تحرير بنغازى واعادة الاعمار
بقلم : د. عطية المهدي الفيتوري
الآن وبعد تحرير مدينة بنغازى بالكامل ، فإنه بالامكان اعادة تشغيل المطار والميناء ، تشغيل هذين المرفقين الحيويين سيؤدى الى تسهيل الجانب اللوجستى فى اعادة الاعمار وهو من العوامل الضرورية .
عملية اعادة الاعمار نفسها تتطلب حصر الاضرار المادية التى تعرضت لها المبانى ، والطرق ، وشبكات المياه ، والكهرباء ، والصرف الصحى ….الخ ، والتفكير فى اعادة تخطيط بعض اجزاء من المدينة وعلى الاخص وسط البلاد والصابرى .
عملية اعادة الاعمار تتطلب جوانب فنية منها ماهو متوفر محليا ، والقصد هنا هو الخبرات الفنية الليبية ، ومنها مايجب الاستعانة به من الخارج ، حيث ان هناك بعض الامور الفنية التى تستلزم خبرات اجنبية وتقنية غير موجودة محليا .
اما الجوانب المالية وهى الاكثر اهمية ، لأنه بدونها لا يمكن القيام بالاعمار ، تتطلب توفير قدر كاف من الاموال ، وهذا المستوى من الاموال هو بكل تأكيد فوق طاقة مايمكن توفيره من تبرعات من رجال الاعمال والشركات وافراد المجتمع ، لان اعادة الاعمار تتطلب ربما عدد من مليارات الدنانير ربما 5 او حتى 10 مليار دينار ، وذلك يعتمد على حجم الاضرار التى اصابت مرافق المدينة من ناحية ، والى عملية اعادة تخطيط اجزاء من المدينة من ناحية اخرى .
حجم هذه الاموال يجب ان تقوم الدولة بتوفيره من خلال وضع ميزانية خاصة لاعادة اعمار بنغازى . وانا فى تصورى لا توجد مشكلة كبيرة فى ذلك ، لأن ليبيا لازال لديها احتياطيات كبيرة نسبيا من العملات الاجنبية ، اما فيما يتعلق بالعملة الوطنية فيمكن للدولة الاقتراض من القطاع المصرفى المحلى حيث توجد فوائض مالية كبيرة لدى هذا القطاع عاجز عن استثمارها .
كل الدول التى تتعرض مدنها لكوارث طبيعية او حروب تتصرف بهذا الشكل وهو التصرف الاقتصادى والاجتماعى الذى يؤدى الى رجوع الاقتصاد الى وضعه الطبيعى .
كل ماهو مطلوب وجود مسؤلين مخلصين لهذا البلد يخافون الله ويراعونه فى تصرفاتهم .