أوراق شعبية .. المثل الشعبي .. اللي راح كبيره .. راح خيره

أوراق شعبية

يتصفحها/ عبد الحميد بن دلة

المثل الشعبي

اللي راح كبيره ..راح خيره .

في هدا العدد سنضع مثل شعبي آخر تحت المجهر للقارئ الكريم .. اللي راح بمعنى مات وأنتهى ويئس منه وهو ضياع نهائي . كبيره ..تحمل العديد من المعاني .منها كبير الأسره كالوالد والجد .. وكبير القبيله والمدينه وهو المدبر لشؤنها بالداخل والخارج وحلال مشاكلها وسدها المنيع لمن تسول له نفسه بالتدخل في شئونها.. راح .خيره ..الخير معروف وهو النعمه والثراء أي كثرة المال . ولاكن هناك أيضا من كثر ماله بعد وفاة كباره في السن كوالده أوجده، وهناك من كان هو مصدر المال وجامعه دون الحاجه لتدبيرهم .. وقد نقول هنا خلل في ضرب المثل .. لاكنني أقول لا أبدا .. فالخير المقصود ليس مالا ولا غنى ولا فقرا فهما بيد الله . الخير يكمن في نقطتين أساسيتين بالنسبه إلى غياب كبير السن عن العائله .. الأولى، هي الحاجه للرجوع له عند الشدائد والمشاكل المتفاقمه وبحكم خبرته وتجربته في الحياه، لا يجتر وراء لغط الحديث ومهاتراته .وبحكمته وحنكته سيجد من الضيق مخرجا آمنا وبدون خسائر . الثانية والأهم، عندما تفقد أبويك يضيع منك أهم كنز لك في الدنيا و هو الدعاء لك خمس مرات في اليوم على أقله وهو اتناء كل صلاه لهما . وما كان تسديد رميك وخطواتك إلا بدعائهم المتواصل لك . فبعدهما من يدعوا لك بالسداد في الدنيا وغفران في الآخره وإصلاح الحال في الدارين. فأنا أقول فعلا يالها من خساره أما كبير القبيله والمدينة ففقدانه لايخفى على أحد إنه يعني التشتت بعده والضياع وعدم الترابط وكثرة النظر من أعين الحاسدين ولاكن هذا يمكن تعويضه بغيره إن وجد . أما الأول فلا يعوض…

غناوة الرحي

.. جمعا بلا غير ديوان..كيف لابس الهيرقاني . طاحن رشادات لركان والمرش مابا يعاني ..

جمعا تعني جمع أو مجموعات ونقول عنها مجتمع أو قبائل . بلا تعبير عن الفقد أي بدون ديوان، حكومه مصغرة تتكون من الأعيان والمشائخ .. أصحاب الراي والمشورة ذوي الحكمه والعدالة .. كيف تعني مثل وهي لتشبيه سابقها بلاحقها .. لابس مايرتدى من اللباس لغرض ستر العوره أو إتقاء البرد الهيرقاني …اللباس الشفاف جدا ..وكان يسمى بالعامية…يالابس يا عريان …وهو لا يستر عوره ولا يقي برد . إنتهت الشطرة الأولى وهي وصف للحالة وجاءت الشطرة الثانية موضحة الأسباب .. طاحن تخلن ووقعن من أماكنهن دون عودة أما بسبب وفاة أو عجز . رشادات الرشادة هي الحيطة أي الحجرة الكبيرة المستعمله في البناء .. وهنا الحجارة أو الرشادات جاءت على سبيل الإستعارة وتعني الرجال الذين سبق ذكرهم في الديوان، أصحاب العقول وردادت المظالم ومدبرين الشؤن بحنكة . الأركان ..قبل وجود الطوب الإسمنتي كان الرشاد أي الحجر هو السائد في البناء كما نلاحظ في المباني الأثرية. وهنا يجب البحث عن عدد من الحجارة الكبيرة لتحل محل القواعد والكاتينات تسمى برشادة الركن و الركن تعني الطرف أو الزاوية .. ويبنى الحائط مزدوج ويتم تعبئة الوسط بحجارة صغيرة تسمى المرش ويضاف لها الطين و هو نوع من التربة أشد تماسكا من غيره .. المرش ..هو حجارة صغيرة ومتوسطة ملء اليد وأقل وصولا للزلط الصغير .. مابا يعاني ..مابا هي تعبير عن رفضه ولاكن الواقع إنه لن يستطيع .. ايعاني ..يقاوم وهنا إشارة لإنهياره بعد وقوع الحائط الكبير فهو لا يستطيع المحافظة على بناء الحائط وحده.. وبالرجوع لأصل الحديث ونزع الإستعاره فإن كلمة رشادات لركان عرفنا أصلها .. والمرش يعني بقية الناس الغلابه وقصار النظر .ومن بهم طيش وغيره ممن لا يستطيعون القيادة وإشغال مكان من سبقوهم وبجدارة. فهنا تكون الأمور آلت إلى الوصف في الشطره الأولى . من تعرية اسرار وكشف ما كان مستور من عورات الأخلاق وسوء التصرف و قد حدد أو حددت بوصف المجتمع حينها بشخص يمشي عاريا رغم لباسه لاكن لم يلبس ما يستره ..

تعبير شعبي ..

نظيف في هدا العدد تعبيرا شعبيا يقول . كاسر عينه .. التعبير الشعبي قصير جدا في لفضه لايزيد عن كلمتين أو ثلاث .. ولاكنه ذو معنى كبير وواسع .. كاسر:كلمة الكسر معروفة ولاكن عندما ترتبط بالعين فهي تعني نظرة على جنب لغير إستقامة وهي سرقة نظر في إتجاه اليمين أو الشمال .. كل هدا لايعنيه التعبير .وإنما قصد النيه وما يدور فيها بغية شيء معين في نية زميل أو رفيق أراده ولم يبوح به ولاكنه أضمر النيه للعوده متى تخلص من مرافقيه ..فنقول نحن التلاثه قررنا الإستقالة من العمل ولاكن فلان عندما وجد المنحة كسر عينه ..

إلى اللقاء في العدد القادم . ودمتم في سلام.