التمرجح بين السلوكية والتبعية
بقلم : محسن ونيس القذافي
تحولات الى مرحلة سياسية دولية مستحدثة تقع أطرها بين مفهومين علميين وهما ( السلوكى – التبعى) ومؤشرات لإضمحلال الإستقلال والسيادة.
سمات وملامح المرحلة ،،،،
العالم المعاصر هو العالم الذى نعيشه اليوم ونعيه ونتفاعل معه، بل نشكل مستقبله، بدأ هذا العالم ، عالمنا المعاصر، بالإمكان وصفه بأنه عالم المعرفة وعالم العلم وعالم الوعى، غير أنه لم يسهم بهذه القدرات في السيطرة على مصيره ويوقف حروبه وينهى أزماته، بل أصبح الأمن الغذائى والأمنى والتعايشى مشكلة كبرى لكافة شعوب العالم .
أيضا ورغم القفزات العلمية والتقنية المتسارعة والمتزايدة والتى وصفت بأنها الأكبر منذ نشأة الكون، وبقدر نسب العلماء المتزايدة والتى وصفت بأنها تشكل 3/4 كل علماء العالم منذ نشأته الى عالمنا المعاصر، الإ أن العالم فى هذا الزمن يعيش أكثر من ثلاث أرباع عدد سكانه تحت مستويات الفقر والجوع، ويزداد اعداد نسب الأمية الى ما عدده 5 مليون نسمة سنوياً، كما أن جل الإختراعات والقفزات العلمية قد تم إستخدامها في الإضرار بالبقاء البشرى وهو ما شهده العالم في الحروب الدائرة. وهذا يؤكد ما ذكره جوزيف كاميللرى بقوله & إنتقال الإنسان من الحالة البدائية الى التقنية الضخمة جعل الإنسان هشاً وقابلاً للعطب&.
لقد إزداد وتنامى وجود المنظمات الدولية في عالمنا اليوم، كما تم أيضاً تزايد مماثل لوجود شركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات والتى بدأ تًدحلها الفعلى في إدارة الدول وفق مصالحها الإستراتيجية، في محاولة للعمل على الغاء نظم الدولة والسيادة القومية.
قد شكلت تلك الشركات ثقلا ماديا وجغرافيا وتنظيميا ، وأصبحت التجارة الدولية هى تجارة محلية بين تلك الشركات، ناهيك عن الدخل العملاق لتلك الكيانات والتى نافس العديد من الدول بل في بعض الأحيان تجاوز دخلها للعديد من القارات والدول الغنية.
نتجه اليوم الى النظام السياسى العالمى ، وهو نظام شمولى، يجسد نشاطات كيانات دولية وتكتلات وشركات متعددة الجنسيات ومنظمات دولية ومكونات عديدة ، هو نظام توافقى عندما ننظر الى الإستقرار، وفوضوى في حالة الدخول الى أزمات أو إختلافات. يصفه & دويرتى وفالتزقراف& بوجوده الفعلى والملموس، وهو عبارة عن تفاعل وتداخل الوحدات السياسية القومية والدولية والتى تتأثر وتؤثر بعضعها ببعض.
نظام نستطيع وصفه بالسلوكى فى عمقه، وبالتبعية فى ظاهره.
يشهد بتقلباته وحراكه وصراعه ، وجهة جديدة وذلك للإنتقال من سيادة الدولة وإستقلالها ، الى دخول الدولة تحت المظلة الدولية والإستسقاء من سقياها. إنها نقلت نوعية وتقاسم إقتصادى بحت ،بدلا من عسكرى إقتصادى إبان الحروب السابقة الأولى والثانية، ولكنه يخضع لنفس اليات ومناهج التهديد والوعيد، تلويحا وإستخداما، لتحقيق أهداف إستراتيجية حديثة بأشكالها المختلفة.
إن العالم بدأ ينحى منحا آخر، فبعد أن كان التوازن بين قطبين أصبح التوازن أعرج ، رغم تعدد الأقطاب، وهذا ما يتفق مع ما ذكرته بالتبعية والسلوكية. فدول الشمال أصبحت فى نطاق سلوكى بتفاوت نسبى رغم وقوع البعض منهم تحت بند ( التبعية) ، أما دول الجنوب فإنها تتجه لتوجه سلوكى ( وما قصدته) هو الإضمحلال الكامل بدلا من تبعية سابقة ، ليلحق بها تبعية ما تبقى من دول الشمال. وفى هذا فحق البقاء والثروة والموارد بل والحياة شئ مستحيل لدولنا بالجنوب.
نقترب من الثمانية مليارات نسمة ، فلا عيش لنا معهم الا……….رغم كثرتنا وقلة حيلتنا، إنها نظرة الميكافللى فى الحرب العالمية الثانية، ورؤية الجحيم لدان بروان.
( الله لطيف بعباده ) صدق الله العظيم
تحياتى وتقديرى
محسن ونيس القذافى