في حوار معه .. المستشار عقيلة صالح يتحدث عن ترشح سيف الإسلام القذافي و جماعة الإخوان
قال رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إن ليبيا تعول على السعودية في دعم استقرارها وتسريع عمل المبعوث الأممي لتحقيق لم الشمل، مشدداً على أن للرياض دوراً في وحدة الأمة العربية والإسلامية.
وإعتبر المستشار عقيلة صالح في حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية على هامش زيارته للعاصمة السعودية الرياض أن كلاً من قطر وتركيا انتهكتا سيادة ليبيا ودعمتا الفصائل العسكرية الإرهابية.
وفي ما يتعلق بزيارته للسعودية أكد على أنها تصب في تطوير العلاقات بين المجلسين وتوضيح ما يجري في ليبيا فيما يتعلق بالاتفاق السياسي ومحاولة الدعم للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد.
وبخصوص العلاقات السعودية – الليبية أشاد رئيس مجلس النواب بقوتها ومتانتها وأكد حرص القيادة السعودية على دعم الشعب الليبي وتجاوزه لكل الظروف، مضيفاً أن الليبيين يعولون على الدور الفاعل للسعودية والمقبول لدى المجتمع العربي والإسلامي وأن تمارس دبلوماسيتها لمنع تدخل الأجانب.
وأضاف :”الملف الليبي لا يزال يراوح مكانه لأنه لم يحدث ضغط كاف على المبعوث الأممي من قبل المجتمع الدولي حتى ينفذ الاتفاق لأن هناك أناساً داخل ليبيا وخارجها ليس من مصلحتهم استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها وهذا من أسباب مجيئنا للسعودية فنحن نعول على المملكة لكي تساهم بالضغط على المبعوث الأممي وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
رئيس مجلس النواب أبدى تفاؤله باختيار غسان سلامة كمبعوث أممي إلى ليبيا مطالباً إياه بالتسريع في إيجاد حل وتقريب وجهات النظر وتسريع وتيرة عمل لجانه المختصة.
وعن التدخلات القطرية – التركية في ليبيا أشار المستشار صالح إلى أنها واضحة وأن الأدلة على هذا التدخل بارزة كان آخرها ما تم اكتشافه أول من أمس حيث تم ضبط مجموعة من الإرهابيين الذين ذهبوا إلى ليبيا وتبين أنهم مدفوعون من قطر وتركيا إضافة لوجود مجموعات من تنظيم “الإخوان المسلمين” الذين سببوا الأزمة في ليبيا داخل قطر وتركيا.
وتابع قائلاً :” كنا نتمنى من إخوتنا القطريين أن يقفوا في صف ليبيا وأن يقفوا على الحياد وفي خندق الشرعية وسيادة القانون واحترام الليبيين”، متهماً تركيا بوقوفها وراء تسليح بعض الجماعات الإرهابية والتي كان آخرها ما تم الكشف عنه في اليونان لمحاولة تهريب 29 حاوية مليئة بالأسلحة والمتفجرات كانت في طريقها إلى ليبيا.
وقال صالح في هذا السياق إن الأتراك يعالجون عناصر تنظيم “داعش” وهذه كلها عناصر توضح التدخل التركي، مشيداً بتضحيات الجيش الليبي الذي يقوم بدوره رغم عدم وجود عتاد لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تمتلك أسلحة متطورة بفضل بعض الدول.
كما طالب بدعوة الأعيان والقبائل للاجتماع بهدف الوصول إلى حل للأزمة الليبية، معرباً عن آماله في أن يجتمع الفرقاء الليبيين تحت كلمة واحدة وأن يترك لليبيين حرية الاتفاق على من يحكمهم.
وبخصوص ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات بيّن المستشار صالح أنه من الأعمال الوطنية الجليلة التي قام بها البرلمان هو إغلاق قانون العزل السياسي فقد ألغى مجلس النواب هذا القانون وبالتالي فإن كل ليبي سواء كان سيف الإسلام القذافي أو غيره له الحق في الترشح إذا لم تفرض عليه قيود قضائية والقرار يكون بيد الليبيين الذين سيختارون مرشحهم ومجلس النواب لا يستبعد أحداً لأي سبب والسبب الوحيد لاستبعاده هو منعه من القضاء وهذا معمول به في كل دول العالم.
وإستكمل المستشار صالح مبدياً رأيه حول ترشيح سيف الإسلام للرئاسة “إنه غير مناسب لأن كثيراً من الليبيين لديهم شكوى وربما تؤدي هذه العملية إلى كثير من الانقسام لكن في النهاية صندوق الاقتراع هو الحكم”.
أما بخصوص مجلس النواب القائم الآن فقد أكد على أنه مشكل من أنحاء ليبيا كافة، مضيفاً :”لكن جماعة الإخوان التي سيطرت على مفاصل الدولة لم ترض بتلك الانتخابات لأنها لم تحصل على مقاعد كما كانت تريد وبالتالي عارضت عملية الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة وأعادت نفسها من جديد رغم انتهاء ولايتها وشكلت حكومة سمتها حكومة إنقاذ”.
وفي هذا السياق أشار إلى أن :”بعض الدول وعوض أن تدعم الشرعية كما تدعي أصبحت تدعم تلك الجماعة حتى يتم خلق انقسام بين الليبيين وقد فوجئنا بما تم من اتفاق سياسي والذي تم في الصخيرات بأناس غير مخولين”.
وشدد المستشار صالح على أنه بعد الضغط الدولي تمت الموافقة على التعديلات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتأييد من الدول العربية وهو أن المجلس الرئاسي وبدلاً من أن يضم ثلاثة رؤساء يصبح مكوناً من رئيس ونائبين عبر المجلس الرئاسي ويكلف رئيس الوزراء بعرض برنامج الحكومة على مجلس النواب ويعطيه الثقة.
وقال إن هناك شبه إجماع على تكوين سلطة تنفيذية من رئيس ونائبين عن كل إقليم وتشكيل حكومة وحدة وطنية لكي تتوحد المؤسسات وأن تخرج ليبيا من هذا المأزق، معتبراً أن حكومة الوفاق خرقت الاتفاق السياسي ببعض الاختراقات كاختراق التشكيلات المسلحة على حد وصفه.
وذكر أن مجلس النواب أصدر قراراً بحل تلك التشكيلات لكن ما يسمى “بمجموعة الوفاق” استعانت بتلك التشكيلات كحراس وللأسف فإن المجتمع الدولي لا يزال يدعم تلك المجموعة رغم انتهاء ولايتها وهذا خرق للاتفاق وتلك الحكومة لم تؤد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب وغير معتمدة من قبل المجلس وقد حكمت المحاكم الليبية بعدم شرعيتها وبطلان كل قراراتها.
أما ملف العلاقات مع مصر فقد شدد المستشار صالح أن العلاقات بين ليبيا ومصر تاريخية، مشيراً إلى أن مصر كانت دائماً ملجأ لليبيين بحكم القرابة بين البلدين.
كما أشاد بموقف مصر المتعاون مع ليبيا في تأمين الحدود، داعياً رؤساء الدول العربية إلى لم شمل الأمة وتحمل مسؤولياتهم من أجل أمة عربية قوية في ظل الظرف الذي بحاجه إلى تكوين صف عربي لا يسمح بالتدخلات الأجنبية.