مناجي بن حليم : سأكون جندية خلف من سيتولى مهام المكتب لأني سأتركه
في الآونة الاخيرة عندما نقول مكتب الثقافة نحن نقصد ” مناجي بن حليم ” السيدة التي حولت هذا المنصب إلى شغلها الشاغل ، لم نراها تجلس على كرسيها وتغلق باب مكتبها كالبقية ، بل نراها هنا وهناك ، تقوم بتجميع بعض ما تبقى من حب للثقافة والكتب لتحولها إلى مكان يتردد عليه محب الكتاب ليجلس ويقرأ ، او يقتني بعض الكتب التي رميت منذ ست سنوات في اماكن بعيدة ، فحولتها إلى مكتبات منتشرة في كل الاماكن
قامت مع زملائها بنفسها بارتداء واجب الاهتمام بما تم رميه ، وقامت بطلب المتبرعين لمحاولة انقاد ما وجدته من ضمن كمية كبيرة من المسؤوليات التي تولتها وفعلتها ونظمت اياما متتالية لا عطاء الكتب لمن يحتاج إليها وكان الاقبال على تلك الكتب كبير جدا .
عندما تم تكليف مناجي بن حليم كانت تعرف إن مكتب الثقافة بنغازي لا يمتلك امكانيات لماذا وافقت ؟
نعم كنت أعرف ومطلعة على انعدام الميزانية في المكتب كوني كنت إحدى موظفاته وشاهدت مدى معاناة من سبقوني في هذا المنصب القاص محمد المسلاتي والشاعر الصادق السوسي ,وكيف بذلا قصار جهديهما ليحافظا على وجود مكتب الثقافة ويقيما مناشط في حدود الإمكانات أو يحاولا إيجاد بديل في دعم النشاط الثقافي بالاتكاء على مؤسسات مساندة وهذا ما كان أثناء مهرجان هنا بنغازي الذي قام به السيد الصادق وبدعم من إحدى المؤسسات
ـ هل تمتلكين العصاء السحرية لتمكنك من تحويل كومة من الكتب المرمية إلى مكاتب منتشر في بنغازي ؟ بشكل اخر كيف جاءت الفكرة وكيف تم تنفيذها ؟
ليس لدي عصا سحرية و لا حتى خشبية لأهش بها على مكتب الآن يكاد يكون على قارعة الطريق بسبب عدم توفر مقر له لكن أزعم أن لي عزيمة مصباحها من أول يوم توليت فيه فشأني هو الكتاب وعندما ذهبت النواقية الثقافي ورأيت ما رأيت لم يهدأ لي بال أنا و زملائي وزميلاتي في المكتب حتى استطعنا أن نجلب تلك الكتب من غياهب الآمال وطلقنا حملة تولتها السيدة امل بنود والسيد احمد الشويهدي باسم أنقذوا كتب بنغازي وكان لها صدى المشاركة الواسعة من اغلب منظمات المجتمع المدني وحتى الأفراد و المؤسسات
ـ هل نستطيع ان نقول ان المرأة اكثر قدرة من الرجل لتفعل المستحيل ؟ اما لا علاقة للجنس بما يتم فعله ؟
في تقديري الجنس لا علاقة له بإتقان العمل أو تجاوز تحدياته العزيمة هي الأصل متى ما وجدت مع الإخلاص والقدرة يستطيع أيا كان أنثى أم ذكر تجاوز العقبات وتفعيل المؤسسة ربما المرأة أشد حرصاً على التفوق والتميز كونها في المجتمعات الشرقية ينظر لها بعين الريبة في تولي المهام بل الأمر يزداد سوءاً عند البعض الذين لا يرون فيها سوى ربة بيت ومربية لا تقدر سوى على أعماله من هنا تبذل المرأة في الأماكن القيادية الجهد المضاعف لتثبت أنها في المكان الصحيحوأنها قادرة على تحويل الكلام إلى منجز حقيقي
ـ معظم من يتم تكليفهم بإدارة مكان ما يسأل عن الميزانية فهل فعلت ؟ وهل كنتِ تعتقدي إن كل ما ستفعلينه سيكون بدون ميزانية ؟
نعم الميزانية مهمة لأنها هي صمام الآمان للعمل المنظم فبدونها تظل المشروعات عبارة عن أحلام في صناديق لكن هذا لا يعني التوقف دونها فقد حاولت في المكتب وزملائي إنجاز بعض الأنشطة بمجهودات فردية وحالفنا النجاح في بعضها وأخفقنا في البعض الآخر لانعدامها وكانت حاضرة معنا الهيئة العامة للإعلام والثقافة في بعضها كجائزة الليبو للفنون التشكيلية وتكريم الإذاعي الكبير علي أحمد سالم على هامش اليوم العالمي للغة العربية
ـ ان تولت سيدة وزارة الثقافة الا تعتقدي ان الثقافة والاعلام ستكون افضل ؟
تولي المرأة لوزارة كالثقافة وبعد فصلها عن الإعلام سيضع بصمةجميلة وحضارية وسيدفع عجلة الفنون والإبداع للأمام ليس تحيزا مني هذا الكلام ولكن الواقع يقول حيثما حلت تركت لمساتها الأثر البين والناعم فالفنون أيقونة السلام والأمن والمرأة هي العنصر الجميل فيها وبيت لا تؤثته المرأة لا يعول عليه والثقافة بيتنا الكبير الذي يحتاج لمسات الشفاء لينهض
ـ ما ستفعل مناجي من جديد خلال الفترة القادمة ؟ وهل هناك خطة مرسومة لما سيكون ؟
الفترة القادمة سأكون جندية خلف من سيتولى مهام المكتب لأني سأتركه فأنا شرعت في تقديم استقالتي لأكون طليقة من مهام يعلم الله بذلت قصارى جهدي لأحقق بعضها في الكثير منها لظروف كثيرة أولها قصوري الإنساني وبعضها الإمكانات وعدم وجود الميزانية وقبل هذا وذاك العمل العشوائي وعدم وجود رؤية شاملة وخطة للعمل الثقافي.
حوار : مريم العجيلي