منوعات

حماية الأطفال من خطر الجلوس الطويل أمام الشاشات الرقمية

لم يعد خافيًا على أحد المساحة الهائلة التي تحتلها الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائط التسلية المرئية في حياتنا اليومية مع التقدم التكنولوجي والثورة الرقمية الهائلة والمتسارعة التي يشهدها القرن الحادي والعشرين. فأي بيت يخلو اليوم من شاشات التلفاز والحاسوب والهواتف الذكية والألعاب الالكترونية؟ ولكن هل تساءلنا يومًا عن الضرر الذي يمكن أن تلحقه هذه الأجهزة في صحتنا، وخاصًة صحة الأطفال الذين أصبحوا أيضًا مدمنين على هذه الأجهزة؟

ساعات طويلة أمام الشاشات الالكترونية
يشير تقرير أصدرته جمعية القلب الأمريكية إلى أن مجمل الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات يتزايد باستمرار على الرغم من تراجع أهمية التلفاز في حياتنا اليومية. وتقدر بعض الدراسات أن الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة يقضون يوميًا بمعدل 6 ساعات و40 دقيقة أمام الشاشات بغرض التسلية. وهذا يتضمن مشاهدة التلفاز والأفلام ومقاطع الفيديو وتصفح الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، وكل هذا لا يشمل الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات بغرض الدراسة.

وفي المجمل، تقول جمعية القلب الأمريكية أن الأطفال في سن المدرسة يقضون حوالي 8 ساعات يوميًا بشكل خامل، وهذا يحمل مخاطر عديدة تشمل اضطراب جودة النوم وضعف المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى مخاطر صحية مرتبطة بالجلوس لفترات طويلة مثل البدانة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

دعوة إلى الحركة
وتقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات لا يجب أن يحل مكان النشاط البدني والاستكشاف والتفاعل الاجتماعي.

كما يشير دايفيد هيل، وهو بروفسور في كلية الطب في جامعة شمالي كارولينا ومدير مجلس التواصل والإعلام في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن الرابط بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات وخطر الإصابة بأمراض القلب يكمن في زيادة معدلات البدانة، ويرجع ذلك إلى العادات الغذائية السيئة المصاحبة للجلوس أمام الشاشات مثل تناول الوجبات الخفيفة ومشاهدة الإعلانات التي تعرض على شاشات التلفاز والتي تشجع على تناول الأغذية الغير صحية.

نصائح لتقليل جلوس الأطفال أمام الشاشات
تكمن الخطوة الأهم لتقليل زمن تعرض الأطفال للشاشات في الحدّ من استخدام هذه الشاشات نفسها، كما ينصح الخبراء الأهالي بعدم استخدام هواتفهم أو غيرها من الأجهزة الذكية عندما يكونون مع أطفالهم، لأن استخدام هذه الأجهزة أمامهم يوصل إليهم رسالة مفادها أن هذا الأمر مقبول وجيد وبأنه يمكننا التواصل مع أجهزتنا الذكية بدلًا من التواصل الحقيقي فيما بيننا.

كما يُنصح بعدم استخدام الأجهزة الذكية ذات الشاشات نهائيًا خلال فترات تناول الطعام أو في غرف النوم، وكذلك بعدم السماح للأطفال تحت عمر السنتين باستخدام الأجهزة ذات الشاشات على الإطلاق، إلا في حالات الضرورة مثل التواصل مع الأقارب البعيدين.

كما أن أحد الحلول الضرورية يكمن عبر توفير البدائل للأطفال عوضًا عن قضاء الوقت أمام شاشات الهواتف الذكية وألعاب الفيديو. فمن الأفضل تشجيع الأطفال على قضاء المزيد من الوقت خارج المنزل والخروج للتنزه في الحدائق واللعب مع الأصدقاء على سبيل المثال.

وأخيرًا، فإن الانتشار المخيف للأجهزة الذكية وقضاء الساعات الطويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وألعاب الفيديو والتلفاز يترافق مع زيادة معدلات البدانة لدى الأطفال، والتحول إلى نمط حياة خامل وقليل الحركة، والكثير من المشاكل الصحية مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى ضعف العلاقات الاجتماعية والميل للانعزال والعيش في الواقع الافتراضي. كل هذا يدعونا إلى حماية أطفالنا من هذا الخطر المحدق، والبحث عن بدائل أكثر متعة وأكثر نشاطًا والعودة إلى نمط حياة صحي ونشيط.

  • وكالات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق