مقالات

أنين فى سجون الاشاوس .. وناقوس فى بلاد الفاتيكان

بقلم : عيسى عبدالقيوم

فى مقابل فرية النائبة (الفاسدة سياسياً) سهام سرقيوة التى شكلت اول انغماسة فى رذيلة الفبركة ضد الخصوم بإستخدام قصص الرعب الجنسي .. وأعني خديعة الـ “8000” مغتصبة التى جعلت من شخصية تافهة “نائبة” فى البرلمان .. وللأسف عن مدينة مثل بنغازي التى صدّقتها فكذبت عليها ثم غدرت بها وبتضحيات أولادها التاريخية.. فى مقابل تلك الكذبة السافرة المخجلة تناقلت يوم امس عدة صحف أوربية منها لوموند الفرنسية والغارديان البريطانية والباييس الأسبانية ولاستمبا الأيطالية ودير شبيغل الالمانية حقيقة مرعبة بتعريتهم لجزء مما جرى فى بدايات فبراير !.

بدون اي تزويق او مداراة .. ما نشر مفزع وكارثي وحقير وسادي.. ويلطخ وجه فبراير (الثورة والدولة) فى الطين.. ويضع على مصطلح “الثوار الاشاوس” مائة علامة استفهام .. ما قيل هو فقط جزء يسير من تقرير موثق بالادلة والشهادات سينشر تباعاً.. وجرت احداثه – بحسب ما نشر حتى الان – بسجن فى طمينا بمصراتة وأخر جنوب طرابلس .. ونتوقع مدناً أخرى .. شرقا وغرباً فى الاعداد القادمة .. فإنتهاكات وخروقات وخفايا فبراير التى جرى التكتم عليها او تمييعها بدت تطفو على السطح .. ليس أولها تقرير المدعي العام الليبي .. ولن يكون اخرها هذا التقرير الاروبي .. كما ولن تتوقف عند شهادة حمد بن جاسم المجلجلة !!.

ما نقله التقرير الذي انتشر اروبياً يتحدث عن.. سجون مليشيات ..عصي مكانس .. اخضاع رجال .. دماء ونجاسة .. جنس بالاكراه .. وكل شيء مقرف يخطر على بالك يمكنك أن تضعه بين هذه الكلمات .. ربما يكون بعضنا قد سمع ولم يصدق .. وربما بعضنا قد شاهد وجبن عن الكلام .. لكن الحكاية تحولت اليوم الى تقرير دولي موثق يجعل جزءً مهماً من فبراير فى قفص الاتهام .. هذا الجزء للاسف هو من يعرقل حياة الناس بإسم الشرف والوطنية والشريعة .. بعضه لسخرية الاقدار ورغم كل هذه الفواجع أوكل إليه ملف “الترتيبات الامنية” !!!.

أعلم أن التقرير سيمر مر السحاب .. فالبحث عن الوظيفة .. البحث عن مقعد فى الوزارة القادمة .. البحث عن البقاء فى معية السلطة .. البحث عن البقاء خارج ليبيا على حسابها .. سيُخرس الالسن ويطمر هذا الملف النازف .. اتوقع أن تصمت عنه الكثير من وسائل الاعلام .. ولن يفتح فيه المدعي العام اي تحقيق .. ولن يغري منظمة التضامن بممارسة ما تقول أنه واجب حقوقي .. ولن يستفز الصادق الغرياني ليقوم بما يزعم انه واجب ديني .. اتدرون لماذا ؟!.. لان ثقافة المنطقة تجيز اي شيء ضد الخصوم .. وما جرى جرى ضد اتباع النظام السابق.. اقولها بلا تلعثم لدينا منطق ديني وإجتماعي مرعب لتبرير الانتهاكات ضد الخصوم وجعلها مقبولة ومغتفرة فى الارض والسماء وفى عقول الاتباع.

أيها السادة : بشكل عام التقرير سيكون عاراً على ليبيا كلها ما لم ينجح فى هز ضمائرنا وقرع ناقوس الخطر .. ما لم يؤثر فى معادلة الاصطفاف القديمة .. ويحدث تحولاً جذرياً فى المعادلة الجاثمة على صدورنا .. فهل سيُحرك فينا أحجاراً أم على قلوب اقفالها؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق