ثقافة وفنون

ولادة أول جريدة ورقية مختصة بالفن التشكيلي العربي بعد مخاض عسير

قالت رسامة الكاريكاتير و الصحفية منى بن هيبة لصحيفة برنيق: ” استقبل الوسط التشكيلي و الثقافي اليوم نبأ ولادة أول جريدة ورقية مختصة بالفن التشكيلي و ذلك بعد مخاض عسير استمر لمدة 6 أشهر و نيف من الأسابيع، و بعد عدة محاولات يائسة لإطلاقها، و ستصدر بشكل رسمي يوم غد، الثامن و العشرين من أكتوبر الجاري بمشيئة الله، إن أوكر جريدة مستقلة تصدر شهريا بشكل مؤقت عن مؤسسة أوكر للفنون التشكيلية، مؤلفة من عدد 12 صفحة بعدد 3 ملازم، و مادتها مبوبة على النحو: الرئيسية، أطياف، استطلاعات، قراءات، كاريكاتير، صفحتا الوسط تضم بين طياتها كل ما يتعلق بالرسام و تقدم للموهوب ما يحتاجه لفهم عملية إنشاء اللوحة الفنية و كل ما بتعلق بها، أيضا لدينا صفحة حروفيات و هي تهتم بإبراز جماليات الخط العربي كواحد من أبرز الفنون الإسلامية التي نمتاز بها نحن المسلمون عن سوانا، صفحة لوحات و تناولنا قصصا للوحات ضاربة في عمق التاريخ الفني و الإنساني، إضافة إلى صفحة قلم و فرشاة التي حاولنا فيها أن نجمع بين الحرف و اللون و أن نؤكد من خلالها أن الفنون تتلاقى و تتقاطع، و اختتمنا أوراق أوكر بمساحة خصصناها للمعارض الفنية القائمة و المعلن عنها، و يمكن القول أن صحيفة أوكر هي فكرة وليدة الشهور انبثقت عن الحاجة لوجود منشور ورقي يهتم بالفنان التشكيلي العربي و يسهم و لو بجزء بسيط في نقل أعماله للمتلقي أينما كان و حيثما وجد، فالمهرجانات التشكيلية العربية تقتصر في الغالب على كبار الفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى أن الكثير من المعارض لا يستطيع العديد من الفنانين المشاركة فيها بسبب عدم توفر الدعم المادي الكافي لنقل المشاركين للبلد المستضيف زد على هذا إشكالية نقل الأعمال الفنية و غيرها من العوائق التي تحول دون المشاركة، و لقد رأينا مؤخرا ظهور نوع جديد من المعارض يعتمد في الأساسي على الصور الفوتوغرافية للعمل الفني حيث يتم إما عرضها داخل أروقة المعارض أو سحبها و تكبيرها و تعليقها بأسماء أصحابها، كما شاهدنا الطرق غير المحبذة التي تسلكها بعض الجهات المنظمة لهذه المعارض حيث يتم دفع قيمة مالية لمن أراد المشاركة و حجز مساحة لعرض أعماله و للأسف برامج عديدة تنتهج هذه الطريقة في تنفيذ المعارض سيما غير المحلية، و من هنا دبت الحماسة فينا للتفكير بشكل جدي في سبيل أخرى لإيجاد عمل يكون بمثابة المعرض المتنقل للوحة الفنة العربية”.

و أكدت بن هيبة أن:” بحسب علمي أن أوكر هي أول مطبوعة ورقية تعنى بالفن التشكيلي تجمع كل العرب، و اقترحت أن تكون جريدة ورقية لا مجلة تجمع كل ما يندرج تحت مسمى الفنون التشكيلية، الفكرة جاءت امتدادا لعمود صحفي ينشر أسبوعيا عبر أديم صحيفة برنيق تحت عنوان همسات ريشة و لاحظت من خلاله أن المساحة لا تكفي أحيانا لنشر القراءات النقدية إلى جانب اللوحات مما يفقد القراءة قيمتها في غياب العمل، فجاءت الفكرة الخجولة و قمت بعرضها على عدد من الزملاء التشكيليين العرب فتلقفوها بالود و الترحاب”.

و أردفت قائلة: ” كما أن الفن التشكيلي لا يلقى اهتماما واسعا لدى الجهات الإعلامية المقروء منها أو المسموع على حد سواء، و لقد عرضت الفكرة الخجولة على عدد من الزملاء في الوسط التشكيلي و قد احتضنوها مما شجعني على طرحها أمام الجميع، و لقد رفعنا دعوة لعدد جيد من الفنانين التشكيليين للمساهمة معنا في إثراء المطبوعة التي أردناها أن تكون نافذة نطل من خلالها على اللون، و نفتح من خلالها آفاق أوسع و أرحب في نشر هذا الفن و التعريف به و بمدارسه و الارتقاء بالذائقة البصرية و التذوق الجمالي للأشياء من حولنا، بالإضافة إلى نقل نشاطات و أخبار الفنانين التشكيليين للساحة الثقافية عن طريق التعريف بالفنانين و بأعمالهم”.

و أشارت بن هيبة إلى أن:” هذه المطبوعة طبعا تعتبر رهينة الظروف المادية فكما نعلم بأن الفن التشكيلي يعتمد على اللون و هو بالضرورة يحتاج إلى معايير عالية للتنفيذ من حيث نوعية الورق لضمان جودة الصورة و حتى لا نبخس الحق الفني للوحة أي فنان، وبعد إتمام الإجراءات القانونية الخاصة تمكنا من الحصول على رخصة من قبل الهيئة العامة للثقافة و الإعلام و المجتمع المدني التابعة للمؤقتة و الذي بموجبه تمكنا من مزاولة النشاط الصحفي، إلا أن غياب الجهات الداعمة و الممولة لهذا المشروع حال دون السحب الورقي لهذا العدد، لكن بعد إعلاننا اليوم لهذا الخبر تلقينا العديد من التعزيزات المادية التي من شأنها أن تساهم في السحب الورقي في العدد القادم بإذن الله، كما تلقينا عددا من المراسلات من تونس و سوريا و العراق و غيرها مفادها فتح فروع عربية لأوكر لنشر و توزيع الجريدة في مختلف أنحاء البلاد العربية”.

و لفتت إلى أن:” لقد حددنا عيد الفطر موعدا لإطلاق هذه الدورية لكننا لم نفعل و ذلك إيمانا منا بأن الناس لا ينظرون إلى الوقت الذي ينجز فيه العمل بل ينظرون إلى خلاصته و جودته دائما، و لأن الأمر كذلك لم نرد الاستعجال في الانطلاق حتى نقف على قاعدة سليمة و أرضية صلبة تضمن لنا البقاء فالاستمرار أصعب بكثير من الانطلاق”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق