
أزمة أعلام حقيقي
بقلم : سعيد الصيد
ازمة حقيقية يعيشها الاعلام الليبي لينظم إلى عديد الازمات الاخرى التي لا حصر لها والتي عصفت بالبلاد منذ وقت ليس بالبعيد؟ فالغريب في الآمر أن أساتذة الاعلام الكرام لم يكلفوا انفسهم مجرد التفكير جدياً حول هذه الازمة وما لها من تأثيرات على الرأي العام الليبي رغم ما يعتري مجال الاعلام من شوائب (دخيلة استرزاقية )علقت به متزعمة احقيتها في ممارسة المهنة بموضوعية كما تدعون.. يا من تدرسون مهنة الاعلام .. هناك ازمة حقيقة تتطلب وقفة جدية لنقف على حيثياتها ومسبباتها للأسف الشديد لم نشاهد برامج حوارية وورش عمل علمية تناقش هذه الازمة بموضوعية وحيادية بعيدًا عن النقاشات الجدلية العقيمة …
فمعظم بحوث الإعلام في ليبيا تختار مواضيع قديمة وهشة تعتمد على عينات غير موجودة في أي مجتمع من المجتمعات العربية المتحضرة إعلاميا، وبالتالي فإن نتاجها يكون غير قابل للتطوير الإعلامي خاصة أن جل المواضيع الدراسية قد تغيرت ملامحها نتيجة التطور التكنولوجي السريع في مجالات عدة وأبرزها الإعلام. أم الأمر الأخر هو نقص وغياب التمويل للمؤسسات الإعلامية وبالتالي فإن أغلب الأبحاث التي تنشر هي تعبير عن مجهودات شخصية وإمكانيات محدودة لباحثين شباب يسعون للحصول على الشهادات فقط، ولأن مراكز البحوث العلمية والجامعات لا توفر التمويل اللازم لإجراء بحوث طويلة ومتطورة على مدار سنوات عديدة لا تخلق أعلاما حقيقيا في بلادنا، أما الجهات الخارجية التي تقدم التمويل لإجراء بحوث إعلامية فإنها تضع شروطا خاصة بها وبأجندتها الخاصة، بينما لا تهتم قنواتنا وبقية المؤسسات الإعلامية بإجراء تدريبات ودورات مكثفة لتطوير الأداء الصحفي، والغريب بالأمر أن معظم البحوث تعتمد على أطر نظرية ومناهج وأدوات بحثية متشابهة تستخدم في بحث الظواهر الإعلامية في الصحافة المكتوبة، أي أنهم يستخدمون نظريات ومناهج وأدوات لا تصلح لدراسة الإعلام الجديد، ومع هذا يتسابق الجميع سباق غير مجدي لإنجاز هذه الدراسات ونيل درجات الماجستير، حتى إنك من النادر أن ترى شخص يقوم بالبحث فى تاريخ الإعلام ومستقبله أو مصادر تمويله إلا من رحم ربي.