اخبار محليةالتلفزيونشريط الاخبار

نص الحوار الكامل الذي أجراه الصحفي الإيطالي لورينزو كريمونيزي مع القائد العام للقوات المسلّحة المشير خليفة حفتر

عنونت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية صفحتها الرئيسة ( إيطاليا انحازت في ليبيا للجانب الخاطئ ).

واستهل الصحفي لورينزواكريمونيزي مقابلته بالقول : إن الرجل القوي” في بنغازي المشير حفتر قال له : “أود أن أنصح الدول الأجنبية ودولتكم بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، مضيفا ” دعوا الليبيين يديرون ليبيا ” .
واشتمل الحوار الصحفي على قضايا الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية والعلاقات مع موسكو التي أبدى المشير احترامه لها مرورا بمسألة المهاجرين ، وصولا إلى الصعوبات في العلاقات مع إيطاليا، وحكومة فايز السراج في طرابلس وقال لورينزو : بعد أربع ساعات وافق الرجل القوي الجديد في برقة على مقابلتنا في مكتبه في القاعدة المحصنة بالقرب من مطار بنغازي وأكمل لورينزو نقله لكلام المشير خليفة حفتر الذي قال :
الإيطاليون دائما محل ترحيب من قبلنا ومن المؤسف أن بعضهم اختار الانحياز لصف إعدائنا ، وقد استعرض لورينزو السيرة الذاتية للقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر ، قائلا :
إنه ولد في السابع من نوفمبر من سنة 1943 في مدينة بنغازي، وكان من المؤيدين للقذافي منذ الساعات الأولى ، وتدرج حتى أصبح من القادة الموثوق بهم؛ ولكنه بعد ذلك تحول إلى صفوف المعارضة، وانتقل إلى منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم عاد الأمل له ليتولى القيادة كعسكري محترف في ثورة 2011م وفي مقارنة بباقي العسكريين فإنه القائد الذي وضع خطة لإعادة بناء الجيش بدءا من شرق ليبيا، و تهدف خطته إلى هزيمة الميليشيات وطرد الجهاديين من جميع أنحاء البلاد
وقال حفتر في إجابة عن سؤال قارن فيه الصحفي الإيطالي حفتر بالقذافي: “هل أنا مثل القذافي؟ إنها كذبة سخيفة ولا أساس لها ! ومن يقولها يجهل معاناتي الطويلة وكفاحي ضده لسنوات طويلة وتساءل لورينزو:
قبل ثلاث سنوات من الآن اتهمم بالانقلاب بعدما أعلنتم عزمكم على استخدام الجيش القديم ضد إرهاب تنظيم الدولة واليوم الموالون لكم في ضواحي طرابلس وفي مدينة بنغازي يبدون أكثر أمانا أين وصلت معركتكم؟ فأجاب حفتر :
لفهم نجاحاتنا من الضروري أن نتذكر خيبات الأمل بعد سقوط القذافي فالليبيون كانوا يتوقعون السلام والأمن والديمقراطية، ولكن سرعان ما تنامت قوى التطرف المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين وفي العام 2012م دُعي الليبيون للتصويت ؛ولكن بعد عقود من الدكتاتورية لم يكن لديهم فكرة عما تعنيه الديمقراطية ببساطة لم يكونوا جاهزين بعدُ لذلك. وبعد أن استلم المجلس الانتقالي والبرلمان الأول في طرابلس السلطة ظهرت قوى الإرهاب ، و انتخب الشعب الأشخاص الخطأ، والذين استفادوا وتحينوا الفرصة من أجل تعزيز قوة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الجديد جنبا إلى جنب، بالإضافة إلى تبني رؤية خطيرة للإسلام ” .
وسأل لورينزو القائد العام قائلا :
متى نزلتم إلى الميدان ؟ فأجاب حفتر :
