اخبار عالمية

بريطانيا تعترف بتواصلها مع أعضاء بـ«الجماعة الليبية المقاتلة» المرتبطة بمنفّذ تفجير مانشستر

اعترفت الحكومة البريطانية بأنها «ربما» تكون قد تواصلت في السابق مع أعضاء سابقين في «الجماعة الليبية المقاتلة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وبمنفّـذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي وأسرته خلال ثورة فبراير 2011.

وفي رد مكتوب أرسل إلى البرلمان البريطاني ونشر قبل رفع البرلمان جلساته بمناسبة عيد الفصح، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت: «خلال الصراع الليبي في العام 2011 كانت الحكومة البريطانية على اتصال على نطاق واسع مع الليبيين المنخرطين في الصراع ضد قوات القذافي. من المحتمل أن يشمل ذلك أعضاء سابقين في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وكتيبة شهداء 17 فبراير، كجزء من مشاركتهم الواسعة النطاق خلال هذه الفترة».

وقال النائب البريطاني عن حزب العمال، لويد راسل مويل، الذي وجه السؤال إلى بيرت: «وزارة الخارجية أخبرتني احتمالية أن يكون لديها صلات بالجماعة الليبية المتمردة والتي حارب في صفوفها منفذ تفجير مانشستر»، وهو ما أكده الوزير المكلف بالسلام وشؤون الشرق الأوسط في حكومة الظل التابعة للحزب وعضو البرلمان البريطاني، فابيان هاميلتون، مطالبًا «الحكومة البريطانية أن تمعن النظر أكثر فيمن تدعمهم وتتواصل معهم، ليس فقط في ليبيا، بل في كل أرجاء العالم».

واعتبر النائب البريطاني مويل أن رد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ترك «أسئلة مهمة» أمام الحكومة للردِّ عليها تتعلق بما إذا كانت سهَّلت سفر العبيدي للقتال في ليبيا.

وقال موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، في تقرير نشره الخميس، إنه اتضح أن العبيدي منفذ تفجير مانشستر الذي وقع في مايو الماضي، عاد إلى ليبيا في 2011 مع والده للقتال مع الفصائل المرتطبة بـ«الجماعة الليبية المقاتلة» إلى جانب قوات أخرى مناهضة للقذافي.

وكشف الموقع أن «أجهزة الأمن البريطانية انتهجت سياسة الباب المفتوح والتي سمحت لليبيين المنفيين والبريطانيين الذين يحملون الجنسية الليبية بالمشاركة في ثورة 2011 رغم أن بعضهم كان قيد الإقامة الجبرية لأسباب تتعلق بمكافحة الإرهاب، فضلا عن دعم حلف شمال الأطلسي، وشنّ بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية لضربات جوية تستهدف قوات القذافي، في صالح الثوار».

حرية التنقل

ذكر مقاتلون ليبيون موجودون في بريطانيا حاليًا لموقع «ميدل إيست آي» أنهم كانوا قادرين على السفر إلى ليبيا دون «طرح أي أسئلة» عليهم منذ تفجير مانشستر، وأن «أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة من المدرسة القديمة» سُمَح لهم بالسفر إلى البلاد.

واعتبر مدير الدراسات الأمنية في المعهد الملكي للدراسات الخارجية، رافايلو بانتوشي، في تصريح إلى موقع «ميدل إيست آي»، أن ذلك الأمر يُظهر «تعقيد» الصراع الليبي. وقال: «إذا كنت تتعامل مع وضع تكون فيه الجماعات المسلحة هي القوى المهيمنة، فأنت مضطر للتعامل معها ولكن في وضع متقلب كما هو الحال في ليبيا».

ونقل الموقع عن معظم بيك، وهو معتقل سابق في «غوانتانامو» زار ليبيا في العام 2011 قوله إن استخدام الحكومة البريطانية ودعمها لأعضاء سابقين في الجماعة الليبية المقاتلة أثناء الثورة الليبية هو «سر معروف على نطاق واسع».

ودلل بيك على ذلك بأن عضوًا سابقًا بـ«الجماعة الليبية المقاتلة» كان في المنفى في برمنغهام في إنجلترا حيث كان وضع الإقامة الجبرية، لكن الحكومة الليبية عينته رئيسًا للفريق المعني بتأمين الشخصيات الأجنبية الزائرة، مضيفًا أن ذلك الشخص أمن زيارات كل من وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلري كلينتون.

 

«جماعة إرهابية»

و«الجماعة الليبية المقاتلة» التي تأسست في العام 1995على يد مقاتلين ناهضوا في الثمانينات احتلال الاتحاد السوفيتي لأفغانستان، كانت على اتصال وثيق مع قادة تنظيم «القاعدة»، والتي انبثقت أيضًا من المعركة نفسها. إلا أن الجماعة عمدت إلى النأي بنفسها عن تنظيم «القاعدة» وأدانت استهداف التنظيم للمدنيين.

وصنفت بريطانيا «الجماعة الليبية المقاتلة» في العام 2005 كجماعة إرهابية، واصفة إياها بأنها تسعى إلى إقامة «دولة إسلامية متشددة» وأنها «جزء من حركة إسلامية متشددة مستوحاة من (فكر) تنظيم القاعدة».

وقال موقع «ميدل إيست آي» إنه رغم حل «الجماعة الليبية المقاتلة» في العام 2010، فإن قادتها الرئيسيين كانوا لازالوا نشيطين في العام 2011 وانضم كثير من أعضائها السابقين لـ«كتيبة  شهداء 17 فبراير»، وهي إحدى القوى الرئيسية التي قاتلت ضد القذافي فيما كانت الثورة تتسارع وتيرتها.

وقال موقع «ميدل إيست آي» إن «الجماعة الليبية المقاتلة» كانت قوة مناهضة للقذافي مهمة في ليبيا في آخر التسعينات إلى أن أُجبر أعضاؤها على الفرار حيث مُنِحوا صفة اللاجئين في بريطانيا.

لكنه أضاف أن أعضاء الجماعة المنفيين وجدوا أنفسهم خاضعين للمراقبة في بريطانيا في أعقاب التقارب بين الحكومتين البريطانية والليبية في العام 2004، والذي أفضى إلى تعاون أكبر بين الأجهزة الأمنية في البلدين.

 

علاقة العبيدي بـ«داعش»

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هجوم مانشستر الذي أودى بحياة 22 شخصًا بينهم أطفال.

وفقًا لموقع «ميدل إيست آي» فقد ذكرت تقارير إعلامية أن سلمان العبيدي كان على اتصال بعبدالرؤوف عبدالله وهو بريطاني من أصول ليبية مسجون  في لندن، بتهمة تجنيد الأشخاص للانضمام لتنيظم «داعش».

وأصيب عبدالله بإصابات تسببت في شلله أثناء قتاله في صفوف «كتيبة شهداء 17 فبراير» في ليبيا.

وقال مصدر أمني للموقع إن المسؤولين البريطانيين كانوا عاجزين عن التعليق على السماح بسفر سلمان وأسرته إلى ليبيا بسبب طلب التسليم الساري لهاشم العبيدي شقيق سلمان، والذي اعترف بمساعدة شقيقه في تنفيذ الهجوم، إذ تريد الحكومة البريطانية محاكمته بتهمة القتل الجماعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق