مقالات
لماذا يحبون ركوب القبائل ؟!!
بقلم : أحمد الحسين التهامي
- بالنسبة لي الجيش الوطني الليبي بقيادة البطل المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر هو خشبة الخلاص لهذه البلاد ؛ فالسلطة عند اخر تحليلاتها نتاج القوة ؛ والقوة اليوم يملكها الجيش الوطني الليبي و لوحده ؛ اذا الجيش الوطني الليبي هو الامل الوحيد لاستعادة الدولة في ليبيا ؛ ولا امكانية لأي مراهنة على أي حل سياسي لان المشكلة ( الازمة الليبية) لم تكن يوما سياسية !! ؛ وفي تحليلي الخاص فان الجيش الوطني الليبي انجز جزء رئيسيا من هذه المهمة التاريخية وبقي جزء رئيسي اخر؛ ولقد انجز هذا الجزء بفضل دعم وتضحيات أبناء المناطق الفقيرة والمعدمة في مدينة بنغازي والرأي العام الداعم للجيش في الاوساط الشعبية في هذه المناطق المكتظة بالسكان اولا وقبل أي دعم اخر..! بل وكل دعم اخر لايعول عليه ! ولم يعول عليه!؛ومع ذلك دائما اتسأل لماذا عملت الكثير من الاطراف السياسية على تسويق انها تحظى بدعم كل القبائل الليبية ؟! لماذا عملت الاطراف المعادية للجيش وللدولة وللمشير على تسويق اكذوبة ان القبيلة س او القبيلة ص سوف (( تنهي اسطورة الجيش))؟! بالرغم من ان هذه نكتة تشبه محاولة فراشة ناعمة قتل فيل غليظ!!.؛ جميع هولاء يعرفون جيدا ان حجم الضعف والتمزق والتشتت الذي تعيشه القبائل الليبية يصل حد انعدام سيطرتها على كل افراد القبيلة !!؛ فلماذ سوقوا هذا الوهم؟!
- قبل الاجابة علينا ان نفتح اعيننا على اتساعها على الواقع وان نفهم متغيراته؛ خاصة تلك التي حصلت خلال الستين سنة الاخيرة من عمر المجتمع الليبي؛ فثمت ظاهرة اليوم لافتة للنظر ؛ ويمكن اختبارها بسهولة لمعرفتها؛ اذ لو تورطت بشئ من حماقة وسالت شابا ليبيا اذا ما كان يدخن في حضرة ابيه ؛ لقفز وتنطط وحلف انه لا يفعل !!؛ ثم اذا جئته غدا وجدت الاب يسبح في دخان سيجارة الابن ؛ وهكذا في ليبيا وفي جميع ارجاء حياتنا :ثمت الكثير من الخطابات الحية التي تصف وقائع ميتة !!
- و حتى حين كانت ليبيا قبلية حقا .. لم يكن للقبيلة هذا النفوذ المطلق على سلوك افرادها!!؛ فلقد زار الانثربولوجي البريطاني الشهير ايفانز – بريتشارد ليبيا واقام فيها بين عامي (1946-1947) وقرر في كتابه سنوسيو برقة :انه حين كان الفرد البدوي لا يعجب بقرارات شيخ قبيلته ؛ ادار فرسه ودخل بر مصر !!؛ فاذا اضفت الى ذلك ما احدثه النفط في سلوك الليبيين من تغييرات هامة وخطيرة من بينها الفقدان المطلق لسلطة الاب على ابنائه فانني اسالك عن أي سلطة للشيخ تتحدث؟!؛ واذا اضفت الى ذلك كله ثورة التقنيات الحديثة والاتصالات وتطبيقاتها ولهوها وبرامجها فكم يبقى من مفهوم القبيلة ليعيش في اذهان الناس ؟ !
- ومع ذلك لازال سؤالنا قائما ؛ فلماذا يحب السياسيون الليبيون إذا ركوب القبائل ؟!!؛ إن الاجابة سهلة وميسرة ولانهم سادسة قرانبولي في السياسة يتجهون ي دائما للحلول السهلة ذلك انك بامكانك في لحظة ان تدعي ان كل تجمع لليبيين هو تجمع لكل القبائل؛ ففي كل قبيلة شيوخ بعدد شعر رأس الفرد الواحد!.