مصلحة الآثار الليبية تنعي أحد أركانها الفقيد “عبد الحميد عبد السيد”
انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الاربعاء الماضي مؤسس مراقبة آثار بنغازي وفقيد الآثار وأحد أركانها السيد “عبد الحميد عبد السيد” وهو في العقد الثامن من عمره، حيث التحق بالعمل الأثري شاباً بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.. ولاحظ فيه في ذلك الوقت مشرف الآثار على المنطقة الشرقية الإنجليزي “ريتشارد قود شايلد” صفات الاهتمام والمحبة بالعمل الأثري، وقام بإرساله في دورات خارجية إلى إيطاليا والمملكة المتحدة. كان للفقيد مشاركات كثيرة في العمل الميداني وله العديد من المنشورات في المجلات العلمية والأثرية المختصة بالآثار، ويعتبر من أوائل العناصر الوطنية في مجال الآثار وقاد العديد من الحفريات في سرت واجدابيا وزويلة ويعتبر هو المؤسس لمراقبة آثار بنغازي وأيضاً هو من قاد حفريات انقاذ سيدي أخريبيش “برنيكي”. كما ترأس الفقيد رئاسة الشؤون الفنية في مصلحة الآثار في سبعينيات القرن الماضي وعاد إلى مدينة شحات ليشغل منصب رئيس قسم الشؤون الفنية من ثم تقاعد في الثمانينيات، ولم يبخل بالاستشارة والتعاون مع مصلحة الآثار حتى بعد تقاعده وقاد مشاريع ترميم في وادي النغر والعربان وماتزال الأضرحة التي قام بترميمها شاهداً على عظمة الأعمال التي قام بها، وزاول مهند الإرشاد السياحي وكان من المرشدين المميزين الذين قادوا الأفواج السياحية في كل أنحاء البلاد وكان رحمه الله يجيد اللغات الإنجليزية والإيطالية، وكان معروف عنه الدقة والجدية والانضباط في العمل، وكان شخصية مرحة ودودة كريمة. تولاه الله برحمته وألهم أله وذويه جميل الصبر والسلوان