التلفزيونالرياضةشريط الاخبار

وداعا – حارس المرمى العملاق – ابراهيم المصرى

تألق مع المنتخب الليبى فى دورتين عربيتين متتاليتين – ونال جائزة أفضل حارس مرمى فى الدورة العربية بالرباط – وقدم له السفير الليبى بالمغرب ساعة ذهبية تقديرا واعجابا

ودعت الاسرة الرياضية ببنغازى صباح اليوم الاحد حارس مرمى المنتخب الليبى السابق الحارس العملاق ابراهيم المصرى احد ابرز وافضل حراس المرمى فى تاريخ كرة القدم الليبية الذين برزوا منذ أواخر الخمسينيات وطوال مسيرته ورحلته الكروية الطويلة تألق ابرهيم المصرى مع العديد من فرق الاندية المحلية حيث لعب للاهلى والهلال والنجمة والاتحاد وتوقف قليلا فى أواخر الستينيات عند محطة التحدى ثم كانت الرحلة الختامية مع فريق السواحل تشجيعا منه ودعما للنادى الصاعد حديثا لدورى الاضواء مطلع السبعينات فى اخر ايام رحلته الرياضية –

وحارس المرمى العملاق والراحل الكبير ابراهيم المصرى هو الحارس الليبى الوحيد الذى شارك فى دورتين عربيتين متتاليتين حين تألق بالدورة العربية الثالثة بالمغرب عام 1961 والدورة العربية الرابعة عام 1965 بالقاهرة –
ففى الدورة العربية بالرباط عام 1961 قاد العملاق ابراهيم المصرى منتخبنا لاأول مرة الى المرتبة الثالثة عربيا بعد ان حقق نتائج قوية أستهلها بفوز على منتخب لبنان بثلاثة اهداف لهدفين وفوز كبير على السعودية بخمسة اهداف لهدف وخسر بصعوبة مع منتخب مصر بهدفين لهدف ويعتز الراحل الكبير بهذه المباراة التى قال عنها فى احدى لقاءاتى الصحفية معه ان منتخبنا لا يستحق الخسارة فى هذه المباراة رغم قوة المنتخب المصرى وقتها حيث كان – – يضم ابرز نجوم الكرة العربية امثال حمادة امام – ثعلب الكرة المصرية والشيخ طه أسماعيل – والمرحوم رضا ورفعت الفناجيلى وعادل هيكل وغيرهم من نجوم الكرة المصرية أنذاك وخلال هذه البطولة نال جائزة افضل حارس مرمى فى الدورة العربية وقدم له السفير الليبى فى الرباط – السنوسى باكير – ساعة ذهبية تقديرا واعجابا بالمستوى الكبير واللافت الذى ظهر به رفقة زميله رجب الاحول الشهير بمسروبة

يعتبر الراحل الكبير أبراهيم المصرى – من اكثر حراس المرمى استعدادا ولياقة بدنية فحتى عندما هاجر الى المانيا لعب لاأحد الاندية هناك ثم عاد مجددا الى الدفاع عن شباك المنتخب الليبى من جديد واستطاع العودة مجددا بنفس القدرة رغم أجراءه عملية استئصال الغضروف على الركبة

كان – المصرى – عاشق للتحدى والمغامرة دائما فكثيرا ما كان يتوجه الى نقطة الجزاء عندما يتحصل فريقه على ركلة جزاء ويسجل منها أهدافا بل كان يتمنى اللعب فى الفرق الضعيفة التى تتبارى مع الفرق القوية والتى يلعب لها مهاجمين مهرة يجيدون التسديد على المرمى لقد كان نصف الفريق بالفعل ونقطة قوة فى كل الفرق التى لعب لها ودافع عن شباكها وكان فى اقوى المباريات وفى ذروة اثارتها يحفز زملائه المهاجمين ويطالبهم باحراز ولو هدف ويتركوا الباقى عليه بكل ثقة لينجح بالفعل فى الحفاظ على شباكه بكل براعة وقيادة فريقه للفوز

عقب أعتزاله الملاعب لم يبخل بتقديم خبرته وتجربته مجانا للعديد من حراس المرمى فى عدد من الاندية المحلية التى عمل بها تطوعا وبدون مقابل وكانت تراوده فكرة انتاج شريط مرئى يحتوى على سلسلة دروس تعليمية تطبيقية فى فنون الدفاع عن المرمى والشباك ليقدمه هدية ودوس يستفيد من حراس المرمى كما كانت تراوده فكرة اقامة معرض رياضى صغير خاص بمقتنياته وصوره لكن الظروف حالت دون ذلك وهو من حراس المرمى القلة الذين يتمتعون بثقافة واسعة ويجيد التحدث بعدة لغات

كان عندما يمر من امام مقر نادى النصر حاليا ملعب البركة سابقا كان يتوقف ويفضل الجلوس داخل مقر النادى ويلتقى برواد النادى ويستعيد معهم ذكرياته الجميلة ويروى لهم الكثير من الحكايات فى هذا الملعب التاريخى الذى كان خير شاهد على تاريخه ومواسمه الزاهية

خلال السنوات الاخيرة مر الحارس العملاق ابراهيم المصرى بظروف صعبة وعصيبة ثم ساءت أحواله وظروفه الصحية أكثر فى الاونة الاخيرة وتعرض لمرض مفاجىء مؤخرا وتم نقله سريعا الى مستشفى 1200 سرير حيث انتقل الى جوار المولى عز وجل صباح اليوم الاحد وكان عدد قليل من رفاق رحلة الامس بجانبه فى ايامه الاخيرة ليلقوا عليه النظرة الاخيرة قبل الوداع والرحيل المر وفى صمت رهيب رحل العملاق الذى ملء الدنيا وشغل الناس وقتا طويلا ودونما ضجيج ترجل الفارس المغوار تاركا وراءه تاريخا وسجلا كرويا حافلا وناصعا – – ليودعنا دونما وداع -وهكذا هى احوال المبدعين والمخلصين وممن قدموا الكثير للرياضة فى بلادنا لايعرفهم قيمتهم وقدرهم وتاريخهم – الا الاوفياء من ابناء وأهل المجال – – رحم الله ابراهيم المصرى – والى جنات الخلد يا من كنت رغم كل ما مررت به من ظروف عصيبة انسان عفيف كريم فى احلك ظروفه كان يرفض التسول – ويكره حتى مجرد الحديث عن ذلك أو عن ظروفه الخاصة – ويكفى انه كان يحس بمعاناة والالام الاخرين متناسيا همومه اليومية حيث كان عندما يتحصل على بعض المال والمساعدات من اهل الخير والاحسان ممن يعرفون قدره وقيمته والتى كان يقبلها على مضض كان يتجه نحو اطفال دار الرعاية الاجتماعية ببنغازى ليرسم البهجة على وجوه الاطفال رغم حاجته الماسة اكثر وضيق الحال – الحديث يطول عن خصال حارس المرمى التاريخى والاستثنائى – ابراهيم المصرى عملاق الشباك والانسان – ولانملك الا الدعاء بالرحمة والمغفرة وان يعوضنا جميعا فى رحيله المفاجىء كل خير – وانا لله وانا اليه راجعون.

برنيق – زين العابدين بركان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق