البرامج الرمضانية الليبية بين الفوضى والإفلاس !
كتب: الهادي القرقوطي
لم يفلح نجوم المائدة الرمضانية من الجيل القديم عبر القنوات الفضائية الليبية في شد المشاهد الليبي ورسم الابتسامة التى تلاشت منذ زمن على وجهه البائس كما لم يستطع هولاء النجوم ملامسة الواقع المعاش بشيء من العمق والجدية بل تراوحت أعمالهم بين الإسفاف والاستخفاف والضعف والجمود .. فحاتم الكور الذي اعتمد جعلى اتنين من الممتلين المعروفين (( ربما للإقلال من التكاليف )) لم يوفق في معالجة المشاكل الحياتية بأسلوب كوميدي ساخر يتسم بالعمق بل سقط كغيره في فخاخ السطحية وشراك الاضحاك القسري باستخدام الكلمات والعبارات والحركات فقط .. كما ان صالح الابيض الذي وقع في ذات المطب رغم مشاركة تلة من النجوم القدامى في العمل الذي اختاروا له اسم ((بحواسة )) والتي شملتهم للاسف الشديد ايضا هذه العبارة المختارة كما ان القضية المطروحة والتي كانت ترتكز على العملية التعليمية في ليبيا تم طرحها بصورة مسيئة تبتعد عن الواقعية وفي احيانا اخري عن المنطقية فتصوير الطلاب على انهم متسكعين ومتشردين وتصوير الأساتذة على انهم مختلين عقليا بغية إضحاك المشاهد ما هو الا إفلاس فني ليس اكثر ..ولعل المحاولة الوحيدة في برامج المائدة الرمضانية لهذه السنة والتي ظهرت في بعض الحلقات وليس كلها هي منوعة ((فيه ما ينقال )) وهو العمل الذي قدمه عبد الباسط باقندة والتي تصنف على انها مقبولة نوعا ما امام بقية ما تم تقديمه من اعمال ..
اما باقي الاعمال الاخرى فحسب رائي لا يمكن الحكم عليها حكما موضوعيا ويعود السبب ربما لعسر الاستمرار في مشاهدتها ..
الا انه ورغم هذه الفوضى وهذا الإفلاس الرمضاني لبرامج المائدة الرمضانية التى تعود المشاهد الليبي على متابعتها والاستمتاع بها
..كان للدراما حضورا لافت ومميزا تجسد في في العمل الدرامي دموع الرجال الذي اعتبره عمل ليبي ناضج وفي مستوى رفيع من الأداء والإلمام حيث معظم المتطلبات الفنية كانت حاضرة قصة وحبكة وأداء رغم قلة الإمكانيات المادية والظروف الاخرى الا ان الفنان الليبي وبروحا وطنية استطاع ان يتبت جدارته وخاصة في أحلك الظروف وأكثرها صعوبة ..
وإذا استمرت هكذا منوعات بنفس الكيفية والصورة فإننا نستطيع القول بان التجارب السابقة لم تأتي بنتيجة إيجابية او ان الأساس كان غير صحيح فبقت الحركة تابتة كما هي عليه سابقا وهذا ما يتضح جليا في اعمال الجيل الجديد الذي فقد البوصلة نهائياً فكان ما كان ..