مقالات

السابع …. حسابات خاطئة !!!

بقلم : خالد المجبري

على وتر معاناة الناس ونغمة محاربة الفساد عزف قادة اللواء السابع مقدمة تدخلهم العسكري في طرابلس ، ويبدو أن حسابات هؤلاء القادة كانت تصب إلى ناحية أن الحسم سيكون سريعا الأمر الذي كانوا يتوقعون معه أنهم سيحتفلون بنصرهم وسيطرتهم على العاصمة بعد بضعة أيام ؛ أي في الأول من سبتمبر .
وهذا التاريخ يجيب عن السؤال الذي أثير عن هوية مكونات هذا اللواء وهويته .
ومن الواضح وحسب مجريات الأحداث أن قراءة هذا اللواء للمشهد لم تكن صحيحة أبدا .
فأولا : يبدو أنهم كانوا يعتقدون أن مجرد بداية الحرب تحت تلك الشعارات بالإضافة إلى تخليص العاصمة من الميليشيات المسلحة سوف يحرك الشارع الطرابلسي معهم ، وهنا هم قد جهلوا أن تلك الميليشيات تتمتع بحاضنة شعبية داعمة كل واحدة في منطقتها من العاصمة على اعتبار أنها صارت توفر الحماية والخدمات والمصالح لتلك الفئة من الناس ــ طبعا باستثناء أهل طرابلس الأصليين الذين صاروا مع الوقت أقلية .
ثانيا : عدم توضيح هوية هذه القوة الزاحفة وطبيعة تحالفاتها مع حملها لبعدٍ مناطقي وعشائري (ترهونه ) من خارج طرابلس جعلها في موضع التشكيك وعدم الثقة ، بل والعداء لها .
ثالثا : عدم إعطاء النفوذ الغربي ــ وخاصة الإيطالي ــ حقه من الاهتمام إلى ناحية عدم رغبته في أن يرى معارك حقيقية في طرابلس قد تزعزع استقرارها وتقلب موازين القوى فيها ، بالإضافة إلى إمكانية تأثيرها أمنيا على الجوار الليبي من ناحية الغرب .
ولهذا فإن خلاصة ما جرى وتداعياته هي الآتي :
1- عدم السماح بالحسم العسكري في طرابلس ، وهي رسالة موجهة للقوى في الغرب الليبي وكذلك للقوى في الشرق الليبي . ـ ولا بأس من حدوث مناوشات مسلحة في بعض المناطق من العاصمة تنتهي إلى لا شيء .
2- عدم السماح بإنهاء حكومة الوفاق ونفوذ فائز السراج والإبقاء عليه في حده الأدنى على الأقل .
3- تغليب رؤية ايطاليا حول الانتخابات البرلمانية والرئاسية مما يعني عدم إمكانية إجرائها ، على الأقل في موعدها المعلن ؛ العاشر من ديسمبر .
4- بقاء الأمور على ما هي عليه لعدم قدرة الأطراف الأوربية على الحسم وتمرير أجندتها على الأطراف الأخرى إلا إذا تدخلت أمريكا بضغطٍ مباشر أو باستعمال الأمم المتحدة .
5- فشل اللواء السابع في تنفيذ أجندته سيجعله تفاديا للتفكك والمحاسبات الداخلية يفتعل بعض المواجهات المحدودة هنا وهناك ، وحتى على بعض أطراف العاصمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق