ثقافة وفنون

أيقونة الدراما الليبية الفنان القدير فتحي بدر: أحب مهنتي ولا أعتبرها وسيلة للمال

حاوره : سراج الدين المقصبي

فلسفته الخاصة هو أن الفن ليس مورد للرزق , ولا يمكنه أن يغامر بمشواره الفني و مسيرة سنوات طويلة بأعمال دون المستوى ولا من أجل التواجد فقط , لديه في جعبته الكثير والكثير  ليقدمه للناس أمتهن الفن بكل أبعاده , ويسعى دائما لعدم تكرار نفسه في ادواره ويتمنى ان يخرج الفن في ليبيا من نفقه المظلم ويصبح منارة يهتدى بها المقبلين على المشوار الفني , كافح حتى أصبح له أسما عريقا وأصبح رمزاً من رموز الابداع , وفي هذه المساحة من حواره الجزء الثاني نتعرف عليه اكثر ونكمل ما بدناه :

_ لمسلسل دموع الرجال في جزؤه الأول قصة يستحق معجبيك معرفتها ماهي ؟

نعم , كاتب العمل هو صديقي الأستاذ محمد حسن الخضر وهو من المعلمين الافاضل بالمرج أتصل بي وذكر لي انه لديه عمل قام بكتابته يريد مني قراءته وأبداء رأي به ,  العمل كان في السابق يحمل أسم ” الرحيل المر ” وبقى النص بحوزتي  قرابة خمس سنوات وبعدها بفترة أخبرته بانني لدي بعض التحفظات والتعديلات عليه , ومضى فترة طويلة ذات يوم أتصل بي مدير إذاعة المرج ناصر الحاسي وأخبرني أنهم بصدد تصوير عمل درامي وأن المخرج علي القديري يريد التواصل معي بالخصوص وبالفعل  أتصل القديري وسرد لي قصة العمل ودوري به وأفاجئ بأنه هو ” الرحيل المر ” ولكن بدل اسمه بـ ” دموع الرجال ” و أخبرته بقصة النص والذي كان معي من 5 سنوات ماضية فأجابني ببعض التعديلات التي قام بها وإدخال الفنتازيا بالعمل وذهبت أنا والفنان ميلود العمروني اليه وشاهدنا حلقة قاموا بتصويرها للحصول على منتج لتمويل العمل , فمن هنا جاءت مشاركتي بالعمل .

_ لماذا قمتم بتصوير جزء ثاني من دموع الرجال ؟

النتيجة الطبيعية لتكمله احداث الجزء الأول وربما يكون هناك جزء ثالث مادام وضع ليبيا غير مستقر لان العمل يحاكي ما نعيشه اليوم من وضع متدني .

_ ما هو الجديد في الجزء الثاني من دموع الرجال ؟

العمل أصبح ملحمة فنية وأنظم الينا ممثلين من المنطقة الغربية من طرابلس ومن الزنتان ومن المنطقة الوسطى ومن المنطقة الشرقية وتعددت الشخصيات والأحداث حسب تطور السياق الدرامي للعمل .

_ أين صور المسلسل ؟

بالنسبة للجزء الثاني صور في عدة منها هنا في المنطقة الشرقية وكذلك صور في الزنتان , أعتقد أنه سيلاقي الرضا والاستحسان من الجمهور  .

_ قصة الأجر الذي يتقاضاه الفنان الليبي هو في حقيقة الأمر لا شيء بالمقارنة بالأجر الذ يتقاضاه الفنان العربي عربياً او عندما يكون ضيف شرف في احدى الاعمال الليبية وهذا المعروف في جميع المجالات الفنية هنا ؟

فعلا ؟؟ أجر الفنان الليبي شيء بسيط جدا لا يذكر بالمقارنة مع الفنان العربي وهذه من الاشياء الكارثية التي كنا نأمل زوالها بقدوم ثورة 17 فبراير وتتغير قيمة الفنان في بلده ما نتقاضاه قشور شبه بلاش .

_ لماذا في فترة النظام السابق لم تسعى كبقية زملائك الفنانين الحصول على عقود أنتاج من الكيلاني او عبدالله منصور في وقتها للإنتاج أعمالهم ؟

لا مطلق أنا أحب مهنتي وعندي شيء كبير ليست وسيلة للاكتساب كما اخبرتك في السابق , ولا تطيعني نفسي أن استجدي أحداً أو أدفع رشوة لأي أحد كي يأتي بالموافقة على عقدي , والدي علمني ورباني على ان لا أكل الا حلال  ولا أملك الا حلال واعتراضي الكبير على طرق الحصول على مثل هذه العقود .

