بنغــــــــــــــــازي ….. وبعد

بقلم / خالد المجبري

لست أبالغ بل ولا أضيف جديدا حين أقول أن بنغازي هي مؤشر وأساس ومنطلق استقرار البلد .

وها هي بنغازي قد بدأت تتعافى بعد سنوات من محاربة الفكر المتطرف التكفيري الذي ليس من بين أهدافه قيام دولة ذات مؤسسات في مقدمها المؤسسات الأمنية والقضائية .

ولا أضيف جديدا كذلك حين أقول وأكرر وأُذكّر أن سكّان بنغازي صبروا وصابروا ورابطوا وتحملوا وقدموا تضحياتٍ جسام من الأرواح والدماء والأموال والممتلكات .

وهم حين صبروا وتحملوا فلأنهم كانوا على وعيّ تام وإدراكٍ عميق أن مرحلة الحسم العسكري قد فرضت نفسها ولا بد من تحملها .

الآن لابد ومن الضرورة وأكثر من الضرورة أن يحصل سكان بنغازي على ما يستحقونه من مكافآت . ولا يظنن أحدٌ أن المكافأة التي يطلبها سكان بنغازي هي مادية .!! لا وألف لا رغم أهمية المكافآت المادية بالنسبة لهم من اجل سداد ديونٍ تراكمت وبناء عمران تهدّم وتعويض ممتلكاتٍ نُهبت ــ وطبعا هناك مدنٌ أخرى تعرضت لمثل ذلك ــ. بل إن ما يتطلعون إليه هو مكافأة سياسية تُرسي الأساس وتضع القواعد لبناء دولة ليبيا . وهذه المكافأة السياسية لها مستويات أعلى وأدنى وعامة وخاصة .

فالعامة وهي الأهم والمطلوبة أولاً تكون على نستوى البلاد كافة ، ولها أن تسير وفق الخطوات التالية : ــ

1 ــ قرار يصدر عن مجلس النوّاب بتحديد موعد لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية متزامنة ــ وليكن ربيع العام 2018 ــ تشرف عليها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة .

2 ــ يتقدم للانتخابات الرئاسية لائحة من أربعة أشخاص بينهم الرئيس وثلاثة نوّاب يمثل كل منهم إقليما من أقاليم ليبيا ــ ويمكن أن تجرى الانتخابات على مرحلتين ــ

3 ــ يعيّن الرئيس ونوابه رئيسا للوزراء .

4 ــ يكون مقر الحكومة مدينة طرابلس أمّا مقر الرئاسة فمدينة سرت أو مدينة هون ، وتكون مدينة بنغازي مقرا لمجلس النوّاب .

المستوى الثاني

في حال عدم السير في المستوى الأول ــ لا سامح الله ــ  وهو المتعلق بالبلاد عامة يصير لا بد مما ليس منه بُد وهو العمل على إقليم برقة منفردا ، ويمكن أن يكون ذلك وفق فيدرالية لعدد من السنوات .

المستوى الثالث

وهو جعل بنغازي تتمتع باستقلالية إدارية عالية ــ وأكاد أقول استقلال ذاتي ــ ولها إدارتها أو حكومتها الخاصة التي تعمل لخدمة مواطنيها ، وعليها أن تموّل متطلبات خدماتها من خلال نظام ضريبي جاد ومتمكن عليه استهداف ليس فقط الرخص التجارية والخدمية بل كذلك العقارات أرضاً وإنشاءً ومن خلال التعاقد مع شركات أخرى للاتصالات وهكذا.

وبالطبع فإن من حق بل ومطلوبٌ من المشير خليفة حفتر أن يكون على رأس لائحة للانتخابات الرئاسية بعد أن يخلع بدلته العسكرية .

ولكن عليه قبل ذلك وخلال الأشهر القادمة أن يعمل على تحقيق الآتي :ــ

1ـ نزع السلاح من الأفراد غير الأمنيين وخاصة من أولئك الشباب الذي شاركوا في معارك الكرامة والعمل على دمجهم في المؤسسة العسكرية وفق الضوابط المحددة وبعد دورات تدريبية خاصة إلى ناحية القانون العسكري ، أو تأهليهم مهنيا في حرف وأشغال تتيح لهم الاندماج في الحياة المدنية الطبيعية .

2ــ دعم وتقوية الجهاز الأمني من شرطة ورجال مرور وحرس بلدي وحمايتهم بوصفهم رجال دولة ضد أية اعتداءات قد تطالهم وتسيء إليهم .

3 ـ عدم تكرار تجربة معمر القذافي في جعل الأمن يقتصر فقط على ذاته وعائلته والموالين له بعيدا عن أمن المواطن .

4 ــ تحجيم وكبح جماح التنظيمات الدينية التي صارت تدعو إلى الغلو وتمارسه ــ وأكاد أقول التطرف ــ ، الأمر الذي سيؤدي مع الوقت إلى تكفير المختلف ومن ثم جواز قتله .

5 ــ إعطاء الصحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة درجة عالية من الحرية في النقد والتعبير .

وختاما أقول أن سكان بنغازي وقد صبروا يستحقون الأفضل وإلا فإنه ليس أيسر عليهم من قلب الطاولة من جديد . لاسامح الله .