محمد صوان : مجالس الشورى مرتبطة بالإرهاب
أكد رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أن عملية الكرامة إنطلقت لتحقيق أغراض سياسية وأتت “بالدمار” و”الجرائم الكثيرة” و”إنتهاكات حقوق الإنسان” فيما تمت “محاربة الإرهاب” في مدن أخرى بأقل التكاليف بإجماع وطني ومن دون حدوث أي إنقسام .
صوان أوضح خلال إستضافته في برنامج “Live” الذي أذيع الخميس عبر قناة ليبيا 218 أن من تولى قيادة عملية الكرامة يتحمل وزر كل ما جرى بسبب العملية إذ لا يمكن ضرب النسيج الإجتماعي وإتهام كل من في المنطقة الشرقية بالتعمد في تشريد الناس وإنتهاك حرماتهم وإرتكاب الجرائم فمن أيدوا عملية الكرامة فعلوا ذلك لشعارات نزيهة لأن الأرهاب كان موجودا بشكل فعلي في مدينة بنغازي مضيفاً في الحوار التالي:
س/ نود منك توضيحا أكثر عن التصريحات الأخيرة ورؤيتك الشاملة لعملية الكرامة؟
ج/ في البداية لا شك أن كل ما حدث من قتال بين الليبيين ليس في قضية الكرامة أو فجر ليبيا أو حتى في عام 2011 مع القذافي ومن معه كل هذا حدث بين مسلمين وبين شعب واحد وأخوة وبالتالي يعني أنا أستغرب من يستغرب هذا التصريح فهذا موقف مبدئي بالنسبة لنا وبالنسبة لعملية الكرامة نحن قلنا وأؤكد نفس الكلام أن الإرهاب موجود في بنغازي والمجموعات الإرهابية موجودة في الكثير من المناطق الإرهابية في السابق وإنطلقت عملية الكرامة تحت شعار نبيل وعليه إجماع من كل الليبيين.
ولكن ربما إنحاز لهذه العملية كثير من الليبيين في الشرق وأيدها الكثير سواء كان بالرجال أو بالمال ولا شك أن هناك من أيدها وهو يعتقد جازما أنه يحارب الإرهاب وبالتالي هذا يعني هدفا نبيلا وكل من أيد عملية الكرامة الحقيقة الآن مطلوب منهم وهم الفئة الكبيرة من العقلاء والبعض منهم ربما كان صامتاً وينظر لما يجري يعني هؤلاء يمثلون العجينة التي يمكن أن ترأب الصدع ويمكن أن تلعب دور الوسيط وأنا أقول بكل صراحة إن طال الزمن أو قصر لا بد من المصالحة الوطنية.
ولا بد من رجوع الناس إلى بيوتها ولا بد من عودة بنغازي إلى مدينة كما كانوا يسمونها بالسابق “رباية الدايح ” وبنغازي مدينة وعاصمة مثل طرابلس وهي تضم كل طوائف الشعب الليبي وبالتالي هذه مرحلة عابرة يعني يجب علينا أن نعيد النظر فيها والكلام الذي ذكرته مبدئيا هذا توجهنا وليس من باب التكتيك أو المناورة السياسية فالآن في الحقيقة مصلحة الوطن على المحك وإن كل من له ذرة من الضمير يعني يستحي الآن أن يدخل المزايدات أو المصالح السياسية في قضية تتعلق بالنسيج الوطني وإنهيار العملية السياسية.
س/ ما نظرتكم لما حدث في فجر ليبيا القرار رقم 7 بحكم أنه صار هناك دمار في طرابلس وغيرها من المناطق وأيضاً هناك من يقول أن الحرب في سرت تسببت في عديد الأضرار خاصة في حي الجيزة وحي رقم 3 وحي رقم 2؟
ج/ نحن شاهدنا في بداية الإستعداد لعملية البنيان المرصوص كيف كان هناك تسهيل وهناك حملة واسعة لإخراج الناس وإنقاذ المدنيين وكان هناك أعمال في منتهى الرقي في التعامل مع حقوق الإنسان لكن إذا هناك عملية جراحية لا بد منها لإخراج هذا التنظيم من سرت فطبعا هذه خسائر موجودة وهذا لم نراه في بنغازي في الحقيقة وهذا واضح ويجب أن نعترف به ولذلك أنا دعوت العقلاء أن الآن هو وقت المراجعة ونحن نتفهم ظروف دعم هذه العملية لكن الموضوع الآن بات أكبر من هذا بات في تحقيق إنتصارات وإقصاء خصوم سياسيين.
وفيما يتعلق بموضوع القرار رقم 7 أنا أقول بكل صراحة إن هذا القرار تسبب بشرخ في النسيج الإجتماعي وإن هذا القرار أتخذ بفترة نشوة الشعور بالإنتصار والثورجية الزائدة من بعض الشرائح وربما كان هناك تهييج على أن هناك فئات تتجمع في مدينة بني وليد وهي ليست منها لإستخدام هذه المدينة للعودة والإنقضاض على الثورة وكان هناك تهييج إعلامي في تقديري ولم يكن الأمر موجها لسكان وأهل بني وليد بالدرجة الأولى.
وحتى وإن كان حصل فيه ضرر وأنا شخصياً في تقييمي الخاص أقول لو رجع بنا الزمان إلى تلك الفترة لا أظن أن أحدا سيوافق على هذا القرار وهذا القرار من الركام الذي يجب أن يُعالج في سياق المصالحة الوطنية.
س/ ما علاقة حزب العدالة والبناء بمجالس الشورى كشورى بنغازي ودرنة و إجدابيا؟
ج/ نحن قلنا أكثر من مرة في بيانات مسجلة في بداية ظهور هذه التيارات سواء كانت أنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة وداعش في سرت وقلنا بوضوح إننا نرفض ونختلف تماما مع ما تدعو إليه هذه التنظيمات ونعتبرها تنظيمات إرهابية وبالتالي كان رأينا واضح في هذا السياق فكل هذه المسميات التي لا تؤمن بالعملية السياسية وصندوق الإنتخاب والدولة المدنية نحن نختلف معها اختلافاً كاملاً من دون تخصيص.
وبالنسبة لمجالس الشورى نحن أوضحنا موقفنا منها وكنا دائماً نطالب أن تكون هذه المجالس واضحة في قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى التي تقول منها أنها تدافع عن حقوق وأنها لا تتبنى الإرهاب لكن الحقيقة وأنا أقولها بصراحة أن هذه المجالس غير واضحة لا في منهجها ولا في فكرها ولا من مكوناتها وهي تكوينات مؤقتة ليس لها وجود سياسي حقيقي حتى نستطيع أن نحكم عليها.
وأنا قلت ما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين من التنظيمات المتطرفة وحسب تصنيف الأمم المتحدة هناك 3 أجسام تصنف تنظيمات إرهابية لأنها أعلنت عن مبادئها ومواقفها من الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن كل هذه القضايا وبالتالي نحن قلنا موقفنا منها لكن هذه المجالس غير واضحة وليس لها أي ميثاق وكيان ولا مواقف من الديمقراطية وحقوق الإنسان وبالتالي كأنك تضرب في فراغ.
فما هي مجالس الشورى وكل من لا يؤمن بالعملية السياسية الديموقراطية حتى من تحالف الآن مع السيد حفتر من المجموعات المدخلية السلفية هؤلاء يعتبرون أن الديموقراطية وصندوق الإنتخاب مخالف ولماذا نرى السكوت على هؤلاء والآن أصبحوا متوافقين جداً مع التيار المدني الذي يتكلم عن المدنية والدولة الديموقراطية.
وإسألهم وقل لهم ما موقفكم من صندوق الإنتخاب وما موقفكم من الديمقراطية وما موقفكم من التداول السلمي على السلطة بالعكس هؤلاء ليس بينهم وبين التحول وإلى مجالس الشورى والتشدد إلا شعرة.
س/ هنالك معلومة عن قيام عضو حزب العدالة والبناء نزار كعوان بزيارة سفيان بن قمو في وقت سابق هل لك أن تطلعنا على فحوى هذه الزيارة؟
من خلال معلوماتي كانت في سياق تكليف من المؤتمر الوطني العام كجسم شرعي وحيد في تلك الفترة وكان التكليف هو التواصل مع هذه المجموعات ومعرفة أفكارها والتحاور معها بإعتبار أن الحوار هو أول إسلوب لمعرفة الآخر وفي تلك الفترة لم تكن موجودة هذه التصنيفات أنت تحاول أن توظف عمل قديم في موقف الآن لكن الأمر كان في تلك الفترة سائل وإختلاط بين الثوار ومجالس الشورى والمجاهدين والذين مع تنظيم الدولة ” داعش “.
س/ على سبيل المثال الجماعات الإرهابية التي تم إعتقالها وهي مسجونة الآن في سجون بمصراتة قيادات منها إعترفت بأن الجماعة الليبية المقاتلة على سبيل المثال متورطة والإخوان المسلمين متورطين في عملية دعم داعش من قبل حتى إنتخاب المؤتمر الوطني العام أعطيك مثال عبد الوهاب القايد دعم هذا التنظيم بحوالي 600 ألف دينار في سرت؟
ج/ أنا اقولها بكل صراحة الإخوان المسلمين تاريخهم 90 سنة وأكبر من أنك تتحدث فيه وتحكم عليه فليحكم عليه بالممارسات في 70 دولة وموقفهم واضح من الديمقراطية ومن حقوق الإنسان ومن الإعتدال بل أنا أزعم أن التيار الوسطي الذي يمثله الإخوان هو تيار مدني وديموقراطي أكثر ممن يدعون المدنية الآن وهذا ما أفصحت عنه الأحداث الاخيرة في المنطقة هل تقرأون التأريخ أنتم هل ترون ما يجري في المنطقة أم هل يوجد هناك غشاوة على عيون بعض الناس.