_  نظرة الناس للفن والفنان كيف أصبحت اليوم ؟

عن نفسي كفتحي بدر أجد تقديرا كبير وحب واحترام لي كفنان ومعلم وبالعكس أجد نقد وطلبات من الجمهور في امور تهمهم في أعمالنا التي نقدمها تعكس لهم واقعهم ومشاكلهم التي يعيشونها يومياً , لهذا أتوقع ان نظرة الناس للفنان وللفن ليست كالسابق مؤكد .

_ شاركت في عدة أعمال عربية مهمة كيف كانت التجربة والفرق بين التعاملات المحلية والتعاملات العربية ؟

اعتز بهم كثيراً وأعتبرها خبرة جديدة أضيفت لي وتكنولوجيا جديدة تعلمت منها واذكر ذات مرة ان الأستاذ ممدوح مراد وقف يحكي عني وعن أدائي  وموهبتي التمثيلية قرابة ربع ساعة أمام عدد كبير من الفنانين الليبيين والعرب لدرجة أخجلني بكلامه وأشكره بدوري على شهادته , والاعمال العربية تكسبك ثقافة ومعرفة غير الاعمال التـي تقوم بيها في بلدك وهي نوع من التغير والعمل بدماء جديدة .

_ قدمت دورا مميزاً في مسلسل المصري ” العائد ” كيف جاءت التجربة به ؟

نحن 3 فنانين فقط من ليبيا , العبدلله والفنان رافع نجم والفنان عبدالنبي المغربي وأخبرك بشيء لأول مرة أساساً النص لم يكن لي ليبيا وكان من المفروض أنه عائد من الخليج وكانت الهيئة العامة للإذاعات الجماهيرية وقتها قد طلبت مني أن أقدم بتعديل النص ليصبح العائد من ليبيا وبالفعل قمت بذلك مع الاستاذ محمد النجار وكانت كل التفاصيل التي تخص الجزء الليبي من ملابسنا ولهجتنا و جعلتها ليبية اكثر وضوحاً  وأرقام السيارات وتفاصيل تفاصيل بيئتنا الليبية , وعند تعديلي للنص كان هناك شخصية محاسب ليبي فساد مالياً ويسرق وينصب على صاحب العمل وقتها اعترضت الاذاعة الليبية على هذه الشخصية ورفضت ان يكون هناك ليبي بهذه الصفات ولهم وجهه نظر في ذلك , فقمت بتعديل الشخصية وجعلتها شخصية عربية بلكنة  بيضاء تميل إلي دول الشام .

_ كم كانت أجوركم في هذا العمل خصوصاً أنه عمل عربي مهم مع مخرج مهم وأبطال مهمين ؟

أيضا كانت أجورنا لاشي بالنسبة للفنانين الليبيين  ام الممثلين العرب بالرغم من ان ليبيا وضعت مبلغ وقدره وكانت المنتج الكبير في العمل ومع هذا عانيننا نفس المشكلة .

_ ما رايك بالإعلام الليبي والاعلاميين الليبيين اليوم هل أنت راضي عن ما تشاهده على قنواتنا الليبية ؟

غير راضي مطلقاً عنه والتخبط الذي بدء واضحاً للعيان وسيأتي يوم ويذهب كل ما هو ردئ ويعود الفن والإعلام الحقيقي والمحترم ليأخذ مكانه الطبيعي .

_ في نهاية حوارنا أترك لك الكلمة الأخيرة لمعجبيك وقراء برنيق ؟

أنتمنى ان اكون ضيف خفيف على قلوب القراء وأرجو ان كل ما أقدمه من أعمال فنية تصل مغزاها بصوة واضحة وكما خططت لها وأطلب من المسؤولين المهتمين بالسياسة عليهم الاهتمام بالفن والابداع فربما يمكنهم من خلال الدراما ان يصلحوا ويبنوا جيل جديد واعي ومثقف , عليهم التعلم من تجارب الاخرين وتجارب من الذين سبقوهم في موقع المسؤولية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق