
إعادة تحرير بنغازي من عدو أخطر من داعش !!!
بقلم : د. ابراهيم قويدر
يعد رمي النفايات خطر شائع يمكن للمرء ان يشهده في جميع المناطق الحضريه, حيث الشوارع و الارصفه و مواقف السيارات و الطرق السريعه اغلبها مغطاه باغلفه المواد الغذائيه و زجاجات المياه و المشروبات الغازيه و الاكياس البلاستيكيه و النشرات الدعائيه و اعقاب السجائر بالاضافه الى المناديل الصحيه و الاوراق و غيرها.
لايعد رمي هذه القمامه مشكله جماليه فحسب و انما مشكله بيئيه لها عواقب وخيمه يمكن ان تستمر لعقود. حيث تستغرق حاويه التايرونوم سنين طويلة لكي تتحلل, كذلك فوط الاطفال تحتاج الى اكثر من عدة سنوات لتتحلل. وكذلك السجائر و حتى قشور الموز و البرتقال قد تبقى لاكثر من شهر.
للقمامه القدره على التسبب بالضرر على صحه الانسان و السلامه العامه و كذلك على البيئه. و يعد تسمم الحيوانات و قتل الحياه المائيه بشكل مباشر عن طريق الاختناق و غير مباشر من خلال التاثير على نوعيه المياه احد اهم التاثيرات الضاره التي تسببها القمامه.
رمي النفايات ايضا من شانه ان يجذب الحشرات و القوارض. تحمل هذه القمامه الجراثيم التي تجذب الجرذان و التي عادة ما تحمل معها انواعا متعدده من الامراض التي تسبب المرض و الاعتلال للناس..
تضر القمامه أيضا النباتات والغطاء النباتي والمناطق الطبيعية. هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على سلوك رمي النفايات من بينها الإزعاج والكسل، وغياب الملكية و الشعور بالانتماء للمنطقه او الحي الذي يقطنه بالاضافه الى الشعور بأن شخص آخرسوف يجمعها، عدد و مواقع صناديق القمامة وقربها من المنطقه، وغياب العقوبات الحقيقيه وتطبيق التشريعات، وغياب كلا من الضغط الاجتماعي و المعرفة بالآثار البيئية المترتبه على رمي النفايات كلها عوامل تؤثر على سلوك المواطن و تجعله غير آبه او مكترث بالمحافظه على بيئته نظيفه. معظمنا قام برمي القمامة بطريقة أو بأخرى. رمي النفايات شيء نتعلمه من الآخرين ودون وعي ننقله لأطفالنا.
حل المعضله
إن الدافع و الرغبه الى القاء القمامه عاده ما يتم بدافع من عدم الاحترام للقانون و تطبيقه فضلا عن الجهل و الغطرسه في سلوكنا و اعتقادنا بان هنالك من سوف يقوم بتنظيف ما نخلفه من فوضى. مبالغ كبيره من المال تصرف لجمع و تنظيف القمامه التي يلقيها الناس من غير تفكير في الشوارع و الاماكن العامه. جمع النفايات عمليه مكلفه و تستغرف وقتا طويلا لابقاء البلاد نظيفه.
ان القمامه مشكله يمكن السيطره عليها, و يعد التثقيف اداه مهمه لذلك. من هم على درايه و بينه من مخاطر القمامه غالبا ما يبذلون جهدا اكثر لجمع القمامه ووضعها في الصناديق المخصصه لذلك, بالاضافه الى انهم يعلمون الاخرين الطريقه الصحيحه للتخلص من القمامه.
ان حملات التنظيف للمجتمع من شانها ان تشجع المواطنين على الفخر باحيائهم و االمحافظه على مظهر نظيف و صحي.
يمكن للنفايات ان تشكل غزوا يكسو المكان و يمكن للناس ات تحدث فرقا و من مسووليتنا ان ننظف القمامه بطريقه وديه للارض.
ان المجتمعات النظيفه تشكل بيئه افضل لجذب الاعمال التجاريه و السياح و المقيميين .
لا يوجد هنالك اي سبب يدعونا لالقاء القمامه حيث يمكننا دائما ان نجد صندوق قمامه لنرمي فيه..
مـــا يحدث في بنغازي من اهمال في تنظيم عملية نقل القمامة وايضا طرابلس وبعض المدن الليبيه الاخري هو نتاج حقيقي لسؤ التنظيم وادارة هذا الموضوع ليس الان فقط بل منذ اكثر من عشر سنوات ولكن الحالة التي عليها شوارعنا فعلا هذه الايام حالة تحتاج منا الي المناداة بتدخل الشباب والقوات المسلحة وكل الاجهزة المسؤلة والامر يحتاج الي الاسراع في الاتي
اولا حملة مكثفة تشترك فيها كل المؤسسات القوات المسلحة الاجهزة الامنيه الهلال الاحمر مؤسسات المجتمع المدني الكشاف الشباب الانديه الجميع مدعوين للقيام بهذه الحملة
ثانيا الغاء القرارات الغبية بتبعية اجهزة النظافة لجهات خارج اطار البلديه ولابد من اصدار القرارات التاليه
* تبعية كل ما يتعلق بالنظافة الي كل بلديه في منطقتها
* * الالغاء التدريجي لمهام الشركة العامة للنظافة
الموافقة علي السماح لانشاء شركات خاصة تقوم بمهام جمع القمامة وتتعامل مباشرة مع السكان مع تحديد تسعيرة لهم
تحديد اماكن للناس الذين يرغبون في رمي القمامة بانفسهم وغير قادرين علي الاشتراك مع الشركات الخاصة
العمل الجاد علي دراسة التعامل مع الشركات الاجنبيه لشراء القمامة وتدويرها في ليبيا
الامر فعلا يحتاج الي جديه في التعامل مع هذا الموضوع لان استمرار اهماله سيكلفنا الكثير والكثير في صحة ابنائنا واطفالنا