مقالات

أوقفوا دعم التهريب

إن الدعم الذي عنيته ليــــــس ذلك المتعـــــلق بالســـــلع الغذائية الأساسية الـــــــذي يعـــــود ببـــــعض الفــــــائدة علـــــي المـــــــواطن الليــــــبي مـــن ذوي الدخـــــل المحـــدود ولكـــن الـــــذي لا أرى لـــــه فـــــائدة تـــــذكر يتحصـل عليها الســـــواد الأعــظم مـــــن المــــواطنين مــن خلالــــه هــو ذلك الخــــاص بالـوقود والــــذي يكـــلف الخزينـــــة العـــــامة المليــارات فغالبيــتهم لا يمتــــلك سيــــارة أصــــلآ, ومــــن يمــتلك منهـم سيـــــارة غالبـــــآ ما تكــون مــن النـــوع العـــادي الــــذي لا يستــــهلك الكـــــثير مــــن الوقـــــود ويقتـــــصر إستعمــــــالها علــــي الضـــــروريات كإيصــــــال أبنـــــــائه للمــــدارس لذلك لـــو يتــــم دفـــع قيمة هذا الدعـــم للمــــواطن مبــــاشرة فـــإن الفـــائدة ســـتكون ملمــــوسة وتؤدى الى  رفع مستوي دخلــــه وتحســــين معيشتة.

فـــاذا تــــرك الأمـــــر علي مــــا هو عليـــــة فالمســـتفيد الأول مــــن دعــم الــــوقود هــــم عصــابات التهـــريب ومـــن ورائـــهم والتـــي بــدأت بالبـــراميل ثـم الخزانات إلـــي أن وصـــلت إلـــي البـــواخر وعلـــي عينــــك يــا تاجــر فوصـل هذا الدعم الى القاصى والدانى إلا المواطن الليبى صاحب الحق فيه . ويـــأتي في الدرجــة الثــــانية فـــي الإستفــــادة الطبقـــة الميســـورة التـــي يمـــتلك العديـــد من السيــــارات بـالبيـت الــــواحد ومنــها مـــا هــــو مــن النـــــوع الفـــــاره ذات المحــــركات عاليــــة القـــوه والتــــي تســـتهلك قــــدرآ كبــــيرآ مـــن الـــوقود ولا أحســــد أحـــــدآ.

وأنـــا هنـــا لا أدعـــو إلـــي أتخـــــاذ قـــرار إرتجــــالي متســـرع وغـير مدروس, فلـــدينا ولله الحمــد نخــــبة مـــن أســـــاتذة الإقتـــــصاد الأكفـــــاء مـــــن ذوي التخصصات العلميــــة المخــــتلفة مـمن يحــــب أن توكــــل لهــــم مهــــمه إجراء دراســـــة علميـــة شاملة للقضــــاء علي هـــذه الظاهرة التي تنحسر في جسم إقتصـادنا الوطني تســـاهم فـــي ضياع وهدر المــال العــــام فـي ليــــبــيا.

إن نجـاحنا فــــي الوصــول للحـــل الجــذري لهــذه المشكــــلة سيعـــود و دون أدنـــــي شـــك علــي وطنـنا بفــــوائد جمــه فـــي مقـــدمتها رفـع مســـتوي الــدخل للمــواطن الليـــبي الـــذي يــــؤدي بـــدوره إلـــي رفـــع مســـتوي المعيــشة للأسرة الليبــــية بصــفه عــــامة ويشــعرها بـالــــراحة والطمـــأنينة ورغد العيــــش.

لعــل البعــض لا يعلـم أن هـذه المــــادة المــدعومة يصـــل ثمـــن اللتــــر الواحد منها بالمنــاطق النائيه وبالجنوب علي وجـــه التحـديــد إلـــي دينـــارين وأحيـــانا أكــــثر والمواطن  مظــطر لشـــرائها لإيصــال أبنــائه للمـدارس علــي الرغـــم مـــن أن غالبيــــتهم مـــن ذوي الدخـــل المحــــدود.

وأخيــرآ إن الإصـــرارعلـــي بقـــاء الحـال علـي مـا هـــو عليـــه وعــدم معــالجته المعـالجة الجـــدية النــاجحة ليــس لـــه مبــرر اللهــم إلا إذا كــان دعمـــآ للســاده المهربيـن حفـــظهم الله.

بقلم : صالح الغزال

* سبق لهذا المقال أن قدم كرؤية سياسية في ندوتين خلال عامى  2016_2017 .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق