تقارير

مخبر ليبي أطاح بـ أبوختالة فى بنغازي مقابل 7 ملايين دولار يدلي بشهادته فى واشنطن .. ماذا قال ؟

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية اليوم الاربعاء تقريراً حول عملية القبض على المطلوب أمريكياً أحمد أبوختالة فى بنغازي على خلفية الاشتباه فى تورطه بقضية إقتحام المجمع الدبلوماسي الامريكي بالمدينة سنة 2012 .

و قالت الصحيفة فى تقرير ترجمته صحيفة المرصد ان واشنطن لجأت لشخص ليبي للمساعدة في جمع معلومات عن أبوختالة حيث أصبح هذا المخبر صديقاً له وأصبح يزوره مراراً فى منزله ببنغازي حتى أنه أعطاه المال و أجهزة كومبيوتر ” لابتوب ” و سيارة فوثق به في نهاية المطاف وأصبح صديقاً له .

و لاحقاً و بعد تكون الثقة ، بدأ أبوختالة فى إخبار ”  المخبر المجريسي ”  بمعلومات تثبت تورطه حتى أنه أظهر له ذات مرة وثائق وحواسيب تحصل عليها من البعثة الامريكية خلال الهجوم و أكد له معرفته بأسماء الليبيين الذين زاروا السفير الأمريكي فى بنغازي حتى أنه و فى مناسبة أخرى أظهر له قذائف هاون يحتفظ بها في مرآب بيته وأبلغه بأنه خبير في استخدام هذه القذائف وتباهى أمامه بقدرته على ضرب الأهداف بدقة تحت أي ظرف .

و ذكرت الصحيفة بأن قذيفة هاون أُستخدمت بالفعل فى الهجوم على مبنى خاص بالمخابرات الامريكية يقع بالقرب من المجمع الدبلوماسى ماتسبب فى مقتل متعهدين يتبعان  المخابرات وجرح اثنين آخرين وهم من الأميركيين.

رسم بياني لمجمع القنصلية الامريكية فى بنغازي و المقار الملحقة به بما فيه مقر لوكالة المخابرات المركزية

و بحسب الشهادة التي أدلى المخبر البالغ من العمر 40 سنة شهادة عبر مترجم كانت مدتها عدة ساعات أمام المحكمة الإتحادية في واشنطن يومي الاثنين والثلاثاء بإسم مستعار و هو ” علي المجريسي ” تحدث فيها عن تورط أبوختالة في الهجوم الذي أسفر عن موت أربعة أمريكيين بينهم السفير ستيفنز، كما تحدث فى البداية عن تحفظاته بشأن العمل مع الامريكيين الذين دفعو له في النهاية مكافأة تقدر بـ 7 مليون دولار مقابل خدماته.

و نقل المخبر عن أبوختالة أنه أعلمه بخططه التي مارسها في الهجمات و عن عملية تأخير قوة الانقاذ الامريكية في مطار بنغازي بعد وصولها من طرابلس و قال : ” كان يقصد قتل الجميع حتى أولئك القادمين من طرابلس الذين كانوا في المطار .

و كشف المجريسي أن عمله مع الامريكيين كان به الكثير من المخاطر وبأن إتخاذه قراراً بالعمل معهم كان قراراً صعباً لكنه إنخرط به فى النهاية لأنه يريد مساعدة مدينته بنغازي. و من جهتها قالت نيويورك تايمز أن هيئة المحلفين بالمحكمة إستمعت بالفعل إلى شهادات درامية من موظفين و ضباط مخابرات أمريكيين نجوا من الهجوم مؤكدة أن  مواطنين ليبيين إثنين قدما أيضا شهادة إدانة ضد ابوختالة فيما حاول إدعاء المحكمة وضع تصور لأنشطته قبل و بعد الهجمات .

وقال بأنه باشر عمله في ليبيا مع الأمريكيين نهاية عام 2012 بعد حادثة القنصلية بفترة وجيزة واستمر فى العمل معهم حتى تم القبض على أبوختالة في يونيو 2014 ببنغازي .

المجريسي و في شهادته تحدث عن كيف دفع الأميركيين له مرتب 5000 دولار شهرياً للتجسس على أبوختالة وترتيب القبض عليه في منزل شاطئي يقع على بعد 20 ميلاً غربي بنغازي كما أكد أنه بعد القبض على أبوختالة للسجن تلقى بدوره المكافأة الضخمة التي سددت له على دفعتين قبل أن ينتقل إلى ولاية تكساس حيث حصل على مكافآت أخرى من مكتب التحقيقات الفدرالية كنفقات لعائلته .

و من جهتها إعتبرت محامية الدفاع عن أبوختالة ” ميشيل بيترسون ” أن شهادة المجريسي كانت مبنية على دوافع مالية و تسائلت : ”  إنه من الصعب تتبع كل الأموال التى دفعتها الحكومة الامريكية له، أليس كذلك؟ هو يقول أنه من الصعب أن يتذكر لأن الأحداث التي سردها كانت متسارعة فيما قالت الصحيفة أن دفاع المحامية بيترسون أحبط المخبر في بعض الأحيان عندما أدلى بشهادته يوم الثلاثاء.

وقالت نيويورك تايمز أن شهادة ” المجريسي ” شكلت جزءاً مهماً من قضية الإدعاء وهو ربط مرتكبي إعتداء بنغازي بأبوختالة كما أكدت بأن أعضاء النيابة العامة و عندما راجعوا لقطات الهجوم على المجمع الامريكي تمكن المخبر من التعرف على عدد من المشاركين فى الهجوم كما أكد إن ثلاثة منهم كانو مقربين جداً من أبوختالة وبأنهم كانو جزء من فريق من القتلة الذين نفذوا عمليات قتل نيابة عن صديقهم.

بعد أن إختتمت فرق الإستخبارات إستجوابها قالت النيابة العامة بأن محققي إنفاذ القانون والأف بي آي سألوا أبو ختالة في غرفة المقابلة التي تبلغ مساحتها 8 أقدام طولا و7 أقدام عرضا حيث تم تغيير الديكور وإضافة رسوم زهريات للجدران.

و أفاد المخبر المجريسي فى شهادته أنه تعرف أيضاً على بوختالة فى تسجيل مصور وثقته كاميرا المراقبة بعد دقائق من بداية الهجوم ثم فى تسجيل آخر ألتقط أمام بوابة المجمع الامريكي وهو يحمل بندقية هجومية من نوع كلاشنكوف و من جهتها سألت محامية أبوختالة المخبر عن ما إذا كان قد تلقى تدريب خاص يأهله للتعرف على الوجوه في مقطع رديئ الجودة فأجاب بأن لديه ذاكرة قوية جدا تمكنه من التعرف على ذلك .

وأكد المخبر خلال شهادته أن أبوختالة قال له إن الأمريكيين يستخدمون مقراً للتجسس في بنغازي في إشارة إلى المبنى الذي كانت تستخدمه ” سي آي أيه ” و الواقع بقرب المجمع الرئيسي وأشار إلى أنه كان يعتقد بأن الامريكيين يسعون لإعتقاله وهو ماقاله ذات مرة لمجموعة مسلحين في مسجد ببنغازي بأنه مطلوب للأمريكيين.

و أضاف : ” بعد القبض على شخص مشتبه به من تنظيم القاعدة في أكتوبر 2013 بطرابلس وهو أبوأنس الليبي ، أصبح أبوختالة مذعوراً ولا يغادر منزله وعندما يفعل فإنه يتحرك مع مجموعة من مرافقيه لضمان أمنه حتى أنهكان يغير رقم هاتفه والسيارات التي يتنقل بها بشكل مستمر ” .

وتابع المخبر : ”  أبوختالة كان مقرب من مصطفى الإمام الذي قبض عليه الامريكيين الشهر الماضي في ليبيا كمشتبه به في هجوم بنغازي ، أبوختالة والإمام سجنو سوية فى ليبيا والأخير كان يتواجد كثيراً في منزل أبوختالة . و أنا حددت ظهوره مراراً فى تسجيل كاميرا المراقبة الذي وثق الهجوم “.

و بالعودة لمحامية أبوختالة ”  بيترسون  ” فقد قالت إن جهات الاتصال بالمجريسي في أمريكا عملت لصالح وزارة الدفاع فيما قال مسؤولون أميركيون سابقون مرتبطون بالعملية أن عناصر من قيادة العمليات الخاصة بالجيش استجوبوا المخبر بدلاً من عناصر الـ ” إف بي آي ” .

و أكد المخبر إنه كان يلتقى مع مشغليه الأمريكيين كل أربعة أشهر مشيراً إلى إن عمله السري معهم كان محفوفاً بالمخاطر حتى أنه كان قلقاً على حياته وكان يصاب بالإحباط عند تغير وتيرة العمل التي قال أنها استغرقت وقتاً طويلاً ما سبب له الانهاك نتيجة مرافقته للمشتبه به أبوختاله الامر الذي وضعه فى موضع الشبهات.

و بحسب نيويورك تايمز فقد إقترح المخبر ذات مرة قتل أبوختالة بنفسه مبرراً ذلك بأنه كان يبحث عن مايجعله و بنغازي في راحة  لأن أبوختالة شخص قاتل ، ولكن هذا لم يحدث فيما خطط الأمريكيين فى النهاية عملية للقبض وصفها المخبر بأنها كانت خطة شاملة.

تم إستجواب أبو ختالة من قبل فريق من الإستخبارات الأميركية لمدة 3 أيام إنتهت في الـ5 و45 دقيقة صباحا في الـ19 من يونيو وبعدها تم توفير فراش وسجادة للصلاة وملابس وقرآن ومواد للكتابة لمكان إحتجازه وحصل على مرات إستحمام مناسبة ووجبات للطعام.

و ختم المخبر المجريسي شهادته بأن الأمريكيين اشتروا منزل على ساحل غربي بنغازي سيشعر فيه أبوختالة بالأمان من ” خطر القوات المتنافسة التي يرأسها متعاون سابق مع سي آي أيه ” ثم روى كيف أنه قاد أبوختالة ذات ليلة إلى المنزل حيث كان عناصر القوات الخاصة الامريكية و الـ ” إف بي آي ”  ينتظرون وصوله ثم احتجزوه بينما هو إلى سيارته ونام لساعات ثم توجه لطرابلس وقابل مسؤولين أمريكيين أعطوه المال قبل أن يغادر إلى تونس ومنها فى نهاية المطاف، وبمساعدة ” إف بي آي ” غادر إلى الولايات المتحدة مع عائلته و أقاموا هناك منذ ذلك الوقت .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق