مقالات

المسؤولون أبرياء … نحن المتهمون !!!

عبر لقاءاتهم الصحفية والإذاعية ومن خلال اجتماعاتهم وزياراتهم المتكررة وردودهم المقتضبة يعلن المسؤولون عن برائتهم من كل ما يحدث من تصير وقصور في الأداء الضعيف لإدارتهم شبه المنعدمة في أعمالها التي هي ليست في المستوى المطلوب ، وحتى في تبريراتهم التي يتحججون بها مُلقين اللوم على لة الإمكانيات وأنهم ساعون لتذليل كل الصعوبات التي تواجههم أثناء أدائهم الذي يصاحبه الخلل في كل الحالات ، وأنهم يدركون حجم المسؤولية ولديهم من الوطنية ما يجعلهم يتغلبون على جملة ما يعترض سير عملهم ، وأن على المواطن الصبر والاحتمال إلى أن تستقيم الأمور وتتحسن الأوضاع ويسعد الجميع بأفضل الخدمات فالعملية في مجملها مسألة وقت … ليس أكثر .

وبهذا الكلام الذي يردده المسؤولون نفهم نحن المواطنين أن هؤلاء المسؤولين أبرياء من كل ما ينسب إليهم وأنهم على درجة عالية من الوفاء ، مع تمتعهم بشيءٍ غفلنا عنه نحن وهو أهم من كل ما ذُكر ، إنها الوطنية المفرطة التي نفتقر إليها نحن الذين لا مهمة لنا سوى ممارسة النقد والاتهام المتكرر لهؤلاء المسؤولين الذين أثبتوا بكلامهم وتصريحاتهم وردودهم أنهم وطنيون أوفياء ، ومخلصون وحريصون أكثر من غيرهم على مصلحة الوطن والمواطن .

ماذا تبقّى إذن ؟. لا شيء سوى أن نتركهم في حالهم وحلهم وترحالهم وان نلتزم حيالهم الصمت ولا نطلق ألسنتنا عليهم ولا نتفوّه بكلمة نقدٍ واحدة تجاههم ، إنما فقط نذكرهم بجميل الكلام وندعو لهم دائما أن يكون النجاح حليفهم والسداد نصيبهم ، وكذلك نطلب منهم السماح فنحن من أخطأنا في حقهم ، ونحن من كانت حساباتهم خاطئة وظنونهم آثمة ، إذ لم نحسن الظن ولم نقدّر حجم ما يقومون به وما يبذلونه لتحسين الخدمة وأداء المهمة الصعبة التي ينجزونها .

وبهذا يحدث العكس !!! فالمواطن هو من لم يفلح في التقدير ، ولم يحسن النظر إلى هؤلاء الذين لا يسافرون للخارج إلا لأجله ، ولا يبرمون الصفقات إلا لصالحه ، ولا يقبضون الفواتير إلا لراحته ، فالمواطن عليه التدقيق والتحقيق لا مع المسؤولين إنما مع أنفسنا نحن … نحن المواطنون المذنبون المتهمون بالتقصير والسلبية وقلة الحرص والوطنية ، فلا نسأل عن الميزانية وأين ذهبت .

ولنحاسب أنفسنا قبل محاسبة المسؤولين ، فنحن من اتى بهم واختارهم ، فالمسؤولن حقاً أبرياء ، وبراءتهم تكمن في ابتعادهم عن كل طوابير المصارف والمخابز واسطوانات الغاز ، وانتم أيها المواطنون هل رأيتم مسؤولا يقف في طوابيركم ؟. حتى في أزمة الوقود ابتعد عنكم المسؤول ولم يناصفكم أو يقاسمكم مشاويركم وطوابيركم .

فنصيحة مني إليكم . أتركوا المسؤولين فهم ليسوا مثلكم ( فاضيين ) حتى يذهبوا للمصارف أو المخابز أو محطات تسويق الغاز أو الوقود . فالسؤولون ليس لديهم وقت فراغ كما لديكم ليضيعوه في الأسواق والمحلات والمحطات .!!! المسؤولون يفكرون ثم يسافرون ويرجعون ليفكروا في السفرات القادمة .!! أمّا أنتم فعليكم بالصبر والدعاء . سواء منكم النازحون أو من هم على أرصفة انتظار الفرج .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق