
مؤسسة الكون الثقافية (مكتبة الكون) تمنح قلادتها الرابعة لعميد الوراقين الحاج رجب الوحيشي
برنيق - خاص
أعلنت مؤسسة الكون الثقافية (مكتبة الكون) ومقرها مدينة القاهرة اليوم السبت عن منح قلادة الكون الرابعة لعميد الوراقين “باعة الكتب والصحف” في طرابلس الحاج رجب عبد السلام الوحيشي، وذلك تقديرا لدوره المميز في نشر الوعي والثقافة من خلال توفير الكتاب والصحيفة طيلة 65 عاما دون توقف.
وأوضحت المكتبة في بيان لها وزعته اليوم -وتحصلت صحيفة برنيق على نسخة منه- إن تفاني الحاج رجب الوحيشي من أجل استمرار (مكتبة المعارف) في أداء رسالتها الراقية والإنسانية رغم كل الظروف المحبطة يجعلنا في مؤسسة الكون نعده رائداً من رواد الحركة الثقافية الليبية.
وفي ختام بيانها تمنت مؤسسة الكون الثقافية كل التوفيق للحاج (رجب) ومكتبة المعارف وابنيه (خالد وأحمد) الذين سجلوا اسمهم بأحرف من نور في تاريخ الثقافة والابداع.
وكانت مكتبة الكون قد أعلنت عن تخصيص قلادة باسم (قلادة الكون) تمنح شهريا لشخصية أو مؤسسة خدمت الكتاب أو الثقافة، تعبيرا عن امتنان القائمين على المكتبة للمكرمين واحتفاء بهم، وكانت القلادة الأولى من نصيب الشاعر والقاص المثقف رامز رمضان النويصري لإدارته وإنشائه لموقع (طيوب) الثقافي منذ عشرين عاما بشكل تطوعي دون توقف، والقلادة الثانية من نصيب السيدة فوزية بلقاسم البوسيفي التي تدير المكتبة الوحيدة في الجنوب الليبي منذ خمسين عاما، أما القلادة الثالثة فمنحت لمؤسسة «تاناروت» لعملها على تعزيز قيم التنوير داخل المجتمع الليبي من خلال العمل على إحياء إعادة القراءة وتنظيم أنشطة فنية وثقافية بجهود ذاتية شبابية.
وتعد مكتبة المعارف الكائنة في شارع الاستقلال وسط العاصمة طرابلس هي العنوان الثقافي المميز الذي يجمع مثقفي المدينة وزائريها، فإن أردت ارسال كتاب أو رسالة فلا مناص لك من تركها في مكتبة المعارف لتصل صاحبها بكل يسر وسهولة.
وقد تأسست مكتبة المعارف على يد الحاج (رجب الوحيشي)، الذي بدأ رحلته مع الحرف بائعا متجولا للصحف والكتب في أهم شوارع طرابلس عام 1956م ليستقر به المقام على درجات مقر البريد المركزي عام 1963م ومنها في العام 1970م إلى مقره الحالي إلى اليوم.
ولم يتخلف “عمي رجب” كما يحب أن يناديه الجميع يوما عن الحضور للمكتبة حتى في أحلك الظروف، مؤمنا بأن الثقافة رسالة وأمانة، فسعى بكل جد واخلاص لتوفير ما يلزم القارئ والمثقف من مطبوعات محلية وعربية يتكبد في سبيل ذلك المشقة والتعب دون أن يتململ أو يتذمر.
ورغم إن أغلب إن لم يكن كل من بدأ معه أو بعده نشاطهم من بيع الصحف والكتب قد غيروا نشاطهم إلى نشاطات أخرى تدر دخلا ماديا أعلى، إلا أنه أبى كل العروض المقدمة له وفيا لمهنة أحبها وأحبته، حتى صار أيقونة ثقافية في طرابلس، لا تجد مثقفا أو صحفيا لا يعرفها.