
إن السعادة التي اظنت الفلاسفة في البحث عنها في طيات الكتب و في عالم الأفكار ، اختزالها الليبيون في زجاجة مياه غازية كانت تسمى ” بيبسي كولا ” ، أخذ الليبيون امتياز صنعها أو لعلهم قلدوا صناعتها ومن ثم سموها ” سعادة “.
والعجيب أن ثمنها كان لا يعدو بضعة دراهم معدودة . وللعلم فأن السعادة الكيميائية أو ” السعادة المصنعة ” ليست جديدة في ليبيا ، فقد سبق أن سرب الليبيون السعادة في سجائر الغرياني ، معدومة الفلتر و رديئة التبغ .
لا يذهب ذهنك بعيدًا لتعتقد أنهم خلطوا تبغ تلك السجائر بمادة ” القنب ” المُخَدِرِة ، لا ليس كذلك ، صحيح هي سعادة مصنعة غير أنها سعادة حقيقية وليست وهمية .
ألا تذكرون دعاية مؤسسة احتكار التبغ والملح في الستينات في القرن الماضي ، التي أصدرت دعايات لسجائر الغرياني ، وكانت الدعاية مطبوعة على لوح معدني مربع مساحته تقريبًا 40 سم × 30 سم ، دعاية مصورة يبدو فيها رجلا وسيمًا يدخن سيجارة غرياني ويقول :- ” ما أسعدني بتدخين غرياني ” .
ثمن العلبة إذ ذاك لا يتعدى خمسة قروش .
السعادة بالمجان في ليبيا . فإن شئت بسيجارة غرياني واحدة تنتابك السعادة ، وإن كنت من النوع المتعوس ولم تُجْدِ معك سيجارة او عدة سجائر من سجائر الغرياني نفعًا ، فما عليك إلا أن تتناول زجاجة ” بيبسي كولا ” مُعربة وصناعة ليبية ، وعندها ستصاب بسعادة تقضي على أي نوع من التعاسة والبؤس والكساد ايضًا .
يا بلاش…… حقًا أن السعادة في ليبيا بالمجان .