
الوكيل المساعد لجامعة عمر المختار درنه د. جبريل الديباني: تنظيم الدولة داعش اعتبروا بعض الكليات محرمة شرعا ويجب إلغائها
مرت مدينة درنة بالعديد من الأحداث والخطوب الجلل التي أثرت علي المدينة وأهلها كما أثرت علي سير عمل المصالح الحكومية ومن هذه القطاعات التي نالها نصيب من التعطيل والتأجيل والتوقف جامعة عمر المختار درنة والتي مرت بعدة مشاكل وضغوطات سواء من تنظيم الدولة او مجلس الشوري وللوقوف علي حقيقة الأمر أجرينا اللقاء مع وكيل الجامعة الدكتور جبريل الديباني الذي استقبلنا بمكتبه ليجب عن بعض تساؤلاتنا.
س: في البداية عرفنا بجامعة عمر المختار فرع درنه وما تحوي من اقسام وكليات ؟
جامعة عمر المختار فرع درنة هي احد فروع جامعة عمر المختار التي تشمل جامعة البيضاء والقبة ودرنه ، الفرع في درنة يتكون من الكليات التالية ( كلية الآداب والعلوم – الطب البشري – الصيدلة – التربية – الهندسة – الاقتصاد – كلية القانون ) وكلية نوعية هي الوحيدة في المنطقة الشرقية هي كلية الفنون والعمارة بالإضافة إلي فرع من كلية الموارد البشرية أي ما يقارب الثماني كليات تقريبا .
س: كيف كان تدخل تنظيم الدولة في الجامعة وكيف تصرفتم معه ؟
فرع الجامعة مر بعدة تطورات كان أبرزها عام 2014 عندما سيطر تنظيم الدولة داعش علي المدينة وتعرضنا لعدة ضغوطات اضطررنا علي أثرها إلي إيقاف الدراسة نظرا لتدخل هذا التنظيم في المناهج التعليمية فقد اعتبروا بعض الكليات هي كليات محرمة شرعا ويجب إلغائها مثل كلية القانون وبعض مناهج كلية الاقتصاد كالضرائب والعلوم الإنسانية كعلم النفس والاجتماع والفلسفة هي قمة الكفر وتعتبر تدخل سافر في ملكوت الله حسب ما يعتقدون ويرون أنها تدخل في صبغة الله في البشر وأيضا بعض تخصصات كلية الطب رأوا أنها يجب أن تقسم إلي تخصصات مذكرة وتخصصات مؤنثة .
حقيقة كان الوضع سيء جدا ولكن الحمد لله رب العالمين ثبتنا الله ضدهم وقدنا الفرع إلي بر الأمان وأوقفنا الدراسة إلي عدة أسباب منها عدم وجود أعضاء هيئة تدريس فلم يكن لديهم وسيلة ضغط علينا كافية لاستمرار الدراسة .
س: متي تركتم مقر الجامعة في الفتائح ؟
تركنا مقر الفتائح بعد سيطرة التنظيم عليه ولكن بحمد الله لم يستولوا علي أي مقرات للجامعة داخل المدينة كمجمع شيحا وكلية الطب وكلية التربية وذلك لتواجدنا المستمر بتلك المقرات في تلك الفترة وتم الإيعاز لعمداء الكليات بالتواجد والتحجج بعدم وجود أعضاء هيئة تدريس كي لا تستمر سيطرتهم علينا بعد ذلك تعرضت المدينة لسيطرة مجلس الشوري إلي عدة ضغوطات من بينها انهم تسببوا في حصار المدينة مما تعذر علي أعضاء هيئة التدريس القاطنين خارج المدينة من الوصول للجامعة لكن بفضل همة الرجال الذين وقفوا معنا من أعضاء هيئة التدريس حيث أصبح الأساتذة يدرسون أكثر من كورس لتغطية النقص حيث تم تغطية ما يقارب 80% من النقص وترحيل بعض المواد إلي السنوات التي بعدها لعدم وجود أساتذة لتدريسها .
س: ما المشاكل الاخري التي عاني منها الفرع ؟
طبعا الفرع عاني في التجهيزات لصعوبة وصولها للمدينة والحقيقة ان الإدارة العامة للجامعة وقفت معنا وهذا حق يجب ان يقال للتاريخ فقد وقفت الإدارة معنا بما أمكن من قرطاسيه وأثاث فكما نعلم ان المدينة تعرضت لوجود بوابات كثيرة وكان الوصول للمدينة غاية في الصعوبة ولكن بالمراسلات إلي الجهات المختصة سمحت لنا بدخول ما يصلنا من الإدارة .
س: كيف استطعتم نقل العدد الكبير من الطلبة من مختلف الكليات من مجمع الفتائح إلي مقرات داخل المدينة ؟
بعد خروج مجمع الفتائح عن الخدمة وكان يضم اربع كليات يعني ما يقارب من أربع ألاف طالب تم إنزالهم إلي مجمع باب شيحا الجامعي وكلية التربية والطب وأصبح هناك ازدحام شديد والدراسة تبدأ 9 صباحا حتي السادسة مساء لأننا نستغل كافة قاعات الدراسة وهذا الأمر تسبب في إرباك شديد جدا نظرا لان بعض الكليات مثل كلية الآداب تحوي عدد كبير جدا من الطلبة والقاعات لم تعد تستوعب تلك الأعداد ناهيك أن مجمع الفتائح كان يحوي ما يقارب ال 70 قاعة ويحوي أكثر من 12 معمل للعلوم و6 إلي 7 معمل من معامل الهندسة وكلية الصيدلة وأصبح الإرباك واضح خاصة في التخصصات التطبيقية التي تحتاج إلي وجود معامل لكن الحمد لله حاولنا بقدر الإمكان تسيير الأمور .
س: رغم اعلان التحرير الا ان الجامعة ما تزال تعاني من نقص في اعضاء هيئة التدريس فما السبب ؟
إلي الآن مازلنا نعاني من نقص أعضاء هيئة التدريس وذلك انعكاس لوضع البلاد الاقتصادي لان الجامعة لم تستلم ميزانية منذ عام 2013 ونحن احد فروعها وبالتالي أصبحت التعيينات تحتاج إلي موافقة الحكومة التي أعطت إيعاز بوقف التعيينات لعدم وجود ميزانية .
كان لدينا كثيرا من النقص في الكليات التطبيقية وذلك راجع لخلل في التوزيع لان هناك أعضاء هيئة تدريس تم إيفادهم للداخل والخارج في وقت واحد مما تسبب في إرباك وأصبح الموفد للخارج يترك ويرجع في وقت ما بسبب عدم وجود تفويضات مالية ثم يترك مرة اخري ويرجع للدراسة ولكننا ننتظر عودة الكثير من أعضاء هيئة التدريس بعد استكمالهم لشهاداتهم العليا ورجوعهم إلينا لتغطية النقص كما قامت الجامعة بتعيين معيدين في جميع التخصصات والكثير منهم رجع بعد استكمالهم لدراستهم
ما اكبر المشاكل التي تعاني منها جامعة عمر المختار فرع درنه ؟
ان اكبر عائق او مشكل يواجهنا هو الصرف المالي فقطاع الجامعة قطاع خدمي وليس إنتاجي والتغطية المالية بصراحة دون المستوي فالجامعات ليست فقط دروس فهناك أبحاث ومؤتمرات فالجامعات في كل دول العالم هي بيوت خبرة فيها متخصصين في مختلف العلوم وبالتالي الحكومات في العالم او المجتمع يلجأ إلي الجامعات في المشورة وإبداء الرأي في المشاكل سواء بيئية او صناعية او زراعية ونلاحظ أن الجامعات تحوي العديد من حاملي الشهادات العليا والذين قاموا بأبحاث فترقية عضو هيئة التدريس تحتاج إلي قيامه بتقديم عدد من الأبحاث حتي يتم ترقيته وبالتالي الدعم المالي هو عصب العمل الجامعي بشكل عام وبشكل أساسي جامعتنا لم تستلم أي ميزانية حتي ميزانيات البحث العلمي والمؤتمرات فانا شخصيا منذ عام 2013 لم أشارك في أي مؤتمر خارج البلاد لعدم وجود تغطية مالية وحتي عمليات الصيانة والتطوير لم تتم في ظل ازدياد عدد الطلاب الخريجين من الثانويات فلم نقم بصيانة القاعات او تجهيزها لاستيعاب الطلبة الجدد
س: هل الطالب في جامعة عمر المختار عاني من التقصير من جهتكم هل حقا ظلم ؟
نحن نشعر بظلمنا للطالب خاصة في عدم قدرتنا علي العطاء بالقدر الذي ينال رضانا ان العملية التعليمية في الجامعة أساسها الطالب فالطالب عندما لا يجد المعمل كما يجب ان يكون فكيف له ان يدرس ويفهم بشكل جيد وقد راسلنا ولكن الكل يتحجج بعدم وجود الدعم الكافي وهذا الأمر ليس في درنة فقط ولكن أيضا في جامعة البيضاء بالإضافة إلي حاجتنا المستمرة للقرطاسية او مواد المعامل والتجهيزات بصفة عامة الأمر برمته يحتاج إلي ميزانية سنوية .