أنتم الأوروبيون لا تعرفون السرعة التي بدأ بها كل من تنظيم الدولة والحركات الإسلامية المحلية مثل أنصار الشريعة في تهديد وخطف واغتيال كل من يعتبرونهم أعداء لهم ، وقد بدأ هذا الأمر في الشرق خاصة وانتشر كبقعة الزيت (مثل إيطالي يشير إلى سرعة انتشار الشيء ) ،فمن العام 2012م حتى بداية عملية (الكرامة) في مايو 2014م قتل أكثر من 700 جندي على الأقل والكثير من المدنيين في بنغازي وبرقة عامة و معظمهم من الصحفيين والمثقفين والمسيحيين والمحامين وأساتذة الجامعات والقضاة والأئمة المعتدلين، والمدافعين عن حقوق المرأة وممثليها وناشطي المجتمع المدني، وأي شخص يبدي احتجاجه حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث يتم القضاء عليه بوحشية ونشر صور الجثث للتخويف، ولإجبار الناس على التزام الصمت “.
وسأل لورينزو القائد العام :
كيف نظمتم أنفسكم ؟ وأجاب المشير :
في طرابلس حاولت أن أتوجه بنداءات للعسكريين القدامى للمساعدة؛ ولكن الحكومة آنذاك أرادت اعتقالي ، ثم جئت إلى مدينة بنغازي وجمعت 300 متطوع من الجنود الأكثر ولاء جنبا إلى جنب مع 25 من الضباط المسلحين وقمنا بتجهيز قرابة 75 مركبة من أنواع مختلفة وفي 16 مايو 2014م هاجمنا قوات راف الله السحاتي و قاعدة أخرى تابعة لتنظيم الدولة والقاعدة القابعتين في وسط مدينة بنغازي ، وكانوا وقتها مسيطرين على المدينة بقرابة سبعة آلاف رجل ، فقتلنا من قادتهم 250 إرهابياً ، وفي اليوم التالي كان لدينا حوالي 2000 متطوع جديد تجمعوا أمام ثكنتي العسكرية ،الكثير منهم كان معه بندقيته الشخصية وطعام في حقيبته يكفيه لمدة شهر واحد فقط ، ثم بعد ذلك تنامي عددنا كثيرا وتقدر قواتنا الآن بخمسين ألف رجل يسيطرون على قرابة الـ80% من البلاد ويقومون بحماية الآبار النفطية والحقول في الشرق ، في رأس لأنوف والبريقة والسدرة ، وأضاف حفتر :
لا أحد يسرق الغاز والنفط لوجود القانون حتى البربر في جبل نفوسه جنوب طرابلس هم حلفاء لنا الآن وتساءل لورينزو عن السجين سيف الإسلام قائلا :
في تلك المنطقة يوجد السجين سيف الإسلام الابن الأكثر شهرة بين أبناء القذاقي فهل لديه مستقبل سياسي ؟
فأجاب القائد العام :
أنا لا أعتقد ذلك لقد احترق سياسيا وسأل لورينزو القائد العام عن الخسائر التي تكبدتها التنظيمات الإرهابية والقوات المسلحة وأجاب حفتر :
إن تنظيم الدولة والجهاديين خسروا قرابة 7000 مقاتل ,لكنهم استقدموا متطوعين ومقاتلين جدد من الخارج واليوم لم يعد يتبقى منهم سوى 150 مقاتلاً موزعين على منطقتين فقط في بنغازي وأما عن قواتنا المسلحة فلقد خسرنا 5000 جندي ويؤسفني أن أقول إن كلا من تنظيم الدولة والجهاديين مدعومين من قبل بعض ميلشيات مصراتة المتطرفة والتي تحارب مشروعنا ، في حين خسرت مصراتة 1000 مقاتل في الأشهر الماضية في معارك مدينة سرت أثناء حربها مع تنظيم الدولة ، فلماذا وجب عليها مساعدة الجهاديين في بنغازي ؟ وأضاف القائد العام :
من دون المساعدات العسكرية الأمريكية ما كان لمصراتة أن تكون قادرة على أن تسيطر على مدينة سرت ، كما أن بعض الإرهابيين انتقلوا أو هربوا إلى تلك المناطق بعدما تيقنوا وشاهدوا جنودي وهم على وشك تطويقهم وحصارهم وعلي أية حال هناك عدد من ألويتهم مثل لواء الفاروق هم حلفاء لتنظيم الدولة ويشاركونهم التعصب والمعتقدات ذاتها
وعاد لورينزو ليسأل القائد العام قائلا :
في الآونة الأخيرة قمتم بزيارة لموسكو و تزامنت زيارتكم مع تزايد النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط خصوصا بعد انسحاب المتمردين من حلب ،هل تلقيتم مساعدات من بوتين؟ أجاب حفتر:
ليبيا لديها تاريخ طويل من العلاقات الجيدة مع روسيا وذهبت إلى موسكو من أجل إعادة تفعيل التعاقدات المبرمة معهم والتي توقفت بعد عام 2011م كما أني أقدر سياسة بوتين الخارجية وجهوده في مكافحة الإرهاب وتساءل لورينزو هل وعدكم بوتن بالأسلحة؟.

