مقالات

حصاد التجربة المرة…!

بقلم: أحمد الحسين التهامي

يعتقد البعض منا ان التعبير عن معتقداتهم في الفيس كاف لدعم وجهات نظرهم ؛ وهذه حماقة خالصة لا استطيع ان الومهم عليه ؛ ولكنني اعتقد جازما ان ماهو اهم من من التعبير عن التفضيلات السياسية للأفراد في هو الحديث عن اسباب ماحدث في فبراير 2011 وماحدث بعد ذلك والاجابة على سؤال بالغ الاهمية : لماذا سقطت الدولة في ليبيا بسقوط النظام؟! واية محاولة للتقليل من اهمية وقيمة هذا السؤال ستكون محاولة غبية للتهرب من الدرس العميق للاحداث؛ واية محاولة تهرب من اجابة السؤال بصراحة عالية مع الذات مهما كانت تفضيلاتها السياسية واتجاهاتها الفكرية محكوم عليها بالفشل الذريع حتى حدود الندم المتاخر …!

إن الاعتقاد بأن المؤتمر الوطني العام كان يحكم ليبيا هو فشل في التفكير ؛ فهذا الكيان الوهمي(المؤتمر الوطني) اصدر امرا بحل الميليشيات ودمجها في الجيش لاكثر من ثلاث مرات على الاقل دون ان ينجح في تنفيذ هذا الشرط الاولي والضروري لقيام الدولة في ليبيا ولا زلنا حتى اللحظة نخوض المعركة ضد الميليشيات من شبر لشبر في الارض التي كانت يوما خاضعة لسلطة الدولة الليبية؛ هذه ايضا مقدمة للفهم فالسلطة ليست بحال من الاحوال صلاحيات مكتوبة في ورق السلطة فقط هي القدرة على الامر وحصد نتائج الامر واي كلام عن شرعنة السلطة بدستور او أي ورق هو حماقة كاملة لا تستحق الرد… اذ السلطة تنشأ اولا ثم يأتي مجال التفكير في الحد منها وهذا هو بالضبط عمل مايسمى دستور الحد من السلطة وليس تأسيسها !! السلطة كالظواهر الطبيعية تنشا ثم يأتي التفكير في ضبطها.. .. هذه خلاصة التجربة الفرنسية مثلا بعد ثورة 1889 فالسلطة التي امتلكتها الطبقة البرجوازية اقيم لها دستور يضبطها وحتى حين عاد النظام الملكي الى فرنسا عاد خاضعا لسلطة البرجوازية بعد ان كان مستقلا عنها وممثلا للارستقراطية وسيدا لكل ماعداه !. إذن السلطة منتج طبيعي…! لذلك تعد الثورة الفرنسية 1889 ناجزة وتامة بينما احداث فبراير لم تؤدي الى ثورة.

اما في ليبيا فبراير 2011 فإن الطبقة البرجوازية التي كان يجب ان تؤل اليها السلطة لم يكن نموها قد اكتمل بعد.. وهذا مادفع داعش الى الواجهة…! فالدولة الجهاز لا يقوم في الفراغ بل يقوم ليقدم خدماته لسيد محدد وحين غاب سيد جهاز الدولة ولم يات سيد بديل ظهرت داعش  .. اتت الدولة القديمة نموذج الدولة على ظهر حصان .

4.

الكوميديا السوداء هنا ليست فقط في عدم اكتمال نمو الطبقة البرجوازية و وقوفها عند حد كونها ظاهرة مدينية .. بل تمتد الى نجاح تيار فرعي في اعلى الطبقة الوسطى هو التيار الاسلامي في ترويج شعارات هو لا يؤمن بها ولا يستخدمها في تنظيماته وأحزابه لكنه يروجها لأنه يعرف ان رواجها وقبولها يعني الفراغ التام وبالتالي التمهيد لفرض سلطته على كل ما كان يدع ليبيا … ولكن داعش وهي الشكل الصافي والنقي من هذا التيار قطعت عليه الطريق ليتصدى لها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق