسسات؛ ولنصنع حلولا جذرية كي تصبح دولة حقيقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق