
استطلاع: إعلامنا إلى أين ؟
إستطلاع: ريم العبدلي
وجهات نظر مختلفة من قبل الإعلاميين حول الأجندات التي تتوجه إليها أغلب القنوات الإعلامية بخطابها من خلال زرع الفتن والتحريض الذي يؤدي إلى التقسيم وهي توجهات متطرفة والمتضرر منها المواطن بل الوطن بأكمله فما تقدمه بعض تلك القنوات ماهو إلا تجذير فتن وتأجيج للرأي العام وانعدام الموضوعية والحياد ، كما وصل الأمر ببعضها إلى التحريض على الكراهية والسب والشتم، وبدورنا قمنا باستطلاع آراء شمل بعضا من الإعلاميين حول هذا الموضوع كونهم من واقع ما يجري الآن على تلك الساحة الإعلامية التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا ربما يكون أخطر من الرصاص .
فرج بورجيعه: إعلامنا إلى أين؟ سؤال يريد الكثير من التفكير قبل الاجابة لاننا اليوم بعدد أكثر من خمسين قناة فضائية ليبية بدون اى فائدة للوطن والمواطن وتعمل على أجندة ومصالح شخصية أصبح علينا أن نسأل جميعنا إعلامنا إلى أين؟ عندما تغيب الشفافية والنزاهة، عندما تغيب الصحافة والقارئ نسأل فعلآ إعلامنا إلى أين؟
وسام بن دردف: بداية الإعلام المفروض يكون قائم بدوره الأساسي وهو نقل كل ما يدور حولنا بكل مصداقية وشفافية وهي القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها .. وأنا أرى أن الإعلام فاقدا لها بنسبة تتخطى النصف من النسبة المئوية، رسالته بالدرجة الأولى لابد أن تكون هادفة في كل وسائله المعروفة، وجهة نظري أن الإعلام لم يتغير كثيرا عن ذي قبل .. فقط كثرت الوجوه والأسماء وغابت الفاعلية وكل واحد محسوب على جهة إلا من رحم الله، الإعلام لازال ضعيفا رغم الإنتشار الكثيف للقنوات المتلفزة ومواقع الإنترنت .
أحمد عرابي: اعلامنا والقنوات الليبية ثلاثة انواع 99 بالمائة منها ممول ما بين قطر والامارات ، والأجندات والتدخلات الخارجية فهذا ليس إعلام حر بل متحكم به من الخارج لتنفيذ مصالح وأجندات، والنوع الآخر الإعلام من الداخل الذي يقدم محتوى ضعيف لأن امكانياته ضعيفة، او اعلام تعبويي لتمجيد جهة بعينها أو شخصيات بعينها دون الجهات الأخرى ويدعوا لترسيخ حالة الانقسام في كامل البلاد، هذا إعلامنا باختصار ورأيي الشخصي.
محمد عبدالرازق: للاعلام عدة اهداف من اهمها نشر الاخبار وزيادة الثقافة العامة ، وهاتين الوظيفتين يقوم بهما الاعلام الليبي بشكل متفاوت من وسيلة لاخرى .. ونجاحه يتوقف على الطرفين معا .. الاعلام والمتلقي ، فمن جهة على وسائل الاعلام تحري الدقة في نشر الاخبار والمعلومات ، وعلى المتلقي عدم الانسياق وراء الاخبار والمعلومات التافهة التي من شأنها تغلغل الاشاعات والفوضى .. اما عن سؤالك الى اين؟ فكثير من القنوات تحاول اداء رسالتها بشكل جيد مع وجود بعض الوسائل التي تتيح احياناً الفرصة لغير المتخصصين لمجرد انهم يشبعون اهواء العامة في سماع ومتابعة ما يرغبون بسماعه وان تنافى مع الحقيقة .
رجب لطيف: بالنسبة للمقروء… والمسموعه.. لا اتابعه منذ اكثر 7سنوات.. اما بالنسبة للمرئي… اعلام موجه غير منصف..انحياز كامل للطرف واحد..الى درجة الكذب والتزوير…والغش..في المعلومات..لا مصادر عند الصحفيين.كل منهم يقول في راية الشخصي…لا موضوعيه لا شفافيه..تمويل اجنبي ..قطر..وتركيا… كذلك المذيعين .. لغتهم ضعيفة وعندهم عيوب في النطق ومخارج الحروف…اعلام علاقات.. سطحي…لا رؤيه..لا خطه.. باختصار…لا يوجد اعلام..بالنسبه المرئي… كله سياسه.. لا ثقافه..لا ادب…لا برامج اطفال..لا مسابقات..لا برامج دينيه..متوسطه التوجه… لا مواقيت الصلاة… لا مسرح…لا اغاني جيده.. ولا مسلسلات..لا برامج تثقيفيه ربما اذا اعطوا فرصة للمتخصصين سينهض الاعلام…واذا استمر هذه الفوضى..اخشى ان تصيب المخصصين صدمه…ويكرهوا الاعلام.
اليأس الجيلاني: إعلامنا للأسف في تخبط يتعامل مع الأحداث بالمزاجية حسب توجه القنوات الإعلامية رغم أن بعض القضايا تمس المجتمع ككل في ليبيا والأمن القومي للدولة ، بدون وجود ميثاق وتوحيد الخطاب الإعلامي وعدم السماح لمن يبثون سموم الحقد والكراهية تصدر مشهده وللأسف منهم بقناع الدين، الإعلام لانعرف الي اين سيقودنا بدون مؤسسة إعلامية موحدة سيظل في نفق مظلم طالما وجود اعلام بدون ضوابط قانونية تردعه لأن ليس كل شئ يصنف حرية رأي هناك آراء سبب خراب الأوطان وإشعال نيران الحروب بالتظليل الإعلامي القذر.
صلاح الدين فرج الجبالي: الإعلام وقتنا الحالي كمثل (كل مين ايده اليو) الإعلام اليوم كيف الطفل الذي ترضع فيه جارته للأسف اعلامنا أصبح مأجور.
خالد عثمان الزوي: اعتقد ان الإعلام في ليبيا يسير نحو التخلي أكثر واكثر عن شرف المهنة والمصداقية والحرص وجعل الأزمة ووقعها على المواطن أكبر واكثر تأثيرا بشكل سىء فما نشاهده اليوم بعيد كل البعد عن المأمول من الإعلاميين على جانب اختفاء الإعلاميين الأكفاء وغياب عنصر التدريب وعدم وجود أدوات حقيقية لمراقبة الخروقات التي تتمثل في خطاب الكراهية والاخبار الكاذبة في أحيان كثيرة وتوجيه الرأى العام إلى مزيد من التوتر حتى تحول الإعلام إلى طرف في ما هو حاصل في ليبيا وتحكم أفراد ومليشيات في قنوات اعلامية تخدم مصالحهم ومصالح الدول الممولة لهم بعيدا عن الاهتمام بالمصلحة العليا للوطن في الوقت الذي لا يلقى الإعلام الذي يحارب الإرهاب والمليشيات الدعم الكافي من التمويل أو التدريب والتطوير بشكل واضح.
الحسين المسوري: الإعلام الليبي بجميع وسائله المختلفة سواء الصحف والمجلات أومحطات الراديو أو قنوات التلفزيون والمواقع الإلكترونية يعيش اليوم مرحلة استثنائية بسبب الانقسام السياسي والاصطفاف الحاد وتفجّــر النزاع المسلح الذي أثر بشكل كبير على حرية الإعلام مع وجود وسائل إعلام تتبع أوتمولها أطراف الصراع فأصبح بعض الإعلاميين، وهم قلة، يؤدون وظيفة الناطق الرسمي أكثر من كونهم إعلاميين، فغابت المهنية والموضوعية في طرح القضايا الهامة، بالمقابل هناك بعض الإعلاميين يحاولون الالتزام بالمهنية وهنا يجب أن أشير إلى أن الحديث عن تأثير الإعلام الليبي في تأجيج الصراع أمر مبالغ فيه كثيرًا فالإعلام هو انعكاس لما يحدث على الأرض ودوامة العنف والظروف الصعبة التي يعيش فيها المواطن الليبي أكبر من قدرات الإعلام الليبي وواقع موجود أمام بيت المواطن وفي عمله وشوارع مدينته ويشاهده في مقاطع فيديو تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أخيراً لا أحد يستطيع أن ينكر أن الإعلامي أصبح مستهدفًا ولا أحد يحميه لأن جميع الأطراف تريد من يطبل لها وليس من ينقل الحقيقة، حيث أن التعدي اللفظي والجسدي على الإعلاميين أصبح أمرًا متكررًا، وخصوصًا إذا كان الإعلامي ليبي الجنسية حيث تعرض أكثر من إعلامي للتهديد والخطف وحتى القتل، فالتعدي على الإعلامي الليبي عادة يكون أسوأ بكثير من التعدي على الإعلامي الأجنبي.