سِـحـر إيـفـانـكـا .. فـيـلـم أمـيـركـي قـصـيـر فـي لـيـل الـعـرب الـطـويـل
بـيـن بـخـور الـعـصـور الـوسـطـى فـي قـصـور الأحـلام الـسـعـوديـة، وحـائـط الـمـبـكـى فـي الـقـدس الـمـحـتـلـة، تـنـقـل دونـالـد تـرامـب مـنـسـق مـسـابـقـات مـلـكـات الـجـمـال أمـس، رئـيـس امـبـراطـوريـة الـعـالـم الـيـوم، مـقـدمـاً فـي مـمـلـكـة الـبـتـرودولار إيـفـانـكـا الـجـمـيـلـة، مـهـدداً داعـش الـقـبـيـحـة وإيـران الـمـارقـة، ومـرتـديـاً فـي قـدسـنـا الأسـيـرة قـلـنـسـوة حـاخـام لـيُـهـدي لـنـتـنـيـاهـو قـلـب دولـتـه لا جـمـال إبـنـتـه، ولـيـبـيـع لأبي مـازن أوهـام الـسـلام، مـنـتـقـلاً خـلال سـاعـة طـيـران مـن فـانـتـازيـا الـقـصـور الـيـعـربـيـة الـعـامـرة إلـى واقـع الـقـوة الـيـهـوديـة الـقـاهـرة.
وفـيـمـا كـان الـرجـل الـنـحـاسـي يـعـود مِـن حـيـث أتـى، كـان عـرب الـخـلـيـج يـشـهـدون حـرب الاخـتـراقـات الـكـاذبـة والـتـصـريـحـات الـصـادمـة والـردود الـغـاضـبـة تـشـتـعـل إعـلامـيـاً بـيـن الـدوحـة والـريـاض، وكـان عـرب الـشـام يـحـرقـون مـا تـبـقّـى مـن ريـاض جِـلّـق الـشـمّـاء، ويـنـسـف عـرب الـعـراق حـدائـق بـابـل ويـقـتـلـعـون نـخـيـل الـسـواد، ويـتـعـارك عـرب الـمـغـرب والـجـزائـر بـسـبـب تـحـرشٍ مـزعـوم بـسـيـدة دبـلـومـاسـيـة، ويـهـاجـم فـقـراء تـونـس مـنـشـآت نـفـطـهـم الـفـقـيـرة لـيـجـوعـوا أكـثـر، ويـمـوت عـرب الـيـمـن بـالـكـولـيـرا وصـواريـخ ولـي ولـي الـعـهـد ومـكـر صـالـح وغـبـاء هـادي وإجـرام الـحـوثـي وإرهـاب الـقـاعـدة، ويـراوغ عـرب مـصـر جـوعـاً لا تُـشـبـعـه وعـود الـسـلـطـة الـعـسـكـرية ومـواعـيـد الإنـجـازات الـعـرقـوبـيـة، أمـا الـلـيـبـيـون مـخـتـلـطـو الأصـول الـتـي قـاطـعـوهـا والأرحـام الـتـي قـطّـعـوهـا، فـقـد تـصـدروا مـشـهـد الـمـوت بـتـصـديـر الإرهـابـيـيـن مـن طـرابـلـس إلـى مـانـشـسـتـر، وتـهـريـب ثـرواتـهـم عـبـر الـبـر والـجـو والبحر، وتـخـريـب آخـر مـا تـبـقـى مـن أطـلال زمـن الـطـاغـيـة، فـالـعـراء وحـده يـلـيـق بـالـعـابـريـن بـلا سـبـيـل، وعـواء ذئـاب الـمـوت فـي فـراغ الإفـتـراس الـمُـوحـش لـم يـعُـد يـقُـض مـضـاجـع الـتـائـهـيـن، لـيـس فـقـط لأنـهـم نـسُـوا مـن زمـااااااان طـعـم الأمـان، بـل لأن الإنـسـان فـيـهـم لـم يـعد إلاّ أشـلاء إنـسـان بـلا هـويـة ولا عـنـوان.
أنـا يـا سـادتـي لا أكـتـب لأسـخـر، ولا أكـتـب لأبـكـي، ولا لأنـكـأ جـراحـاً تـعـالـجـونـهـا بـمـراهـم الـوهـم، بـل أكـتـب لأبـوح، فـلا تـأخـذوا بـوح الـروح هـذا قـريـنـة هـذيـان، ولا تـغـادروا قـاعـة الـفـرجـة عـلـى ذواتـكـم الـعـاريـة دون أن تـتـذكـروا أن كـل الـبـشـر فـي الـخَـلـق سـواء، لـكـن الـفـرق بـيـنـهـم فـي الـقـلـوب الإرادة، وفـي الـعـقـول الإدارة، ويـوم تـزوجـون الإثـنـيـن زواج حـلال لا نـكـاح سِـفـاح، سـتـولـدون مـن رحِـم الـوجـود .
بقلم : محمد عمر بعيو