
قامات وعاهات !!
بقلم : د. مصطفى الزائدي
فَأَمَّا القامات فذلك النفر الذين ترتفع أطوالهم في سماء الوطن، وتثبت اقدامهم على صخوره ، بما يقدموه من جهود مخلصة لأجله ، يراهم الناس فيعرفونهم ليس فقط من سماتهم بل لمواقفهم وكلماتهم التي تمهد طريق اخراج الاوطان من ازماتها وتجاوز مشاكلها والحفاظ على وحدتها وهيبتها ، منهم من يفعل بالفكر والابداع ومنهم من يسطر بالقلم ومنهم من يبني بيديه ومنهم من يرد الظلم والظلام بسلاحه !!
أمّا العاهات فليس لوصفهم داعٍ ،فهم فيروسات تصيب جسد الوطن لتشله وتمنعه عن الحركة الى الامام ، منهم المزايدون ، الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، فيوهونون من كل جهد وتصيب سهامهم كل مجتهد ، يلقون الكلام على عواهنه ، ولا مكان للفعل في قواميسهم ، بل تملاءها كلمات القدح والسب !!
ومنهم حزب الوضع الراهن بأجنحته المتعددة والمتناقضة والمتصارعة ، الحكومات المنقسمة ، والمجالس المتعددة ، وأبواق هولاء واولئك ، وطبقة الوهميين المعارضين لهم في الهواء ، وجماعات نحن او الطوفان ، بكل الوانهم وشعاراتهم ، قبلية او جهوية او ايديولوجية كانت !! الذين يريدون ان يبقى الحال على ما هو عليه ،لزيادة سلطانهم وإملاء خزائنهم ، وإفراغ الشعارات من مضامينها ، وبالنسبة لهم ، في كل خير !!
ومنهم المرتشون ، جماعة “عاوزها الزاي ” فإن حضروا ملطما تراهم يهللون وإن غابوا تراهم يلطمون ، وإن قيل لهم قولوا قدحا او مدحا ، يتسابقون على نظم كلمات جوفاء ، ولا يتورعون عن تناول الاعراض، وتحليل الحرام وتحريم الحلال !!
ومن العاهات ايضا ، الجاهلون .. بكل أنواعهم ، الجاهل الجاهل، والجاهل الذي يجهل انه جاهل ، والجاهل الذي يتوهم انه علامة خطير !! وفي الجاهلين ملل ونحل !! اذ يمسهم الجهل في مظاهرهم وجواهرهم !!
هكذا الحال ، ليس خاصية الليبيين كما يتوقع البعض لكنه احد نتائج انهيار الدول وشيوع الفوضى !!حدثنا عنه عبدالرحمن ابن خلدون ، ونراه اليوم في كتابات الكتبة المأجورين بأسماء كودية ، وتعليقات السطحيين ، ونسمعه في قنوات المهرج الاوحد وتحليلات مشعودي السياسة !!
فتحية لقامات الوطن وما اكثرهم ،وصبرا فهم المنتصرون للوطن !!
والشفقة على العاهات جميعا !! فهم فقط كمن يحرث في البحر !!
فالإنسان الذي يحتفظ بعقله ، قادر على تجاوز كال الاعاقات !!
المجد للوطن
2018/7/9