س: لماذا لم تنفصل جامعة درنة إداريا وماليا كما سبقتها إلي ذلك جامعة طبرق ؟
كما قلنا سابقا مدينة درنة مرت بعدة مراحل هذه المراحل أثرت في مقدرات الجامعة في درنه من فقد المقرات وصعوبة مجيء هيئة التدريس والموظف المقيمين خارج المدينة كل ذلك أثر تأثيرا كبيرا أضف إلي ذلك ان انفصال الجامعة يترتب عليه اعداد ميزانية والميزانية من عام 2013 لم تتحصل عليها جامعة عمر المختار فمن الشك ان تحصل جامعة عمر المختار فرع درنة علي ميزانية فالميزانية ليست مرتبات فقط الميزانية بها باب أول وثان وهي معروفة وكلا متصل بالأخر فعند عجزي عن بناء وعن صيانة وتجهيز معامل الكليات فان عملية الفصل عملية عبثية نحن علي الأقل الان الدارة العامة بجامعة عمر المختار عندما تحصل علي الدعم المالي بطريقة او بآخري فان نصيبنا يكون موجود ويحال إلينا فكل اجتماع دوري يتم الاتفاق علي توزيع ما تحصل عليه الإدارة ويصلنا حقيقة ما يعيدوننا به ، ان وضعنا المادي حاليا في جامعة عمر المختار درنه سيء جدا فانفصالنا يعني ان الجامعة تصبح جامعة جديدة ويجب ان يكون لها مراقب مالي منفصل وخزينة وحساب فهل ظروف الدولة الآن تسمح بذلك أضف إلي ذلك اننا في مرحلة لملمة الجراح بعد تحرير المدينة والانفصال يحتاج إلي وقت ويحتاج إلي ان تستعيد مقراتنا وصيانتها فطالما تبعيتنا لجامعة البيضاء فالجامعة ملزمة بكل ما سبق .
وعندما نجمع قوانا وننظم أمورنا الفصل أتي لا محالة فجامعة درنة في السابق كانت جامعة منفصلة فالعودة إلي ما كانت عليه أمر واقع وانفصالنا يجب ان يكون علي أساس فالوزارة لك توافق علي الانفصال ستقوم بزيارة لتري ما لدينا وما نملك من قدرات لأجل الانفصال وعندما لا تجد لدينا مقدرات سيكون الأمر مجرد عبث .
جامعة طبرق او المدينة في حد ذاتها لم تتعرض لما تعرضت له مدينة درنة وربما ظروفهم ومقدراتهم سمحت لهم بالانفصال ولكن في درنة لا نري ذلك حقيقة حتي يكون أساسنا قوي ابتداء من مقدرات الجامعة وانتهاء بخريج الجامعة من الطلاب الذين يجب ان يكونوا قد اخذوا التعليم الجامعي بطريقة مرضية وله سمعة طيبة ونحن حاليا لسنا في حاجة إلي الفصل .
س: متي ستتم العودة إلي مقر الجامعة بمنطقة الفتائح ؟
استلمنا مقر الفتائح ولا يمكن التدريس فيه وقد قمنا بمقايساتنا وقد زارنا السيد وزير التعليم في الحكومة المؤقتة وأطلعناه علي كل النواقص وقد وعد وعدا جديا واخبرنا بوجود لجنة أزمة في الحكومة المؤقتة وستتم معاملة جامعة درنه مثل ما تم مع جامعة بنغازي والحمد لله جامعة درنة ليس بها مقرات مهدمة وانما وبعد التحرير تحتاج إلي إعادة تأهيل فمنذ عام 2014 خرجنا ووجدنا الان ان القيمة التي تحتاجها الجامعة لإعادة تأهيل المقر لن تتجاوز الثلاث إلي اربع ملايين ونحن ننتظر وعود التنفيذ وقد طالبناهم بسرعة الانجاز حتي يتسنى للكليات المهجرة ان تعود لمقراتها وتستأنف عملية التدريس
س: ستستمر الدراسة في أماكنها إلي حين اتمام عملية صيانة مجمع الفتائح فمت يستبدا الدراسة التي توقفت بسبب الحرب ؟
في واقع الأمر عمداء الكليات ورؤسائها اجتمعنا أكثر من مرة وهم الآن علي أهبة الاستعداد لبدأ عملية الدراسة وقبل عملية التحرير العديد من الكليات كانت تستعد للامتحانات الجزئية وبعضها امتحانات الدور الأول والبعض الأخر للدور الثاني وذلك نظرا لاختلاف نظام الدراسة في كل كلية ووجد عمداء الكليات ان الدراسة يجب أن تبدأ الا أننا ننتظر الرد من بعض الجهات المعنية للسماح ببدء الدراسة من الناحية الأمنية تحديدا وقد وعدونا بأنهم سيبلغوننا رسميا بذلك ونحمد الله ان عدد المهجرين ليس كثيرا وبعون الله ان إيقاف الدراسة لن يتجاوز شهر سبتمبر ان شاء الله .
س: هل تعترفون بالتقصير من جهتكم اتجاه الطالب والأستاذ ؟
لا نخفي ولا ننكر ان هناك تقصير من جامعة عمر المختار اتجاه الطالب والأستاذ ولكن إذا نظرنا إلي المشاكل سنقف في مكاننا يجب ان نستفيد من وقت الدراسة الجامعية ونشحذ الهمم سواء من الأستاذ او الطالب ونطلب منهم الصبر فعضو هيئة التدريس نعترف بتقصيرنا اتجاهه فهو لا يستلم مستحقاته في وقتها وهذا أمر يؤلمني حقيقة فأنا قبل كل شيء عضو هيئة تدريس ولكن الظروف هي السبب ونسأل الله أن يوحد البلاد ويهدي العباد .
حاورته : مراسلة الصحيفة بمدينة درنة
خاص برنيق