في خطاب السراج !!
بقلم : د. مصطفى الزايدي
بعيدا عن الخوض في النوايا التي يعلمها الله بعد اصحابها ، وخارج اطار القراءة بين السطور ، فلم اجد في خطاب السراج امرا جديا يبنى عليه .
في تقييمي المتواضع هو اعلان الوصول الي طريق مسدود ، وشهادة وفاة لما يسمى الاتفاق السياسي .
ولم يتحلى السيد السراج بالشجاعة، ليبين الاسباب الحقيقية لحالة الفشل والشلل التي اوصلتنا لها مؤامرة فبراير ، بل هرب الي الامام كسابقيه ،ليُسوِق الي مرحلة اخرى ربما لن تكون افضل من سابقاتها ، فلقد رُوِج في الماضي لانتخابات المؤتمر الوطني وبعده انتخابات هئية الدستور وانتخابات مجلس النواب ، وصورت وكأنها العصى السحرية التي افتقدتها الثورة الفرنسية !! لكن ثوّار ليبيا الاشاوس وغير الاشاوس امتلكوها !!
وسوِق لمشروع الصخيرات وكأنه البلسم الشافى من داء الوطن ، لكن الحال لم يبقى فقط على ما هو عليه ، بل تدهور الي اسفل سافلين !!
المشكلة التي انتجتها فبراير اساسها ، خزعبلات المجلس الانتقالي مجهول المولد والهوية والمرجعية ، والاعلانات والقوانين الغير دستورية ولا شرعية الصادرة عنه ،والتي حاول من خلالها تحويل ليبيا الي دويلات ضعيفة يسهل اخضاعها ونهب ثرواتها وانتهاك سيادتها ، فتقسم الشعب وفقها ،الي ثوّار منزهين ، وازلام منبوذين مقصيين ! وتقسم المواطنون الي درجة اولى يتمتع بها سكان بعض المدن والقبائل الصغيرة وثلة من اصحاب السوابق ، ودرجة ثانية تضم اغلب الليبيين !!
وايضا تم من خلالها الغاء واهانة القوات المسلحة والاجهزة الامنية ، وتقتيل منتسبيها وقمع قياداتها ومطاردتهم ، واستبدلت بعصابات المجرمين والارهابيين !!
الحل الذي تنساه السراج لابد ان يتناول هذين الامرين لانهما مفتاح الحل !!
كان على السراج ان يعتذر من الليبيين على الوضع الذي اوصلهم اليه ، وان يعتذر باسم فبراير الي اغلبية الليبيين الذين يعانون التهجير والنزوح والالاف الذين زج بهم ظلما في السجون ، وان يقرر ولا يطالب بالافراج عنهم وجبر اضرارهم ورد مظالمهم وتامين عودتهم الي مدنهم وبيوتهم .
وكان عليه ان يعلن صراحة دعمه للقوات المسلحة العربية الليبية التى طهرت بتضحيات جنودها وضباطها اغلبية الاراضى الليبية من الارهاب والارهابيين ،وأفتكت حقول وموانيء النفط من عصابات المجرمين .
المشكلة لا تكمن في الحديث عن خرائط الطرق ، بل في الاقدام على خطوات عملية واجراءات تنفيذية، تعيد الامر الي طبيعته .
الي ذلك الحين اكرر النداء الي الوطنيين بضرورة تصعيد الكفاح الشعبي لاستعادة الوطن من الارهاب والعبث والتدخل الاجنبي.
والي تقديم الدعم لابطال القوات المسلحة الذي يكتبون بدمائهم خريطة طريق جدية لبناء ليبيا جديدة ، مستقلة منيعة .
والله من وراء القصد
د. مصطفى الزائدي
2017/7/17