س/ لماذا لم تحترم الديمقراطية في إنتخاب مجلس النواب عندما قال الشعب كلمته سنة 2014؟
ج/ من إنقلب على الديموقراطية هو السيد حفتر قبل خروج ما سمي بفجر ليبيا والبرلمان معترف فيه كجسم شرعي إلى أن صدر الحكم من الدائرة الدستورية وفي تلك الفترة أصبح عند الكثير من الليبيين أنه جسم غير شرعي ورجعت شرعيته بالإتفاق السياسي وفي الحقيقة أنت تحاول أن تتجاوز أشياء محسومة بالرقم والتاريخ وهي ليست تحليلاً سياسياً وعندما نرجع للأرشيف تجد أن عملية الكرامة وفي قناة العربية بالتاريخ أعلن عنها قبل فجر ليبيا بشهر أو أكثر.
يجب أن يكون الإعلام واضحاً ونزيها ولا يبث على الناس هذه الأشياء بعد ما حكمت المحكمة إنقسم الشعب الليبي فعلاً وكل بياناتنا قبل حكم المحكمة نخاطب البرلمان على أنه الجسم الشرعي ونقول له يجب أن تستلم السلطة بطريقة صحيحة وممكن أن ترجع لبيانات الحزب وهي مسجلة رسمياً ولكن بعد حكم المحكمة أصبح هناك شيء آخر.
ومع هذا من الذي تنازل؟ نحن الذين تنازلنا مرتين والتيار المعتدل الذي يمثله الإخوان المسلمين هو التيار المدني الديمقراطي الحقيقي وهذه الممارسة واضحة مهما حاول الإعلام وأنا أقول عبثا أن يحاول الإعلام ذلك.
س/ تم إقفال مقر حزب العدالة والبناء في مدينة مصراتة ما السبب بالتحديد وراء هذا الإقفال؟
ج/ تعرض الحزب إلى التدمير والحرق بالكامل في بنغازي وطرابلس بعد ما أُعلنت عملية الكرامة عبر قناة العربية والإعلام للأسف لم ينصفنا فمقرنا دمر بالكامل في بنغازي وطرابلس بالذات وبالتالي نحن في مصراتة تحديداً لدينا خصوم ولدينا بعض الفئات ترى أننا قد خرجنا عن خط الثورة والوطنية وبعنا مصالح البلد بسبب دعمنا الواسع للإتفاق السياسي وتوقيعنا للإتفاق فكثير من الناس عملوا مظاهرات وإحتجاج وطالبوا بقفل مقر الحزب.
ولأكون واضح هناك حتى من داخل الحزب من المؤيدين ممن أعلن استقالته وهذا كله ثمن لمواقف نعتقد نحن أنها مواقف وطنية للدفع بإتجاه رأب الصدع والحوار والمصالحة الوطنية وإنهاء القتال المسلح.
س/ المستشار مصطفى عبد الجليل في لقاء سابق قال بأن الإخوان المسلمين خانوا الأمانة في البداية لم يعرف توجهاتهم إلى أن تم وضع السلاح في أيديهم وبحسب تصريحه بأن ولائهم كان للجماعة وليس للوطن؟
ج/ أنا لا أريد أن أكون محامياً عن الإخوان المسلمين لكن في سياق الحديث على المستشار مصطفى عبد الجليل أولاً أنا يؤسفني من كان ممثلاً للثورة ورئيس ليبيا أن يكون موظفاً لدولة أخرى ثانياً أن كلام عبدالجليل على الإخوان المسلمين من دولة تعادي الإخوان المسلمين على مستوى العالم هو محل مقدوح فيه ومجروح فيه لهذه الشهادة وفي الحقيقة المقابلة التي ظهر فيها سيادة عبد الجليل بعد هذه 7 سنوات ليكشف لنا شيء جديد.
وهي في الحقيقة مسرحية سيئة الإخراج ولم يتقن السيد عبد الجليل حتى الدور الذي كان مطلوب منه أن يقوم به وكان مفعولها عسكياً وحري بعبد الجليل أن يتكلم أكثر عن الأمر حتى يتضح الموقف وإرجع لأرشيف السيد عبد الجليل تجد المواقف المتناقضة والكلام الذي قاله هو مرسل وعندما سأل السيد عبد الجليل وقالوا له يعني الإخوان المسلمين متورطين في قضية قتل قال نعم ثم إنتقل إلى كلام لا يأتي بدليل.
وهذا لا يليق بمستشار ويمثل القانون بأنه يلقي الإتهامات جزافا على الإعلام ولولا هذا الفراغ وهذه الفوضى الإعلامية التي يستغلها ولولا وجوده في مكان للأسف يعني يبيع الكلمة بأرخص الأثمان بهذا الشكل.