
عميد بلدية درنه “عبد المنعم الغيثي”: أوضاع المدينة جيدة و مظاهر الدولة تبرز والوضع يبشر بمستقبل يسوده الأمن وأطلب من أهل المدينة الصبر فالقادم أفضل
حاورته : مراسلة صحيفة برنيق – درنه
إنه لمن المفرح حقا ان يتقلد شباب مناصب قيادية في الدولة بل ويثبتوا حقا انهم أهلا لتلك المراكز ويثبتوا جدارتهم في خدمة وطنهم ، عميد بلدية درنه شاب منذ تقلده منصب عميد لبلدية المدينة منذ ستة أشهر قدم الكثير من الانجازات بحسب سكان المدينة بالإضافة إلي حل العديد من المشاكل في أزمة الحرب التي شهدتها درنه .. و حول كل ذلك كان لصحيفة ( برنيق ) حوار معه للحديث عن وضع المدينة الامني و الخدمي و الاقتصادي ..
درنه التي عاشت العديد من السنوات خارج سلطة الدولة خاضعة لمليشيات ايدلوجية مفهوم الدولة ليس من ضمن افكارها فأنتج ذلك لدي بعض المواطنين اختلاطا لمفهوم البلدية .. فلا يعلمون معني بلديه وما مهام عملها ولا اختصاصها وهل يشبه عملها ما كان سابقا يسمي ” الشعبية ” أم لا وما الذي يقدمه عميد البلدية ومتى يلجأ المواطن إلي البلدية وما علاقة البلدية بالجهات الحكومية الأخرى وهل تملك البلدية سلطة اتخاذ القرار وما الحلول التي وضعتها البلديه لمن فقد او تضرر منزله بسبب الاشتباكات وهل سيتم تعويضهم وماذا عن النازحين خارج المدينة هل تتكفل الدولة بمصاريفهم كل هذه الأسئلة وغيرها في لقائنا مع عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي .
– في البداية أستاذ منعم نريد معرفة المواطن ما معني عميد بلديه وما هي اختصاصات هذه الجهة ؟
– البلدية لها شخصية اعتبارية مستقلة ترصد لها ميزانية من قبل وزارة الحكم المحلي بناء علي عرض من وزارة الحكم المحلي للمخصصات المخصصة لمجموعة من البلديات ولها عدة اختصاصات اهمها الاهتمام بالشأن المحلي للمدينة أو المنطقة كمتابعة قطاع التعليم والإشراف عليه متابعة قطاع الشباب والرياضة متابعة جهات الامن كمديرة الأمن والحرس البلدي كما تتابع الشركات العاملة في المدينة كشركة الخدمات والأشغال العامة وهي عدة تخصصات مشمولة بشكل تفصيلي في القانون 59 ولكن في الوقت الحالي كنشطاء في السياسة والقانون نري أنه يجب تعديل القانون 59 بحيث تكون البلدية أو المحافظة لها شخصية اعتبارية قولا وفعلا ولها ذمة مالية مستقله .
– من يقوم بإصدار قرار تكليف عميد للبلدية ؟
– أنا مثلا مكلف بناء علي تعليمات السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الحكم المحلي بالتوافق مع الحاكم العسكري والمهام المسندة إلي مهام عميد ومهام رئيس مجلس بلدي أي اتخاذ واصدار قرارات تخدم المدينة والمواطن و البلدية هي من تقيم أداء هذه الجهات العامة وتصدر قرارات عند تقصيرها .
– هل الجهات التي تخاطبونها داخل المدينة ملزمة بتنفيذ قراراتكم ؟
– نعم الجهات ملزمة بتنفيذ ما نقره عليها فعلي سبيل المثال مسئول الصحة عندما نجد أنه مقصر في أداءه فنحن من نقيمه ونكتب مستند لوزير الصحة ليتم استبداله بشخص آخر أكثر كفاءة فالسلطة المحلية قوية في مؤسسات البلدية .
– كيف هي العلاقة بين البلدية والمواطن ؟
– لقد قمت باستحداث إدارتين بموجب الاجتهاد الشخصي نظرا لظروف درنة وتم عرضهم علي السيد وكيل الحكم المحلي وتم وضعهم بشكل غير رسمي في الكادر الوظيفي إلي حين يتم اتخاذ شكل قانوني للإدارتين والإدارتين هما إدارة حقوق الإنسان ومكلف بها محاميون ووظيفتها رصد الأخطاء التي تنتهك حقوق الإنسان سواء كانت من جهة عامة أو خاصة أو من شخص لشخص أو حتي من الأطراف المتحاربة والإدارة الثانية إدارة النازحين والمهجرين وهي تعني بمشاكل النازحين والمهجرين فنحن بطبيعة الحال نعرف أن هناك تغير بعد عملية الكرامة فهناك من لديه ثأر وهناك أناس لا تقبل أن يظل القاتل في المدينة فهولاء بعد خروجهم من درنة ينطبق عليهم وصف المهجرين ومنهم من لا يملك قوت يومه واختصاص هذه الإدارة التنسيق والتنظيم لهم . البلدية لم تخصص لها ميزانية حتي الآن ونعمل من خلال علاقاتنا الشخصية .
– ما المشاكل التي واجهتكم في عملكم كعميد بلديه ؟وكيف تغلبتم عليها ؟
– قلة الإمكانيات لم ترصد للبلدية ميزانية خاصة وإنما ميزانية تسيريه لا تتعدي 200 ألف ومازالت إلي هذا الوقت لم تدخل في حساب البلدية نظرا لمشاغلنا ومشاغل القسم المالي وفريق العمل وعملنا حتي الآن مبني علي العلاقات الشخصية واحترام الوزراء لنا واحترام الطرف الأخر وتعاطفهم وتفاعلهم مع أزمة درنة فعلي سبيل المثال رئيس الهيئة العامة للموارد المائية صديق وقد استفدنا من خدماته في دخول المياه للأحياء والمناطق المحررة وأيضا وكيل عام الاقتصاد وهو ابن درنة وصديق وقد قدم لنا الكثير في محنة درنة من دخول الدقيق لما يقارب 24 مخبزا أثناء الحرب مما سمح للمخابز بالعمل في المناطق المحررة وبالنسبة للكهرباء أيضا فلدينا شخصية ناشطة الأستاذ جويدة الحرير مدير إدارة التوزيع في درنه . فقد شكلنا لجنة اعتمدنا فيها علي الصفات وليس الأشخاص حيث اخترنا المهندس جويدة الحرير ان يكون رئيس للجنة باعتبار ان لديه إمكانيات هذه الإمكانيات قدمت له ميزة عن الآخرين عن مسئول الاقتصاد عن مسئول الخدمات الطبية عن مسئول محطة التحلية فلديه آليات ووسائل نقل بالإضافة إلي تميزه بسرعة التنقل والحركة وكذلك له رأي في صنع القرار مع الجهة التي يعمل بها فهو عضو في لجنة الكهرباء علي مستوي ليبيا وقد ساعدنا في كل ما يخص الكهرباء بالمدينة فقد عملنا بالتنسيق والتنظيم والتوجيه وهي أساسيات عمل البلدية بالإضافة إلي أعضاء اللجنة الآخرين كمدير التحلية والمحطة البخارية ومراقب الخدمات الطبية لتسهيل عمل دخول الدواء للمستشفي وجهاز الإسعاف والطوارئ واعتمدنا أيضا علي مدير الدفاع المدني هذه اللجنة تكونت بعد تأسيسنا للقواعد الأساسية فشكلنا غرفة عمليات وكنت متواجد بمدينة البيضاء وهذه الغرفة مكونة من مسؤولين لهم رأي في صنع القرار داخل الجهات التي يعملون بها فاخترنا من وزارة الاقتصاد الدكتور صهيب بوشيحة ومن الهيئة العامة للموارد المائية اخترنا الزير نفسه ومن رئاسة الوزراء اخترنا السيد رضا الفريطيس ووكيل عام الصحة الأستاذ سعد عقوب وكلف مندوب عنه . هذه الغرفة تميزت بإصدار تعليمات فوريه وقاطعة بعد التشاور وتنظيم العمل ووظفنا عملنا في ثلاث عناصر رئيسه (الماء – الغذاء – الدواء ) والحقيقة اللجنة بكل أعضائها كانوا في الوقت وبذلوا مجهود كبير وقدموا لدرنة الكثير فنحن عندما نفكر منذ دخول الجيش وبداية الاقتتال في درنة لم ينقطع الماء إلا في بعض المناطق ولمدة ثلاث أيام فالسر في ذلك أن هناك قيادة وان هناك غرفة عمليات تشرف وأيضا الكهرباء غرفة العمليات التي أسستها كنت متواجد في مدينة البيضاء أذلل لهم الصعاب أمام الوزارات والجهات العامة والمعنية وذات العلاقة وهم يعملون داخل المدينة كما ان من مهام اللجنة صيانة الخطوط الكهربائية وإزالة المخلفات .
– هل تم حل مشاكل شركة الخدمات ؟
– شركة الخدمات يعاني كادرها الوظيفي من عدم الانسجام ولديها مشاكل مع مديرها وقد قمنا باجتماع مع موظفيها ومديرها ونحاول التوفيق بينهم لأننا نحتاجهم لتساهم بشكل مثالي في إزالة المخلفات وتنظيف المدينة ونحن كبلدية قادرين علي توفير ما تحتاجه الشركة من وقود وإمكانيات ما يهمنا فقط هو أن يتفاهموا وينسجموا فيما بينهم داخليا .
– هل تم حل مشكلة السيوله في درنة ؟
– اجتمعت مع مدراء المصارف في درنة وقد اتفقنا على آلية ونحن كمدينة درنة وبلديتها نحظى بمكانه عالية واضحة مع الجهات ذات الاختصاص المالي من تفاعلهم معنا وتعاطفهم وتقديرهم لمعاناتنا وقد وعدونا بزيادة سقف السحب للمواطن بصورة شهرية وحتي المواطن الكادح الذي لا يملك رصيد سيتم إعطاءه مبلغ لتسهيل أموره كذلك في هذا الصدد اعتمدنا مندوب عن مصرف ليبيا المركزي وليس مندوب من داخل المصارف وذلك لتسهيل عملية إدخال السيولة المالية .
– تضررت منازل بعض السكان فكيف سيتم التعامل مع هذه المشكلة ؟
– الهيئة العامة للإسكان والمرافق لديها هيئة خاصة بحصر الأضرار الناشئة عن الحروب سواء في بنغازي او درنه وأيضا من مهام لجنة الأزمة داخل البلدية حصر تلك الأضرار ولدينا اتصال بهيئة الإسكان والمرافق وهناك طاقم من المهندسين لديهم خبرة وقد بدؤوا في العمل وبالنسبة لسكان المدينة الذين يستأجرون مساكن لهم من المؤكد ان الدولة ستقف إلي جانبهم إلي حين إصلاح منازلهم وعلي المواطن ان يأتي أولا للجنة الحصر لتوثيق الضرر وفتح ملف وسيتم اجتماعنا بهيئة الإسكان والمرافق في القريب العاجل .
– ما هو دور البلدية فيما يخص الحجيج ؟
– لقد تعهدنا بتقديم الخدمات للحجيج ولو علي حساب أنفسنا واجتمعنا في الأيام القليلة الماضية بمندوب عن هيئة الهلال الاحمر ومندوب الكشافة والمرشدات ومندوب عن تنسيق الحج والعمرة حيث ناقشنا آلية تجهيز حجاج بيت الله وتم الاتفاق علي إصدار قرار إنشاء لجنة للتواصل مع الجهات ذات الاختصاص لتوديع الحجاج واستقبالهم وتم الاتفاق علي عدة إجراءات منها طبع استكرات للحجاج وتوفير مكان الانطلاق والعودة من السفر وتوفير نثرية للإعاشة ونبذل جهدنا كبلدية لتذليل كل الصعاب التي يواجهها حجاج بيت الله.
– كلمة أخيرة لأهالي مدينة درنه ؟
– أطلب من أهل المدينة الصبر فالقادم أفضل ونحن في بلدية درنة موجودين فقط لخدمتهم وبإذن الله ستعود درنة زاهرة وجميلة مدينة الياسمين خلال ثلاثة أشهر لو تمت الموافقة علي الخطة الموضوعة من قبل الجهات المختصة .