المشير حفتر ينتزع دعما سياسيا روسيا غير مسبوق
انتزع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي دعما سياسيا روسيا غير مسبوق، وذلك في الوقت الذي تسارعت فيه التحركات السياسية والدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي بحثا عن حل للأزمة الليبية التي دخلت في مأزق جديد بانتهاء مدة العمل بمُخرجات اتفاقية الصخيرات التي أتت بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
وفي تصريح رجح مراقبون أن تكون له تداعيات سياسية لافتة على مجرى الحراك المحيط بملف الأزمة الليبية، اعتبر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر “يجب أن يشارك في إدارة ليبيا”.
وقال في حديث بثته وكالة “بلومبرغ” الأميركية، “نحن على ثقة بأن الليبيين يجب أن يصلوا إلى توافق حول مشاركة خليفة حفتر في قيادة البلاد الجديدة”، مشيرا إلى أن حفتر يُحارب بنشاط مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، ويُساعد الحكومة في استعادة السيطرة على مواقع الصناعة النفطية.
وأضاف “لا شك أن حفتر هو شخصية سياسية وعسكرية رئيسية”، ثم انتقد سياسة المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر الداعمة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي دخلت علاقتها مع المشير خليفة حفتر في طريق مسدود.
وشدد على ضرورة أن يتوقف كوبلر فورا عن أي جهود للتوصل إلى اتفاقيات منفصلة مع فصيل سياسي معين في ليبيا دون بقية اللاعبين الأساسيين على الأرض، باعتبار أن مثل هذا الموقف “لا يساعد في تقدم العملية السياسية”.
وتابع قائلا في إشارة إلى حكومة فايز السراج، إن “الحكومة المفوضة من الأمم المتحدة غير فعالة، وهي رغم الاعتراف الدولي بها، لم تصبح حكومة وطنية حقيقية، ولا يمكن أن تعمل بشكل ملائم لأن نطاق سيطرتها لا يتعدى مساحة صغيرة”
ولكنه أكد في المقابل أن روسيا تقيم اتصالات مع كل الأطراف في ليبيا بما في ذلك مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ونائبه أحمد معيتيق.
ورأى مراقبون أن هذا الموقف السياسي الروسي يعكس تطورا جديدا قد تكون له تأثيرات مباشرة على المشهد السياسي الليبي، حتى أن وكالة “بلومبرغ” اعتبرت في تعليقها على هذا الموقف الجديد، أن روسيا “تضع ثقلها خلف المشير خليفة حفتر، وتدعم حصوله على دور في قيادة ليبيا”. وذهبت إلى حد القول إن تصريحات غاتيلوف هي “دليل قوي على تأييد روسيا للمشير خليفة حفتر، وقد تُعقد الجهود الغربية لمساعدة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المدعومة من الأمم المتحدة”.
وربطت هذا الموقف السياسي الروسي بتغيّر موازين القوى في سوريا، حيث قالت إن “الدور الذي تقوم به موسكو في ليبيا جاء بعد أن ساعدت في تغيير الموازين في الحرب السورية بتدخلها العسكري لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، ويأتي في إطار سعيها إلى استعادة نفوذها السابق في الشرق الأوسط إبان فترة الاتحاد السوفياتي”.
ومع تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول الرفع من مستوى العلاقات مع روسيا، توقعت وكالة “بلومبرغ” الأميركية تقاربا في وجهات النظر ومصالح كل من موسكو وواشنطن في ما يخص ليبيا.
ولا يستبعد المراقبون أن تتمكن روسيا من إيجاد موطئ قدم لها في شرق ليبيا بعد انتصارها العسكري في مدينة حلب السورية، حيث تعمل منذ أكثر من عام على تعزيز مواقعها في الشرق الليبي لبناء تحالفات تزيد من فرصها للعودة بقوة إلى الساحة الليبية.
وكان المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي قد زار العاصمة الروسية موسكو عدة مرات كان آخرها في شهر نوفمبر الماضي، حيث التقى خلالها بوزيري الخارجية سيرجي لافروف، والدفاع سيرجي شويغو، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.
ولم تتسرب عن تلك اللقاءات في روسيا أي معلومات، ومع ذلك رحب اللواء عبدالرازق الناظوري قائد أركان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بالتعاون مع روسيا، وجدد انتقاداته لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، وكذلك أيضا المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر.
ونفى في حديث بثته قناة “ليبيا” ليلة الاثنين-الثلاثاء، أن يكون الجيش الليبي بقيادة حفتر قد تلقى أي دعم من روسيا، مشيرا في هذا السياق إلى أن “زيارتي حفتر إلى روسيا خلال شهر يونيو ونوفمبر الماضيين هدفهما التنسيق، لكن حتى الآن لم يصلنا شيء منها”.
ولم يتردد اللواء عبدالرازق الناظوري في اتهام فائز السراج ومارتن كوبلر بأنهما “لا يستطيعان النزول إلى شوارع طرابلس”، مؤكدا في نفس الوقت أن في ليبيا جيشا واحدا وهو موجود في الغرب والجنوب والشرق، وقد تمكن من تحرير الموانئ والحقول النفطية، و“قريبا سيحرر الجفرة ثم طرابلس”.
- العرب اللندنية