فأجاب حفتر: موسكو هي جزء من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقد صوتت مع قرار الحصار العسكري(حظر السلاح) ضدنا سابقا والآن بوتن يتحرك بشكل جدي، محترما الاتفاقيات الدولية وقد قيل لنا إن الأسلحة لن تأتي إلا بعد رفع حظر السلاح ؛ ولذلك فإن الرئيس بوتين أكد التزامه برفع حظر السلاح عن ليبيا وعلى أية حال نتوقع المساعدات من الجميع في محاربتنا لتنظيم الدولة ويسرنا التعاون مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيضا إيطاليا ،والتي بكل أسف اختارت عبر حكومتكم في روما وحتى يومنا هذا مساعدة الطرف الآخر فقط في البلاد، فلقد أرسلوا 250 جندياً إيطاليا وأطقم طبية إلى مصراتة، دون إرسال أية مساعدات لنا». كما أشار حفتر إلى وعود إيطاليا بإرسال طيارتين لنقل مصابي الجيش للعلاج في إيطاليا وهو ما لم يتحقق حتى الآن ، مضيفا :
كنا نتوقع التعاون معكم وهذا لم يحدث، كما إننا مستاؤون من خطاب رئيس أركانكم أثناء زيارة له في نهاية العام الماضي لمصراتة ماذا يقصد بالضبط ؟ لقد قال إن إيطاليا تساند ميليشيات مصراتة وهو شيء يتجاوز المهمة الطبية التي أعلنتم عنها وفي سؤال للصحفي الإيطالي عن الهجرة قال : المهاجرون القادمون من ليبيا هم مشكلة أوروبية خطيرة. ونحن نشترك في ذلك ، أليس كذلك؟.

وأجاب حفتر :
نحن دولة عبور وإذا تحكم جيشنا في حدودنا الجنوبية ستقل المشاكل عند الجميع وهذه المناطق تعتمد على منشآت الطاقة التي تعتبر مهمة جدًا لإيطاليا وسأكون سعيدًا للتحدث مع المديرين التنفيذين لشركة إيني الإيطالية وفي سؤال آخر قال لورينزو : إيطاليا جزء كبير من أوروبا، وجزء كبير من الأمم المتحدة ويدعمون حكومة الوفاق الوطني لفايز السراج هل حضرتك جاهز للتعاون معه ؟ أجاب القائد العام : نحن في حالة حرب الآن و تهيمن علينا القضايا المتعلقة بالأمن والظروف غير مناسبة للسياسة، و يجب علينا محاربة الإرهاب والمتطرفين الإسلاميين لإنقاذ البلد منهم ، مضيفا أنا بدأت الحوار مع السراج منذ سنتين ونصف دون أية نتائج ملموسة وعندما نهزم الإرهاب سنرجع لنتحدث عن الديمقراطية والانتخابات ولكن ليس الآن، وفي ذات السياق تساءل لورينزو :
السراج نفسه يطلب التفاوض والصحف الجزائرية تكتب عن أنكما ستتقابلان هل تؤكد لي ذلك ؟ فأجاب القائد العام : لا ، لا أعرف شيئا عن هذا، أنا شخصيا ليس لدي أية مشكلة مع السراج ، وآخر حديث لي معه كان في 16 من يناير من العام 2016م ، والمشكلة ليست فيه هو كشخص ؛ولكن مع الأشخاص المحيطين به ،ووجه القائد العام كلامه للسراج قائلا : إذا أردت حقا إحلال السلام في البلد ،احمل بندقيتك وانضم معنا وكن في صفوفنا وسيكون مرحبا بك.

– عن الموقع الالكتروني لهيئة الاعلام الخارجي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق