- سنعمل على جعل الأندية الليبية أندية محترفة، وعليها ألا تنتظر الدعم المقدم من الدولة الليبية
- وضعنا الخطوة الأولى للإعداد للعملية الانتخابية في الأندية الرياضية
- سنوفر مصدراً بديلاً لأندية الدوري الممتاز بإنشاء ملاعب لها
حوار: الصديق الورفلي
تصوير: محمد الرياني
تعمل هذه الأيام الهيأة العامة للرياضة في الحكومة الليبية المؤقتة ولجنة انتخابات الأندية المنبثقة عنها على عرض ومناقشة آلية الانتخابات وتحديد موعد القوائم المرشحة للانتخابات، وذلك في محاولة لتصحيح الأوضاع في الأندية الرياضية والوقوف على الصعوبات التي تواجه الأندية الليبية في ظل ما تعانيه بعض هذه الأندية من فساد إداري ومالي، كما أنها أصدرت بياناً في الأيام القليلة الماضية بخصوص الدعم المقدم للأندية من قبل ما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق حيث أصدر الأخير قراراً لدعم الهيأة العامة للرياضة وللأندية الرياضية ويأتي هذا الدعم رغم أن حكومة الوفاق لم تنل الثقة من البرلمان الليبي، وأكدت الهيأة في بيانها بأنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يخالف هذه التعليمات.
برنيق التقت برئيس الهيأة العامة للرياضة للوقوف على هذه المواضيع عن قرب.
أصدرتم بياناً بخصوص الدعم المقدم للأندية من قبل ما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق رغم أنها لم تنل الثقة من البرلمان الليبي وأكدتم في بيانكم عن اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال من يتعامل معها حدثنا عن هذا البيان؟
نحن نتبع الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب وأي قرار صادر من الحكومة نحن مناطين بتنفيذه وقد صدر حكم من محكمة البيضاء بعدم شرعية حكومة الوفاق وبالتالي سيتعرض كل من يتعامل مع هذه الحكومة للمساءلة القانونية.
ونحن عممنا هذا البيان على كل المؤسسات والمكاتب الرياضية في كافة البلديات خصوصاً وأن حكومة الوفاق لم تنل الثقة من مجلس النواب حتى الآن، وهي تعد داعمة للإرهاب وهي ضد توجهات وطموحات مجلس النواب والحكومة المؤقتة ونحن حريصون على تنفيذ القرارات التي تصدر من الحكومة المؤقتة، وخروج حكومة الوفاق بكتاب لدعم الأندية والقطاعات الرياضية بمبالغ مالية هو حق أريد به باطل حيث إنها تسعى إلى إحداث شرخ في الحكومة المؤقتة لتحقيق مكاسب سياسية لإقناع العالم بشرعيتهم ونحن أعلمنا الجميع بعدم التعامل معها حتى لا يربطون السياسة بالرياضة ليحققوا مكاسباً سياسية.
ماذا لو تعاملت بعض الأندية مع حكومة الوفاق وسعت إلى الحصول على الدعم المالي من هذه الحكومة غير الشرعية؟
لقد أصدرنا بياناً ووجهناه لكل الأندية الرياضية وستتخذ كل الإجراءات القانونية مع كل من يتعامل مع حكومة الوفاق من خلال إيقاف الدعم من هيأة الرياضة وإيقاف التعامل معهم على الإطلاق وستكون هناك عقوبات إدارية ومالية حتى نستطيع المحافظة على المؤسسات الرياضية من أي خروقات قد تقوم بها حكومة الوفاق داخل بيت الحكومة المؤقتة.
بخصوص الدعم الذي ستقدمه الهيأة العامة للرياضة للأندية هل سيكون هناك متابعة لأوجه الصرف خصوصاً وأن بعض الأندية بها فساد إداري ومالي؟
وفقاً للنظام الأساسي الموحد أصدرنا كتاباً واستبياناً تم تعميمه على الأندية الرياضة وسيقدم كل ناد هذا الاستبيان وتوقع عليه الجهات الاختصاص بالنادي متمثلة برئيس النادي وأمين الصندوق وستكون هناك لجان تشكلها الهيأة العامة للرياضة بناءً على النظام الأساسي الموحد للأندية الرياضية لمتابعة آلية الصرف في الأندية.
إن ظروف الأندية تعد ظروفاً صعبة فهناك بعض الأندية في وقتنا الراهن مهجرة من أنديتها ولا تمارس عملها بشكل طبيعي، ولكن عندما يعود الاستقرار لهذه الأندية ستكون هناك لجان رقابة تشكل من الهيأة العامة للرياضة لمحاسبة كل الأندية على المصروفات والاستثمارات بها؛ لأن هذا النشاط هو نشاط أهلي سلطتنا به سلطة إشراف ولكننا سنراقب مصروفات الأندية وسنتخذ إجراءات ضد كل من يختلس أموال الأندية أو يوظفها بشكل خطأ وسنتدخل عند كل فساد إداري أو مالي داخل أي ناد خصوصاً وأن بعض رؤساء الأندية ينظرون إلى الدعم المقدم من الهيأة على أنه غنيمة لهم.
عقدتم اجتماعاً لمناقشة آلية الانتخابات وتحديد موعد القوائم المرشحة للانتخابات وللوقوف على الصعوبات التي تواجهها الأندية في ظل ما تعانيه بعضها من فساد إداري ومالي إلى ماذا وصلتم في اجتماعكم؟
وضعنا الخطوة الأولى للإعداد للعملية الانتخابية في الأندية الرياضية فآخر انتخابات كانت في عام 2012 ووجدنا جُل الأندية الرياضية يتم العمل فيها من خلال لجان تسييرية وتواجهها الكثير من المشاكل والصعوبات المالية والإدارية، ووجدنا خروقات خصوصاً وأننا مرتبطون بمنظومة دولية تسعى جاهدة لتنظيم الحركة الرياضية في العالم من خلال إجراء انتخابات للاتحادات واللجان الأولمبية مما يجعلنا أن نلجأ إلى الانتخابات كونها مقررة في هذه المرحلة حتى يكون لدينا لجان واتحادات منتخبة ولنكون مواكبين للمنظومة الدولية، وأصدرنا في الفترة الماضية قراراً بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات وشرعت في عملها واستكملت العمل الإداري بما نسبته 90 % .
والآن لم يعد أمامنا إلا الدعوة للانتخابات بعد استكمال كل الإجراءات واعتماد اللجان الفرعية للانتخابات وعندما ننتهي من اعتماد سجلات العضوية سنعلن عن عملية الانتخاب بقرار يصدر عن الهيأة في ظرف شهرين إذا ساعدتنا الظروف الأمنية والمالية والإدارية.
ما مدى التعاون في الأندية الرياضية الواقعة في مدن تعد فعلياً خارج سيطرة الحكومة المؤقتة خصوصاً وأنكم ستعلنون على انتخابات في الفترة المقبلة؟
مخاطباتنا تتم على مستوى ليبيا بالكامل فنحن نتبع حكومة تُعنى بكل الليبيين، ونحن عممنا في مراسلاتنا بأن هناك عملية انتخابية لكل الأندية والمكاتب الرياضية ووصلت لكل الأندية وتمت مراسلتنا من بعض الأندية في المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية بإرسال قوائم لجانها الفرعية، ولكن بعض الأندية لم تتعاون معنا حتى هذه اللحظة، هناك اتصال بأندية طرابلس ولكن الاتصال بالحكومة الليبية المؤقتة بالنسبة لهم يُعد خطراً نظراً للظروف الأمنية بالمدينة.
ما هي الخطط المستقبلية للهيأة العامة للرياضة؟
الملف الذي نعمل عليه الآن هو ملف الانتخابات بالرغم من عدم حصول الهيأة على الميزانية مع أن ميزانية 2015 اعتمدت من مجلس النواب ولكنها لم تسيل إلينا، وكل الملفات التي تم البث فيها أو اللجان التي تم تشكيلها ومنها لجنة متابعة مشاريع البنى التحتية في كل ليبيا تعد متوقفة لعدم توفر السيولة للاستمرار في عملها، وهناك ملف مقدم من إدارة التدريب لرفع كفاءة موظفي المؤسسة الرياضية داخل وخارج ليبيا، كما أننا نعمل على توفير قاعدة بيانات من خلال إنشاء إدارة للتوثيق الإعلامي فليس لدينا أي مادة لتاريخ الرياضة والحركة الرياضية في ليبيا، كما اتصلنا بمركز البحوث العلمية في جامعة بنغازي ووضعنا أمامه تصوراً في كيفية التخلص من الدعم المالي الذي تقدمه الهيأة وتوفير مصدر بديل من خلال ملاعب نقوم بإنشائها لأندية الدوري الممتاز لتصبح إرادات هذه الملاعب وصيانتها وإدارتها تخص النادي وتصبح هي الدعم الخاص بالأندية لكي يحافظ ويطور كل ناد ملعبه، كما سنعمل على جعل الأندية الليبية أندية محترفة بدل أن تضل أندية هواة مما سيساهم بتطوير الألعاب الرياضية ولنرتقي بأنديتنا حتى نجاري مستوى الأندية العربية المجاورة، فبعض الأندية الرياضية في بلادنا تظن بأن هيأة الرياضة مجبرة بتوفير الإعانة لها، ولاحظنا أن هناك بعض الأندية تُسير المحال التجارية بشكل خاطئ فتجد الإيجار العائد للنادي بسيط جداً مقارنة بالأسعار الحقيقية في السوق. نحن سنوفر قاعدة أساسية للاستثمارات في الأندية حتى تصبح إيراداته من الموارد التي سنعمل على توفيرها لتصبح الأندية الليبية أندية محترفة تعتمد على دخلها الخاص بها.
كلمة أخيرة توجهها للأندية الرياضية ولكل القطاعات الرياضية؟
على الأندية الرياضية أن تواكب العصر ولا تنتظر الدعم المقدم من الدولة الليبية خصوصاً وأن الميزانية لم تتوفر منذ العام الماضي، وعليها أن تطلع على النظام الأساسي للأندية فليس هناك بند يجبر الدولة بتوفير الدعم، كما عليها الاهتمام بالعملية الاستثمارية وتطويرها وإعداد دراسات لجدوى اقتصادية لمشاريع ترتقي بمستواها لتواكب الدول المتقدمة، ولابد لها أن تهتم بفئة الشباب فهي تتعرض لآفات مختلفة قد تفتك بمجتمعنا، يجب عليها أن تحتوي هذه الفئة التي مرت بظروف صعبة فالنادي دوره رياضي وثقافي واجتماعي، ونحن على ثقة تامة بأن المؤسسة الرياضية والأندية ستعود وستؤدي دورها على أكمل وجه.