تقارير

تقرير أممي يحذر من وجود «مرتزقة» سودانيين في ليبيا

كشف خبراء تابعون للأمم المتحدة عن وجود مجموعات متمردة من دارفور تعمل «مرتزقة» داخل ليبيا، تقاتل إلى جانب بعض الفصائل الليبية ومتورطة في تهريب المهاجرين والسلاح والوقود، وفق ما نقلت جريدة «سودان تريبيون» الإلكترونية.

وذكرت الجريدة، ، أن مجموعة من خمسة خبراء قدمت تقريرها إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الأسبوع قبل الماضي، وكشفوا أن مجموعات مسلحة متمردة من دارفور تعمل كمقاتلين «مرتزقة» لصالح بعض الأطراف الليبية وحكومة جنوب السودان.

حركتان رئيسيتان

وخص تقرير الخبراء بالذكر حركة «جيش تحرير السودان» بقيادة مني مناوي، و«المجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان» بقيادة الهادي إدريس يحيى، وقال إنهما المجموعتان الرئيسيتان الناشطتان في ليبيا.

وأكد التقرير، الذي نقلته جريدة «سودان تريبيون»، أن «أنشطة (حركة جيش تحرير السودان) و(المجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان) في ليبيا يمثل انتهاكًا للدولة الليبية وانتهاكًا لقرار مجلس الأمن الخاص بحظر توريد السلاح إلى ليبيا».

وجاء التقرير في 97 صفحة، ويعتمد على معلومات مفصلة ووثائق رسمية وصور تثبت وجود عناصر مسلحة من إقليم دارفور في ليبيا.

وقال إن «(حركة جيش تحرير السودان) هي أكبر مجموعة سودانية مقاتلة موجودة في ليبيا، وتقاتل إلى جانب قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر».

وفي ملحق خاص، يقول التقرير إن «(حركة تحرير السودان) لديها مئات المقاتلين في ليبيا وما يقرب من 150 مركبة متحركة»، وأضاف أن «القيادة العسكرية للحركة في ليبيا تضم رئيس أركانها جمعة حجار ونائبه وقيادات أخرى. وقيادة المجموعة المتواجدة في ليبيا تتلقى رواتب مباشرة من قوات حفتر».

أهداف اقتصادية

ويركز التقرير على الآثار المختلفة للوضع في ليبيا على إقليم دارفور والصراع هناك، وقال إن «دور المقاتلين المرتزقة من السودان اكتسب أهمية خاصة، لأنه من الأفضل اقتصاديًّا بالنسبة للفصائل الليبية استخدام مرتزقة أجانب».

وأردف: «مقتل مواطن ليبي خلال الاشتباكات يدفع قبيلته للتدخل والمطالبة بالحصول على ديَّة يدفعها الفصيل المسؤول، وتلك العملية لا تنطبق على المقاتلين الأجانب».

وكشف التقرير عن أن المقاتل السوداني يحصل على أجر شهري يتراوح بين 250 – 500 دولار، إلى جانب الأسلحة والذخيرة. وطالب مقاتلو دارفور مؤخرًا بزيادة أجورهم مع تراجع قيمة الدينار الليبي.

وأكد أن المجموعات المتمردة في دارفور تجني مبالغ طائلة من تهريب المهاجرين وتهريب الأسلحة بين دارفور وليبيا، لافتًا إلى أنّ «تلك المجموعات تهرب الأسلحة الصغيرة من السودان إلى ليبيا، والأسلحة الكبيرة أيضا مثل مدافع مضادة للطائرات والدبابات».

تهريب الوقود

وتتورط مجموعات دارفور أيضا في تهريب الوقود في ناقلات من موانئ مصراتة وزليتن إلى دارفور، إلى جانب بضائع آخرى مثل سيارات الدفع الرباعي.

وفي سياق آخر، لفت تقرير الخبراء إلى وصول أعداد كبيرة من مهاجري دارفورإلى أوروبا عبر ليبيا منذ العام 2015. وقال: «هذا النهج يدل على تحسن قدرات شبكات التهريب التنظيمية التي تعمل في ليبيا والسودان وتشاد،وتعمل على تسهيل رحلة العبور إلى أوروبا».

وأوضح التقرير أن ممر الهجرة من مدينة الفاشر في دارفور إلى ليبيا أصبح بديلا لممر الهجرة من الخرطوم ودنقلا شمال السودان. ويستخدم مهربو المهاجرين الممرات ذاتها التي تستخدمها المجموعات المسلحة للوصول إلى ليبيا.

وأوصت المجموعة بالاستمرار في مراقبة أنشطة مجموعات دارفور المقاتلة المتواجدة في ليبيا وجنوب السودان، مع بحث فرض عقوبات دولية جديدة على المتورطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق