تقارير

هل عاد تجار الأزمات إلى الساحة من جديد؟ .. صيادلة ومواطنون يتحدثون عن نقص الواقيات الطبية والمعقمات في مواجهة كورونا

بعد إعلان وزارة الصحة في الحكومة الليبية رصدها لثلاثة حالات اشتباه بفايروس “كورونا”، لوحظ نقص شديد وارتفاع في أسعار الكمامات الطبية والمعقمات المستخدمة للوقاية من المرض في صيدليات مدينة بنغازي.

وكالة الأنباء الليبية تواصلت مع عدد من صيدليات المدينة، للوقوف على أسباب هذه الظاهرة، وقال الدكتور ياسين العبيدي مشرف بصيدلية “يس”  أن نقص الكمامات يعود لاستيرادهن من دولة مصر، والتي توقفت حالياً عن تصدير أي منتج من هذا النوع نتيجة للوضع الطارئ الذي تمر به البلاد وتسجيلها لعدة حالات مصابة بالفيروس.

وتابع ” أن السبب الآخر في نقص الكمامات هو قيام العديد من الجهات باستيراد هذه المنتجات من دولة تركيا، وبالتالي كانت تكلفتهن أعلى، في إشارة منه لكون تجار الأزمة مستفيدين من هذا الطارئ.

وأوضح الدكتور ياسين العبيدي، أنه من خلال متابعته للوضع في البلاد لاحظ بأن المواطنين لديهم وعي كبير واهتمام بجانب النظافة والتعقيم، الأمر الذي أعتبره مطمئنا وسيحد من انتشار الفيروس في حال تفشيه في البلاد لقدر الله .

وفي ذات الشأن، قالت الدكتورة زينب الورفلي – تعمل بصيدلية “الحياة الصحية” – إن أسباب نقص الكمامات وارتفاع اسعارهن عن المعتاد هو نتيجة لسحب الكمامات بكميات كبيرة من قبل المواطنين، بالرغم من ملاحظة عدم ارتداء المواطن لها، لكن كانت نسبة توافدهم وشرائها كبيرة جداً، لافتة إلى أن التجار من شركات الأدوية بحد ذاتها، قاموا أيضا بسحب هذه المنتجات لتعديل التسعيرة عليها .

ومن جهتها، أوضحت المسؤولة الإعلامية للشركة العلمية لاستيراد الأدوية والمعدات الطبية رويدا الفيتوري، أن ارتفاع أسعار المعقمات زاد كثيرة عند بدأ هذه الأزمة، بسبب خوف وقلق المواطن من الإصابة بالفيروس، الأمر الذي جعل التجار وبعض أصحاب شركات الأدوية استغلال هذا الظرف الطارئ غير مبالين بالحالة المالية والوضع الراهن الذي يعاني منه المواطن البسيط نتيجة لاستمرار أزمة نقص السيولة.

وفي السياق ذاته، قال المسؤول الإعلامي لشركة ألفا الطبية حمزة نجم – في اتصال هاتفي بوكالة الأنباء الليبية – إن الشركة ومن خلال تدعيم للمسؤولية الاجتماعية والتعاون المستمر بين الشركة ووزارة الصحة في الحكومة الليبية، لمكافحة فايروس “كورونا”، وفرنا أدوية وتحاليل والمستلزمات الخاصة لمكافحة هذا الوباء لعدد ألف حالة، بالإضافة لتوفير عدد من أسطوانات الأكسجين خاصات للحجر الصحي المقام في مستشفى “الكويفية” بمدينة بنغازي، و جهاز خاص بتحليل فايروس” كورونا” إلى جانب السعي من قبل شركتنا، خلال الأسبوعين القادمين إلى توفير دواء تم استخدامه في الصين لتخفيف الأعراض الناتجة عن هذا الوباء.

وتابع نجم، أنه سيتم توزيع المعدات والأدوية بالتنسيق مع وزراة الصحة من خلال إجراءات تتم عن طريق الإمداد الطبي.

ومن جهته، قال الناطق الرسمي لجهاز الحرس البلدي الرائد إبراهيم الطلحي لــ”وال” قمنا بوضع رقم مخصص للبلاغات من قبل المواطنين، في حال وجود أي صيدلية مخالفة للأسعار، من حيث بيعها للمعقمات والكمامات الطبية بسعر مرتفع، بعد التبليغ نتجه للصيدلية ونجبر صاحبها بالتوقيع على تعهد، بعدم بيع مثل هذه المنتجات بسعر مخالف، وأننا سنقوم بمتابعة سير عمل هذه الصيدلية ووضعها تحت الرقابة.

وتابع الطلحي ” تعمدنا عدم اللجوء إلى إغلاق الصيدليات المخالفة، والاكتفاء بدفع صاحب الصيدلية لغرامة وتوقيع تعهد، نظرا للوضع الطارئ للبلاد، فعقوبة مثل هذه الأفعال خاصة في أوقات الحروب وانتشار الأوبئة والأمراض كبيرة جداً، لكننا نراعي النقص في المنتجات وحاجة المواطن لتعددية الصيدليات في مثل هذا الوقت.

وشددّ الناطق الرسمي لجهاز الحرس البلدي نعوّل كثيراً على دور المواطن الكبير في مثل هذه مرحلة وعدم التهاون مع المخالفين والإسراع في التبليغ، في إشارة منه بأن جهاز الحرس البلدي منذ يوم أمس وهو يقوم باستقبال الكثير من البلاغات الهاتفية عبر الرقم المخصص للبلاغ الذي خصصناه.

ولفتّ الرائد إبراهيم الطلحي، إلى بدرجة الوعي الكبير للمواطنين في هذه الأوقات، من حيث تبليغهم عن الكثير من المخالفات، وحرصهم الشديد على فرض الإجراءات الاحترازية ضد هذا الفايروس.

وخاطب الجهات المختصة قائلا “من ضمن عملنا في الأيام القليلة القادمة وبالتعاون مع وحدة مكافحة الكلاب الضالة، هي القضاء على الكلاب الضالة، المنتشرة بكثرة في عدة مناطق بمدينة بنغازي، والتي تعتبر ناقل حي لفايروس “كورونا”، لافتا إلى أن الجهاز يعاني من نقص في المعدات والألبسة الواقية التي يجب علينا استخدامها إثناء تجولنا وأدائنا لواجبنا.

وحذر الناطق الرسمي باسم جهاز الحرس البلدي، المواطنين بعدم الانجراف خلف الشائعات، الأمر الذي أحدث ازدحام كبير من قبلهم على محلات المواد الغذائية والسلع التموينية، وأن هنالك تجار أزمة يجعلون من كل شي ذا قبول وازدحام عليه مشروع لخلق أزمة واستغلال من قبلهم.

وحول رأي الدين بذلك، أفاد عضو اللجنة الفرعية للإفتاء الشيخ إبراهيم بالأشهر  – لوكالة الأنباء الليبية – حول ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية الضرورية، قائلا “بإنه قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس يوما فقال: يا معشر التجار فاستجابوا لهم، فقال إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من أتقى الله وصدق”.

وأوضح الشيخ بالأشهر، أنّ الأشد من استغلال التجار هو الاحتكار، بأن يجمع التاجر السلعة من السوق، ويحبسها عن الناس ثم يعرضها بسعر مضاعف ومرتفع وهم في أمسّ الحاجة إليها، فهذا محرم وصاحبه آثم، لقول الرسول صل الله عليه وسلم “لا يحتكر إلا خاطئ”.

وتابع أن هذا الفعل ليس من صفات المسلم المؤمن الذي يجب عليه أن يكون رفيقا رحيما مساعدا لإخوانه في وقت الأزمات، وأنه يستحب للمسلم أن يرفق بإخوانه، لقول الله عز وجل: “تعاونوا على البر والتقوى” ويقول أيضا “إنما المؤمنون إخوة”.

وأضاف عضو اللجنة العليا للإفتاء قول النبي صل الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم”، أيضا “من يسر على معسر يسر الله عليه”، ويقول أيضا “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”.

ويشار إلى أن الهيئة العامة للأوقاف عممت سابقا في خطبة جمعة تحذير الناس من هذا الوباء واتباع الإجراءات الاحترازية .

وبسؤالنا عن حكم إذا ما تم إلغاء الصلاة في المساجد كإجراء احترازي أجاب بالأشهر، بأن الهيئة العامة للأوقاف إلى الآن لم تتخذ إجراءات بالخصوص، وإن كانت بعض الدول الإسلامية عن طريق هيئة الأوقاف لديها قد رخصت في ترك الصلاة، استنادا على بعض الأدلة العامة، كـ “لا ضرر ولا ضرار ولا يورد ممرض على مصحّ” فهذه الأدلة استندوا عليها في ترك صلاة الجماعة كعذر لتجنب الأمراض والأوبئة المنتشرة، ولكن ندعو الناس أذا صدر شيء كهذا الإجراء عليهم بالالتزام به.

ولخص الشيخ إبراهيم بالاشهر، حديثه بأن ما يحدث حالياً، هو أن لله عز وجل الحكمة، وأنه يبتلي الناس، بشتى أنواع الابتلاء من مصائب وحوادث، قوله تعالى “ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات”، ولكن من صبر وأحتسب الأجر فإنه يؤجر على ذلك.

ولفت إلى أنه ينبغي على الناس معرفة أن هذه الأمراض والأسقام والأوبئة إنما تكون بقدر الله الكوني، وأن لها حكمة، وأن يعلم الإنسان ما أصابه لن يخطأه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن يأخذ بالأسباب وأن يفوض أمره لله ويعتصم به ويتوكل عليه وأن يحذر من الشائعات قول النبي صل الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبا وأن يحدث بكل ما سمع) وأنه هنالك جهات مخولة بأن تصدر المعلومات الصحيحة وألا يتجاوزها لتجنب أن يكون المسلم سببا في هلع الخوف أخيه المسلم.

يشار إلى أن الهيئة العامة للأوقاف اجتمعت اليوم بديوان الهيئة بمدينة البيضاء لبحث الإجراءات الاحترازية التي ينبغي اتخاذها في المساجد للوقاية من فايروس “كورونا”، والتي ستعلن عن نتائج الاجتماع قريبا، فيما قد عممت سابقا في خطبة جمعة تحذير الناس من هذا الوباء واتباع الإجراءات الاحترازي .

برنيق – وال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق